«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعاطفت مع البعث في لحظة ضعف وابن عثيمين حرمني من الدكتوراة
أي تاريخ رياضي يكتبه «ابن سعيد».. عبد الله الشهيل يعلن وفاة الأندية الأدبية ويكشف ل«عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 13 - 11 - 2009

لم يجد عبدالله الشهيل الذي كان على مدى عشرين عاما يشكل خط الدفاع الأول للأندية الأدبية حرجا في دق أجراس الساحة الثقافية وكشف أستارها. الإعلامي الذي شكل علامة فارقة مذيعا وكاتبا ومديرا عاما ورئيس تحرير على مدى أربعين عاما اختصر مسافات الطريق الطويل، وقال بأن «آخر العلاج الكي» لساحة ثقافية متناقضة النوايا وفوضوية التخطيط وعشوائية الهدف، مطالبا بالإلغاء الفوري للأندية الأدبية. وألقى بكل كرات الاتهام لاستبعاد رواد الثقافة في ملعب الآخرين. الشهيل ما زال يحن لنصر الأمير عبدالرحمن بن سعود، فارتقى منصة الدفاع عن فارس نجد مشككا في مصداقية التاريخ الرياضي الذي يطبخ على هدوء في كتاب يعده مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد متسائلا: أي تاريخ يوثق به ويكتب بمصداقية وصاحبه يصرح علنا بكراهيته للنصراويين؟
خطوط حمراء متناثرة في ثنايا الحوار مع رجل لا يعرف الكثيرون أنه رأى النور على خط الساحل وتنقل بين الصحاري والشعاب بحثا عن موطئ قدم.
ولدت في محافظة الليث في منطقة مكة المكرمة بعد أن نقل إليها الوالد من الطائف، وكانت الليث محمومة تلك الفترة، ولم تطل إقامتنا بها، حيث عدنا إلى مكة، فوعيت على الحياة في شعب عامر، ثم انتقلنا مع الوالد الى المنطقة المحايدة بعد تعيينه أميرا عليها وهي الآن مقسومة بين إمارتي المنطقة الشرقية والحدود الشمالية قبل تأسيس خط التابلاين، وجلسنا فترة بدون دراسة نسكن في الخيام بعد أن منع البناء لخطورة الوضع في المنطقة، ولوعورة الطريق الموصل لأقرب منطقة تتواجد فيها مدارس، وكانت أبعد منطقة في العراق أقرب لنا من أقرب منطقة في السعودية فقرر الوالد أن نذهب للدراسة في الزبير التي كان يتواجد فيها كثير من أهالي نجد، وأرسل فيصل أولا ثم لحقت به بعد ذلك، وبعد أن استكملنا دراستنا في مدرسة كلية بغداد التي تخرج منها عادل عبدالمهدي نائب الرئيس العراقي وإياد علاوي رئيس الوزراء السابق، أرسلنا الوالد إلى بيروت باقتراح أخي فيصل وبعد وصولنا إلى المطار تم احتجازنا في الحجر الصحي في المطار لمدة ثلاثة أيام ثم أفرج عنا بعد ذلك، فالتحق فيصل بالجامعة الأمريكية وذهبت أنا الى الشويفات ومكثنا في لبنان حتى اندلاع حرب 1958م، فذهبت إلى مصر وأكملت فيها دراستي حتى الماجستير.
• تلك الفترة كانت بداية المد القومي وصعود حركة الضباط الأحرار؟
نعم.. وانجرفت مع المنجرفين خلف عبدالناصر من إيماني بالعروبة لا الناصرية، وما زلت إلى الآن عروبيا، ولعلمك فشيوع مفهوم العروبة بدأ بعد عبدالناصر وحرب السويس، ولم يكن موجودا في بداية حكمه، وكان هناك أشخاص يؤمنون بالعروبة مثل علوبة باشا وغيره.
• البيئة العائلية، هل ساهمت في تنوير فكرك السياسي؟
بالتأكيد، فالوالدة تقدمية التفكير، مع أن والدها من رؤساء قبيلة عنزة، لكنها متحضرة لأنها ولدت في الزبداني وعاشت في الشام، والوالد بحكم متابعته للأحداث واختلاطه مع المسؤولين في الداخل والخارج أضاف الكثير لهذه البيئة التي نجحت في انتزاعنا من الانتماءات الحزبية التي شاعت تلك الفترة، فقد كانت لي احتكاكات وتعاطف مع البعث قبل انتكاسته وتخليت عنه بعد فشل ممارساته في السلطة.
