محمد بن عبدالله المشوح - نقلا عن عكاظ السعودية المكاشفة الصريحة التي أدلى بها الشيخ عبد الله الشهيل حول الأندية الأدبية وضعت النقاط على الحروف وأعادتها «جذعة» كما يقولون حول الجدل عن الأندية الأدبية بل وجدواها واستمراريتها . لازلت أتحفظ على تلك التوليفات التي قدمتها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الثقافة عن الأندية الأدبية وأدت جميعها إلى تصريح بعض المسؤولين في وكالة الثقافة بأن اللغط والجدل حول الأندية الأدبية علامة صحة وبادرة جيدة ..!! أما المنصفون فيرون أن حالة السكون والركود السائدة في الأندية الأدبية سابقا كما يقول البعض قابلها في الجهة الأخرى حالة قلق واضطراب وشقاق وغليان. تعالوا إلى نادي الجوف الأدبي هل من المعقول يا سادة أن تتم إقامة أمسية شعرية ثلث الحضور فيها أمنيون والحضور الآخرون لا يتجاوز عدد أصابع اليد وذلك بسبب التخوف من أصداء وردات فعل الجمهور على اختيار أسماء ضيوف الأمسية الشعرية. وإنني أعتقد أن التعامل مع المثقفين والمهتمين من أبناء المنطقة لا ينبغي أن يتم وفق نظرية غلبة وانتصار واحتقان وغليان مما ينعكس سلبا على مجريات الحركة الثقافية في المنطقة أو أن يتم الإسقاط على أبناء المنطقة وشبابها في هذا التخندق . وإذا تم النظر بأن تسيير المشهد الثقافي سوف يكون وفق رؤية قوامها المناكفة فتلك رؤية الخاسر فيها الأكبر هو «الوطن» أما نادي تبوك الأدبي فما زال يغرد خارج السرب فطروحاته ومواضيع ملتقياته تصلح أن تكون أوراق قمة عربية وإسلامية فهو مازال يتوهم أن رسالته إقليمية وجمهوره من المحيط إلى المحيط وأنهم سوف تزدحم بهم صالات المطار بقدومهم من شتى بقاع العالم. تأملوا هذا العنوان الهائل «تحديات الخطاب الثقافي العربي». أما المحاور التي وكأن المؤسسة العربية للثقافة والعلوم قد صاغتها فهي كالتالي:- 1 مفهوم الخطاب الثقافي ومكوناته. 2 أهمية الخطاب الثقافي الغربي وإشكالياته. 3 العنف في الخطاب الفكري وتداعياته. 4 واقع المؤسسات التعليمية ومخرجاتها. 5 وسائل الإعلام والخطاب الثقافي. لا أعتقد أن منطقة تبوك بحاجة إلى مثل هذه العناوين الكبرى التي سوف تقود حتما إلى تراجع الدور المعقول والمنتظر من النادي الذي كان الأجدى به أن يبحث في خطابنا السعودي ومشهدنا الثقافي المحلي ودور الكتاب والمثقفين والتكريم والاحتفاء بالرواد والمبدعين في المنطقة وحولها. بعيدا عن تلك المثاليات التي تغنى بها رئيس النادي والذي أرسلت الدعوات باسمه. أما نادي المنطقة الشرقية فهو قام بالغرض الواجب المناط به لينتقل برحلة استجمامية إلى نادي الجوف الأدبي. لقد تحولت الأندية الأدبية في غالب مناطقنا إلى شللية بعيدة عن الدور الريادي الثقافي المنتظر وتخلت عن بعض المحاضرات المفيدة وتسليط الأضواء على الأحداث الداخلية الثقافية الهامة والعناية بالتحولات الفكرية المحلية إلى منابر فردية تنفر من التراث وتتنكر للرواد وتبحث عن الخطوط الحمراء ومناطق الاحتقان لتلامسها في أجواء لا تخدم الوطن وشبابه. لقد جاءت شهادة الأستاذ عبد الله الشهيل لتؤكد ضرورة إعادة النظر في جدوى استمرارية الأندية الأدبية وإن مرحلتها قد انتهت، وآن الأوان في البحث عن مخرجات ثقافية ومؤسسات ذات جدوى مثل إقامة مراكز ثقافية كبرى في المدن تعنى بالجوانب الثقافية والفنية. إذا كان الحديث عن الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون فإن الضرورة باتت ملحة إلى إنشاء مجلس أعلى للثقافة يعنى برسم الخطط الثقافية المناسبة وتقديم الدعم والعون والرعاية المستحقة للمثقف الضائع بين الثقافة والإعلام.!!. [email protected]