العالم اليوم مفتوح على مصراعيه لمن ينظر حوله فيرى ما يجري من أحداث ووقائع وأفكار وآراء ومشكلات وحلول. إنه عالم يستطيع المرء فيه أن يقرأ ويفكر ويتدبر ويستنبط لنفسه أحكاما ويضع لها حدودا ويرسم لها مسارا، يرى فيه آفاق الحياة كلها. لكن المتطلب لذلك كله أن يكون ذا وعي واستقلال وأن يتدبر ما تؤول إليه الأمور، وربما ضاع عنه بعض التفاصيل في خضم ما يجري لكن صاحب الفطنة لا تخفى عنه الصورة العامة. لم يعد خافيا أن الإرهاب يمول نفسه بأي مال من أي مصدر، وليس ذلك بمستغرب طالما أن هناك غاية فيها القتل والتدمير والتفجير فأي وسيلة دون ذلك هي له من المباحات. ولم يعد خافيا أن الشبكات تستدرج الغافلين عن بواطن أمور ظاهرها قد يأتي من التسول أو الاستعطاف باسم الدين أو الحاجة أو المرض، وقد لا يكون هناك شيء من ذلك أبدا لكنها الحيلة لمن استطاع أن يحتال. أما أن يتبرع أحد لمن يعلم يقينا أنه صاحب غاية إجرامية فإنها الشراكة وإن كانت من باب التعاطف. ليس كالعمل الجاد والمثابرة والحرص على الخير والبعد عن الشبهات والصبر على محاربة الفساد بكل ألوانه وأصنافه من سبيل إلى إصلاح يحقق للحياة رقيها ونموها وإن طال الزمان.