• أبو بدر.. ما سر (عذوق) التي بدأت تكتب تحت مسماها لأول مرة، وانتهت لتكون محامية مشهورة؟
هذه قصة طويلة بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاما في جريدة الجزيرة، عندما طلب مني كتابة زاوية يومية ثابتة، فتطلب هذا الأمر عنوانا ثابتا، ولأنني متأثر بممارسة الأجداد والآباء للزراعة، فاخترت اسم (عذوق) والمقصود بها شماريخ النخل، من منطلق أن أكتب تحتها في أي موضوع، خصوصا الموضوعات الفكرية والفلسفية من الموروث، واستمرت الزاوية لفترة ثم توقفت، لكن الاسم أعجب أخي الصغير سلطان المتزوج من الدكتورة هند الخثيلة، فرزق بابنة أسماها (عذوق)، ثم أصبح الاسم ملكية مشاعة عندما أصدر أحد الشعراء ديوانا شعريا أسماه عذوق فاعترضت عليه عند وكيل الوزارة لشؤون الإعلام الداخلي السابق الزميل والصديق محمد الخضير، فأخبرني بأن العنوان مشاع ويصعب الاعتراض عليه، وهكذا كان.
• تميل للعناوين غير التقليدية؟
أنا من النوع الذي لا يحب أن يكرر عنوانا، أو أن يأخذ عنوانا مألوفا.
• رغم أنك بدأت لافتا الانتباه منذ مقالك الأول، إلا أنك مقل في الكتابة حتى في فترة تقاعدك؟
بدأت الكتابة عام 1961م عندما كنت طالبا في الجامعة بمقال عنوانه (أثر الفكر الإسلامي في الحضارة الحديثة) ونشر بصحيفة الندوة، ويبدو لي أنه وجد قبولا جيدا لدى الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار فكتب معلقا عليه.
• لماذا لم توضع الأندية الأدبية تحت مظلة وزارة الإعلام منذ إنشائها بدلا من الرئاسة؟
المشكلة أنها تضررت من الرياضة في الرئاسة، وتضررت من الإعلام، بل حتى فكرة أن تكون للثقافة وزارة فأنا لا أستحسنها.
• والحل؟
بودي أن يكون لدينا مجلس للثقافة على غرار ما هو موجود في الكويت والإمارات، بحيث يكون له رئيس وأمين عام وأعضاء يرسمون سياسته وأمانة عامة تنفذ ما هو مرسوم لها، وهذا أضمن وأفضل وأكثر مرونة بعيدا عن البيروقراطية والروتين التي تحكمها حاليا من حيث الضوابط المالية.
• بمعنى أن الأندية الأدبية لم يعد لها داع الآن؟
لبت حاجة في فترة زمنية سابقة عندما طلبها بعض المثقفين والرواد، فاستجاب لها الأمير فيصل وانبثقت من فكرة إحياء سوق عكاظ التي رأى فيها البعض أنها ترويج لأفكار جاهلية، فقيل فكروا في أسلوب آخر فكانت الأندية الأدبية، وبزمنها وظروفها كانت جيدة، لكنها لم تعد تناسب المرحلة الحالية في ظل وجود تحديات صعبة يواجهها العالم وثقافات سالبة يمكن أن تؤثر عليك وتخضعك لها، ولا بد من مواجهة هذا الواقع بشكل ناعم وفكر وعلم وقيم وأسس من أهمها المسح الثقافي وليس بشكل ساخر أو ساخط.
• هذا الموضوع وضعت لبناته الأولى في فترة الأمير فيصل، فلماذا توقف؟
فعلا كاد هذا الأمر أن يتحقق بفضل رؤية الأمير فيصل وحبه للثقافة وكان رحمه الله متابعا وذا عقل نابغ واهتمام بالغ بالجوانب الثقافية وعندما كان يسافر إلى أي بلد يختار كتبا بلغات أجنبية ليقرأها، وكان الدكتور محمد يوسف نجم الأستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس المكتب الدائم للثقافة العربية وأمين عام مجلس وزراء الثقافة العرب قد كلف بهذا المسح بعد تجربته الناجحة في أكثر من دولة عربية ولكن شاء القدر أن يتوقف هذا الأمر بوفاة الأمير فيصل رحمه الله، ثم جاء سلخ الثقافة عن الرئاسة فطويت الفكرة نهائيا.
