مع اقتراب الصيف ستخرج آلاف العائلات السعودية خارج المملكة. سيخرج أيضا آلاف الشباب السعودي. فرصة لكل من يريد ان يعرف تصرفات الشاب السعودي على أرض الواقع. يعرفه على حقيقته دون فكرة مسبقة أو تصورات. تنح في زاوية واسعة الرؤية في إحدى مقاهي السوليدير ببيروت. مئات الشباب (كدش وغير كدش) يسرحون ويمرحون أمامك. شباب مفلوت بلا رقابة أخلاقية على حركاته وسكناته. يلبس ما يريد ويضحك بالطريقة التي تعجبه ويقف متى ما أراد ثم يتحرك. معرض تفصيلي , يقدم تصرفاته, أداءه ، شجاعته تردده . أقمت هذه التجربة أكثر من مرة, في أماكن مختلفة من عالم السياحة السعودي. في بيروت (السوليدير). في دبي(الممشى ودبي مارينا) في البحرين(مول السيف وصالات السينما). كان هدفي أن أعرف الأسباب التي تدفعنا لتنظيم وتحديد ومراقبة دخول الشباب (السعودي) الأماكن العامة في المملكة. أسباب منعهم من دخول مولات التسوق إلا في أوقات محددة أو بصحبة عائلة. شروط السكن المعزول , شروط الركوب, شروط الأكل في المطاعم إلخ. أشرت يوم أمس الأول إلى الحملة الشرسة التي أساءت لسمعة الأمن في المملكة. كيف استطاع الفكر الانعزالي, خدمة لأهدافه, أن يبنى صورة سيئة عن الأمن في السعودية. في كل فتوى من فتاواه يعطي جرعة مسيئة غير مباشرة. لتكتمل الصورة الدرامية لابد من توفير أركانها. إذا كانت المرأة السعودية ضحية وضعيفة كما يؤكدون لابد لها من جلاد. ضعف الأمن ضعف المرأة مضاف إليه استهتار الشباب وضعف الوازع الديني. . المرأة ضحية والجلاد الشباب والطرفان يتعايشان في وسط لا يحمى هذا من هذا. كيف صنعت هذه الخلطة العجيبة؟ أركان القضية (الضحية والجلاد) يلتقيان في أماكن مختلفة من العالم, يختلطان في صالات السينما وفي المطاعم وحتى في الطائرات التي تقلهما من وإلى المملكة. لم يحدث أن رأينا أو رأت أجهزة الأمن في تلك الدول ما يدين الشاب السعودي. العائلات السعودية التي تسافر بالآلاف تعرف أن هذه الأماكن(البحرين دبيبيروت وغيرها) مختلطة يعيش سكانها بدون حواجز. يعرفون أيضا أنها ستكتظ بالشباب السعودي (المسعور). من بنى الحاجز النفسي بين الشباب والعائلات وصمم الحياة الاجتماعية بهذه الصورة المتوترة؟ عندما تقرأ أدبياتهم وفتاواهم ستجد أن الشاب السعودي مختلف وله طبيعة أخرى. روج للاعتداءات التي ارتكبها عدد قليل من الشباب في المناسبات الرياضية وعممت على كل سعودي من عمر ثلاثة عشر إلى أربعين. تعالج سرقات السيارات والتفحيط في أدبياتهم لتكريس صورة الشاب السعودي السلبية. شكلنا في النهاية صورة نمطية نعتمدها في الإجراءات. في العقود الماضية تم تقسيم الشباب السعودي إلى قسمين. قسم أهل الخير أو أهل الصلاح والقسم الآخر أي شاب لا يدخل في برامج شباب الخير ويعتمدها منهاجا يصبح موضع شبهة. حان الوقت لبناء الصورة بشكل صحيح. لا يمكن أن نستمر في اتهام أبنائنا بجرائم وهمية اخترعتها ايدلوجيات العزلة.