منعت الكويت دخول نصر حامد أبو زيد قياسا على حكم القضاء المصري قبل سنوات فيما يتعلق بسلامة عقيدته فاحتشد العلمانيون عندنا وأقاموها مندبة وسرادق عزاء، من نقابة الصحفيين إلى البيت بيتك بالتلفزيون الرسمي! عندنا شيزوفرينيا. نخبة من المثقفين مريضة بكراهية الاسلام والعروبة بدليل الأسئلة التي وجهت لمفكر زمانه وعصره أبو زيد الذي اختفى في هولندا، وما أن تيقن له أن خريطة جديدة تصنع في مصر أقبل مسرعا يحمل على ظهره فكره الشاذ عن القرآن الكريم والسنة النبوية. الذين هللوا له في نقابة الصحفيين بدءا من محمد عبدالقدوس، تصرفوا من منطلق الحريات. والذين تكلموا مثل عادل حمودة أبدوا حزنهم لأنه بعد سنوات من الحكم الشهير بتفريق أبو زيد عن زوجته وخروجه إلى هولندا، زاد اتساع الخريطة السوداء. لم يجد قاعة تقبل ندوته، فعقدها في البهو الأرضي للنقابة التي وصفها بأنها آخر خلية للحريات! لا أعرف حدود الحريات عند عبدالقدوس، وسر جلسته المنتشية وإعجابه الشديد برجل يقول جهارا علنا وفي كل كتبه إن القرآن ليس وحيا الهيا، بل كتابا ثقافيا غير صالح إلا للحقبة الزمنية التي ظهر فيها. معظم الأسئلة سعت لانتزاع إجابة من أبو زيد ضد الهوية العربية لمصر، ردا على منع الكويت دخوله حفاظا على عقيدة شعبها المسلم، وانهال جابر عصفور تقريعا وزجرا للمسئولين وعلى رأسهم وزير الخارجية لأنهم لم يقوموا بواجبهم الوطني لنصرة أبو زيد بعد اعادته خائبا محسورا مكسوفا مذلولا من صالة الترانزيت. النخبة العلمانية لا يكفيها أن تسلط بمساعدة الحكومة أبو جهل علينا، فترغب ان تهب البلد بقدها وقديدها ضد الكويت، ومن المفترض أن نعلن الحرب عليها فداء لأبو زيد! يدلل حمودة على اتساع الخريطة السوداء للتطرف بأن بعض الفنادق رفضت تنظيم أعياد "الكريسماس"!.. والحقيقة أن الخريطة السوداء هي التي رسمها العلمانيون لمصر بمساندة من دولة دينها الإسلام فرضت "أبوجهل" على الإعلام الرسمي من خلال أكثر البرامج جماهيرية وأكثر المذيعين إظهارا للتدين "محمود سعد"! لابد أن نصدق أن أبو جهل مسلم كامل الإيمان بشهادة سعد لأنه يزور السيد البدوي ويجلس عند الضريح ويأكل حلاوة المولد ويضرب "نفسين" عند القهوة المجاورة لزوم فش الخلق من الذين صاروا متطرفين لأنهم يؤمنون بالقرآن والسنة! ماذا تريد الحكومة من الشعب؟!