• لكن الذي أعرفه أن الأندية الأدبية ظلت تعاني تحت مظلة الرئاسة؟
هذا صحيح فالثقافة ظلت مشتتة بين عدة جهات، وعانت من ازدواجية القرار داخل الرئاسة، فتنافس على مرجعيتها (الإدارة العامة للأندية الأدبية) و(الإدارة العامة للنشاطات الثقافية) وتداخلتا مع بعضهما، وحدث بينهما تضارب وتنافس وطغت الأمور الشخصية على الصالح العام.
• ولهذا السبب غادرت موقعك؟
إطلاقا، أنا غادرت متقاعدا بعد أن مدد لي في فترة الأمير فيصل، وبعد وفاته رحمه الله انتهت مدة التمديد فلم أرغب في الاستمرار.
• تغيرت عليك الأجواء؟
ليست مسألة أجواء، والأمير سلطان رجل ممتاز ونائبه كذلك، ولكنني وجدت أن هذه الازدواجية في العمل الثقافي أضرت به كثيرا بعد أن أصبحت شخصية بحتة وأنا في الوجه كما يقولون فاخترت الانسحاب وأعتقد أنني اتخذت قرارا صائبا، إذ وجدت الوقت الكافي لأصدر عددا من الكتب.
• شهدت تلك الفترة مواقف متباينة للإدارة العامة للأندية الأدبية بدءا من عدم وقوفكم مع عبدالفتاح أبو مدين عندما اضطر للاستقالة إثر هجوم بعض المتزمتين عليه؟
نحن وقفنا إلى جانب النادي، وكما تعرف أن تلك الفترة شهدت اندفاعات حادة من بعض شباب الصحوة، وانخرط فيها أكاديميون وأساتذة ورجال ذوو حيثيات ومكانة، والأمير فيصل بن فهد رحمه الله حاول تهدئة الموضوع وعدم استفزاز أحد، واستمر موضوع منع النساء من دخول الأندية الأدبية، وبعد فترة اقترحت ان تكون هناك فروع نسائية للأندية الأدبية ووافق الأمير فيصل على الموضوع وقال: دعه سرا حتى نرى ردات الفعل، والحقيقة أنني أخطأت في تسريب المعلومة إلى الصديق محمد الحميد عندما ذهبت لإلقاء محاضرة في نادي أبها الأدبي، ففوجئت أن الحميد صرح بها ونشرت في الصحف، فأثار الموضوع البعض فتوقف عند ذلك الحد، حتى جاءت التشكيلات الجديدة وبدأت المتغيرات تتوالى فأصبح شيئا من الماضي.
• بالرغم من التركيز على أن تتصدر الأسماء الكبيرة في الأندية الأدبية في البدايات، إلا أن تشكيل مجلس إدارة النادي الأدبي في الدمام لم يتضمن في تلك الفترة أسماء كبيرة مثل علي ومحمد الدميني والشويخات ومحمد العلي، لماذا؟
مشكلة الأندية الأدبية أن النظام ينص على ضرورة مخاطبة إمارات المناطق في حال الرغبة في إنشائها ليختاروا الأعضاء الذين يرونهم مناسبين لهذا النادي، فالأمر لم يكن يعود للرئيس العام لرعاية الشباب ولا لمدير عام الأندية الأدبية.
• والرئاسة تعتمد الترشيحات المرسلة؟
طبعا.
• وهذا الوضع طبق على كل الأندية؟
عدا الأندية السبعة الأولى التي أنشئت على أكتاف رواد الثقافة والأدب.
• من الرواد الذين رفضوا أكثر من مرة أيضا الدكتور سعد البازعي؟
سعد لم يرفض أبدا، وعندما استقال كل من منصور الحازمي وعزت خطاب من النادي رشحنا الدكتور البازعي وشخصا آخر لا أذكره الآن بديلين لهما ووفق عليهما.
