قال المهندس علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء إن الشركة لن تقوم بفصل التيار الكهربائي عن أي مشترك في يوم الأرض السبت المقبل، موضحا أن العادة جرت على مشاركة دول العالم في يوم الأرض بفصل التيار الكهربائي في مدنها الرئيسة لمدة ساعة كاملة من الثامنة والنصف مساء، وذلك لتحفيز الاهتمام بالبيئة والتنبيه على مخاطر التلوث البيئي والحفاظ على نقاء الأرض، وأكد المهندس البراك أن مشاركة الدول في هذا اليوم لا تأتي عبر شركات الكهرباء، وإنما من خلال المشتركين، حيث تقوم البلديات بإطفاء مصابيح الشوارع والميادين، فيما يقوم ملاك المباني بإطفاء الأنوار الخارجية. ووصف البراك مشاركة المملكة في هذا اليوم بالرمزية من قبل المستهلكين. ويطيب لي في هذه المناسبة العالمية أن أبلغ شركة الكهرباء الموقرة بعدم رغبتي في المشاركة في يوم الأرض بأي شكل من الأشكال، لأنني شاركت فعليا (وليس رمزيا) في ساعة الأرض أكثر من ثلاث مرات خلال هذا الأسبوع في ثلاثة أحياء مختلفة في مدينة الرياض وفي أوقات تنوعت بين النهار والليل، وفي كل مرة تتمدد ساعة الأرض الإجبارية في دقائقها البطيئة فتصبح ساعتين أو أكثر، و أظن أن هذا دليل كاف على أنني قمت بواجبي تجاه أمنا الأرض بفضل خدمات (أمنا الغولة) شركة الكهرباء!. لست شخصا معاديا للبيئة على الإطلاق وكل ما في الأمر أنني أشعر بأنني قمت بما يتوجب علي (.. وزياده حبتين) تجاه تجاه كوكب الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية وليس لدي أي دافع لتقديم تضحيات كونية جديدة، لذلك لن أطفئ المصابيح في ساعة الأرض مساء السبت المقبل وسأكتفي بمتابعة تصريحات مسؤولي شركة الكهرباء وهم يتحدثون بكل حيوية عن اللحظة التي يعشقونها حد الثمالة ويبدعون في تقديمها وإخراجها ألا وهي لحظة: (انقطاع الكهرباء)!. لن أشارك في يوم الأرض إلا حين تقرر شركة الكهرباء تنظيم مناسبة محلية مماثلة لهذه المناسبة العالمية تسميها: (ساعة المستهلكين في الأرض)، بحيث تقتصر هذه الساعة على مسؤولي وموظفي شركة الكهرباء حيث يتم قطع الكهرباء عليهم في ساعة من ساعات النهار في فصل الصيف، كي يقتربوا أكثر من مشاعر المستهلكين لحظة انقطاع التيار الكهربائي ويعيشوا مرارة الانتظار في مثل هذه الظروف، وسيجدون أن أفضل تسلية في هذه الساعة هو أن يتصلوا على بعضهم البعض ويتبارون في (فن التصريف)!. لو كانت الجهة التي تبنت محليا إطلاق فعاليات ساعة الأرض جماعة بيئية لفكرت بتلبية هذه الدعوة النبيلة، ولكنني حين وجدت أن شركة الكهرباء تتصدر المشهد الإعلامي في هذه المناسبة العالمية قررت التفكير بما هو أكثر جدوى وهو حقوقي كمستهلك في كوكب يمطرني أهله بالفواتير البيضاء والزرقاء والإلكترونية، لذا لن أطفئ المصابيح لأنني أحتاج إلى الضوء من أجل تدقيق الفاتورة!.