في نفس التحقيق الذي نشرته جريدة الوطن عن مشروعية الظهور من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية ، صدمتني آراء الشيخ الدكتور عوض القرني حول القضية . يقول الشيخ الدكتور على ذمة محرر جريدة الوطن الذي أعد التحقيق المشار إليه في مقال البارحة: (أن مشروعية مشاركة العلماء المسلمين في وسائل إعلام إسرائيلية خاضعة إلى موازين المصلحة والمفسدة وهي تختلف باختلاف الشخص والمكان والزمان والحال، مشيرا إلى أن هناك شخصيات ليس لها حاجة على الإطلاق لأن تخاطب الشريحة التي تأخذ توجيهها من هذه الوسائل). ثم أضاف: (من يحمل لواء المواجهة والمقاومة بشكل واضح ليس من المناسب أن يشارك لأن ذلك سيعتبره بعضهم انتهازية وخيانة للمبادئ، وقد لا يفهم الناس القصد منه). أما الكارثة فتأتي في خاتمة التحقيق حيث يقول المحرر: (وأوضح القرني في حديثه ل «الوطن» «أن هناك شخصيات قد يقدَر ظهورها لتحقيق مصلحة في مخاطبة شريحة معينة بهدف خلخلة جبهة العدو الداخلية أو التأثير فيها أو توهينها نفسيا أو كشف التضليل الجماهيري ولإحداث اختراق نفسي،)! إنني لا أفهم كيف يمكن للدكتور القرني أن يعتقد بأن الإسرائيليين يعيشون في هذا العصر وراء جدار إعلامي عازل كالذي بنته دولتهم على الأرض، وأن الوسيلة الوحيدة لاخترق هذا الجدار هي مخاطبتهم عبر وسائل إعلامهم فقط! لو قالها غيرك يا شيخ عوض.