• ولماذا استقال الحازمي وخطاب؟
على حد قولهما أنه مضى عليهما خمس وعشرون سنة ولم يجدا نتيجة تستدعي بقاءهما.
• والسبب في رأيك؟
رئيس النادي رجل فاضل وأديب رائد هو الشيخ عبد الله بن إدريس لكنه لم يتحرك بما فيه الكفاية تلك الفترة.
• الطريف أنك رأسته بصفتك مدير عام الأندية الأدبية وترأسك في الوقت نفسه بصفته رئيسا للنادي ووجودك عضوا في مجلس الإدارة، فكيف كانت علاقتكما؟
بل كنت نائبا للرئيس، أما منصب مدير عام الأندية الأدبية فلم يكن الا مجرد سكرتير للأندية الأدبية ككل، لكون هذه الأندية ذات شخصية اعتبارية وميزانيتها مستقلة ومن حق مجلس إدارتها أن يقرر سياسات مختلفة وتعطى مرونة لتغيير ما تريده والمفروض أن يرأس الأندية الأدبية الرئيس العام لرعاية الشباب.
• وكيف قبلتم أن يدفع الشيخ عبدالله بن إدريس الزكاة في رمضان من أموال النادي؟
لا أعلم شيئا عن هذا الأمر، لكن الرقابة المالية كانت من صلاحيتنا في الإدارة العامة للأندية الأدبية، ومن الممكن أن يفوض الرئيس العام مدير عام الأندية الأدبية بأن يبلغ رؤساء الأندية بما يجب أن يكون.
• ولماذا غضضتم الطرف عندما تبرع الحميد رئيس نادي أبها الأدبي لناد رياضي في المنطقة؟
إذا كان هذا التبرع بشكل صريح من ناد أدبي إلى ناد رياضي فليس فيها شيء، والمهم أن لا تذهب الأموال لجيبه أو مصلحة خاصة.
• اختلفت مع محمد الشدي في جمعية الثقافة والفنون.. لماذا؟
الشدي صديق حميم وما زال، وخلافنا كان على صندوق الأدباء، وفي أحد اجتماعاتنا في نادي الشرقية الأدبي اقترح صندوقا للأدباء والفنانين ويدخل فيه رجال الأعمال ويرأسه الأمير فيصل وقام بتكبير الموضوع وإطالته، فقلت لهم: يا جماعة هذا الموضوع طال فأقترح عليكم إنشاء صندوق للأديب وتكون له لجنة وسكرتارية متابعة ونقتطع من إعانة كل ناد مبلغا معينا لصالح الصندوق بحيث يستفاد منه في حالة العجز أو المرض أو الحوادث إذا احتاج له أحد الأدباء، فوافق الأعضاء على ذلك فيما اعترض الشدي على الموضوع وأصبح هناك جدل استدعى مكاتبات للرئيس العام وتوقف الصندوق، ولكننا ما زلنا أصدقاء.
• قلت في حوار سابق إن بعض المناطق لا تستحق أن يكون فيها أندية أدبية، فما هي هذه المناطق؟ ولماذا؟
طبعا، وخذ مثلا أن يتم اختيار أستاذ مدرسة أو مدير تعليم رئيسا للنادي كما حدث في حائل والباحة وتبوك.
• الكل يجمع أن من نقاط ضعفها أنها أديرت بمثقفين وليس إداريين حقيقيين؟
البعض أنجز بشكل جيد مثل أندية الرياض خصوصا في فترة الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل ومن بعده الشيخ بن ادريس وفي جدة أيضا تحققت أشياء جيدة.
• ما دامت كذلك فلماذا استمرت عملية التعيين بدلا من تطبيق مبدأ الانتخاب؟
كانت خطوة احترازية بسبب التخوف من دخول المتطرفين والمتزمتين وإفسادهم للأجواء بنظرة الانغلاق والإقصاء المسيطرة عليهم.
• الدكتور عبدالله الغذامي أعلن سخطه من قرار التعيين بجلاء ودعا إلى مقاطعة الأندية الأدبية حتى تعود لمبدأ الانتخابات؟
يبدو لي أن الدكتور الغذامي المتميز بفكره ومنطقه وأطروحاته المختلفة وبما يثيره من موضوعات لم يقل الحقيقة كاملة، وعنده جوانب شخصية وخلافات مع بعض من يتولون الأندية الأدبية.
