من شاء أن يقيس مدى الأضرار التي لحقت باليسار المصري المتطرف بعد حملة صحيفة "المصريون" عليه، فليتأمل حجم "الضجة" التي شرع نصر حامد أبو زيد وغلمان جابر عصفور في إثارتها بعد رفض الكويت استقبال الأول. مشكلة أبو زيد أنه لم يدرك أن اليسار المصري بعد هزيمته المدوية في معركة "المزور" سيد القمني، لم يعد يساوي "مليما" في سوق الإعلام المصري ولا العربي، ولم يعد يخيف أحدا، بعد أن خلعت أظافره وكسرت أنفه وقطعت رقبته ونزعت مخالبه صحيفة "المصريون" وجعلت منه "خيال مآته" لا يهش ولا ينش. لم يدرك أبو زيد أن "زعيم الشلة" نفسه لم يعد يساوي "قرشا" في السوق، فالهزائم لاحقته بسرعة البرق، وتوارى تماما بعد عودته مدحورا في معركة اليونسكو، ولا يستطيع أن يرتفق الفتق بعد أن اتسع على الراتق، وأحيل مؤقتا ليضاف إلى بقية "الكراكيب" في مخازن الحكومة. لم يدرك أبو زيد أن طرق "النصب" التي كان يحترفها اليسار إلى ما قبل معركة القمني، باتت "مسخرة" وبالية ومضحكة، ولم تعد مفردات الخطاب اليساري المتطرف، حول "الدولة الدينية" و"الدولة المدنية" و"الظلامية" و"التنوير" و"الأصولية" و"المعاصرة" .. وكل هذا "الهجص" .. لم يعد قادرا على "إرهاب" الإصلاحيين الحقيقيين، بل باتت من قبيل "شكاير الرمل" التي يحتمي خلفها الجهلة والغوغاء والنصابون من دعاة الدولة المدنية وهم في واقع الحال ضد التنوير والدولة المدنية .. هم فقط محض "مرتزقة" و"ضلالية" و" نصابين" لا يعملون إلا لحساب كروشهم وجيوبهم وأرصدتهم المنتفخة في البنوك. مسكين .. أبو زيد، بدا شكله ومنطقه يدعو إلى "الرثاء"، وكأن الرجل الذي هاجر طواعية خارج البلاد، كان معزولا عنها، أو على الأقل لم يحسن تقدير قوة "بلطجية " اليسار بعد هزيمته وفضيحته في معركة "المزور" سيد القمني. أبو زيد أعاد إنتاج ذات الخطاب المعلب والمنتهية صلاحيته، وتكلم عن الدولة الدينية والظلاميين معتقدا أن الدنيا هي الدنيا واليسار هو اليسار الذي دافع عنه بشراسة في معركته الشهيرة في منتصف تسعينيات القرن الماضي: يا دكتور نصر.. غالي شكري مات وشبع موتا.. ومجلة القاهرة اختفت وحل محلها صحيفة يرأس تحريرها موظف سابق بوزارة الداخلية، ولا قيمة لها إلا في مطاعم الفول والطعمية التي تعمل بعيدا عن رقابة مباحث التموين.. وجابر عصفور خرج من معركة "القمني" بفضيحة ، وبات إحدى "كراكيب" مخازن الدولة.. فُرض عليه أن يقضى فيها ما تبقى له من عمر، مختفيا عن الحياة يراهن على "الزمن" في أن ينسى الرأي العام يوما ما انكساره ولأول مرة في معركة "جوائز الدولة " وربما يرتب هذه الأيام مع فاروق حسني جدول قضاء الوقت في لعب الطاولة والكوتشينة وقزقزة اللب وأكل الدرة المشوي على الكورنيش.. بعد أن يُسلما على "سركي رسمي" إلى المسئول عن تحديد مصير "خيول الحكومة" العجوزة.. ويا أبو زيد يا ريتك ما غزيت! [email protected]