• بصراحة.. هل قدمت التشكيلات الجديدة لمجالس الأندية الأدبية رؤية جديدة تقنعنا بأن التعيين أفضل من الانتخاب؟
صار فيها شللية، والذين أوكل لهم اختيار الرؤساء والأعضاء غالبا ما يختارون أصدقاءهم وزملاءهم والمقربين لهم، ولم يقدموا شيئا جديدا أبدا، بل تراجعوا خطوات للوراء.
• هذا يعني صحة انتقاد الدكتور الغذامي لعملية التعيين؟
طبعا، الانتخابات ضرورية ولكن متى يتم الإيفاء بهذا الوعد هذا ما لا نعلمه، ولكن التغيير الذي توقعناه أخذ فترة كافية ولم يظهر منه إلا السلبية والتراجع.
• ولماذا لم يفتتح في الأحساء ناد أدبي في ذلك الوقت وهي المعروفة بأنها بيئة ثقافية ساخنة؟
الأحساء بيئة ثقافية منذ سنوات طويلة، ومن المفروض أن يكون فيها ناد أدبي، وعندما وضعوا أندية في حائل والباحة وتبوك كنت أتمنى أن تكون الأولوية للأحساء ولكن هذا لم يحدث.
• قراءتك لحريق نادي الجوف الأدبي؟
الجوف ينبغي أن تكون منطقة منفتحة أكثر من سواها لأنها حدودية وعلى اتصال مع الأردن وسوريا ولبنان، وأهل الشمال بطبيعتهم متسامحون وأنا اعرفهم لأنني عشت مع والدي بها عندما كان أميرا للمنطقة المحايدة في فترة مضت وتقاليدهم ذكورا واناثا تشابه تقاليد المناطق الحدودية لهم، وما حدث فيها من تشدد شيء طارئ وشكلي.
• بعض المهتمين بالشأن الثقافي يتحدثون عن جدوى النادي الواحد على مستوى البلد بدلا من الأندية الحالية الموغلة في المناطقية كما في سوريا ومصر وغيرها؟
نحن واجهنا عقبة في سبيل الانضمام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب وكذلك اتحاد آسيا وأفريقيا ومؤتمر السياسات الدولية الثقافية بسبب عدم وجود اتحاد للكتاب والأدباء لدينا، وهؤلاء لا يقبلون في عضويتهم إلا جهة جامعة، وفي فترة من الفترات اقتربنا من الانضمام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيسه آنذاك فخري قعوار وكان أغلب المثقفين العرب مسيسين نحو العراق وعرض علينا الانضمام بشرط أن نتخلى عن الأندية الأدبية، ثم واجهنا ذلك في مؤتمر السياسات الدولية الثقافية في اليونسكو ومثلت المملكة وحضرنا كمراقبين، ثم ذهبت إلى إسلام آباد ومثلت المملكة كمراقب في المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية، ولم تكن لنا كلمة بعد أن رفضت عضويتنا لعدم وجود جهة جامعة، فأنا في رأيي أن تشكيل مجلس أدباء وكتاب أو على سبيل المثال هيئة شبيهة بهيئة الصحفيين بحيث تشكل بالانتخابات ويكون لها فروع في الأقاليم والمناطق ويعمم على المحافظات مراكز ثقافية، ولكن لا بد من المسح الثقافي قبل كل شيء.
• اشتركت في وضع نظام الأندية الأدبية فماذا أضفتم له من ميزات؟
من المؤسف أنهم حاولوا التغيير للأسوأ وضد الأندية الأدبية وحاولوا تقييد شخصيتها الاعتبارية المستقلة التي تمنحها القدرة على تقرير سياسة النادي من خلال مجلس الإدارة وحقه في إصدار الكتب والمطبوعات بمختلف أنواعها وإجازة ما ينشر من قبله دون الرجوع لوزارة الثقافة والإعلام وحقه في دعوة شخصيات من الخارج.
• الأديب سعد العفنان سبق له أن قال بأن الأندية الأدبية تعتبر خطيئة الرئاسة فهي لم تنشأ نتيجة تخطيط استراتيجي وإنما لذر الرماد في العيون بحيث يكون مقابل كل ناد أو ناديين رياضيين ناد أدبي في كل منطقة كنوع من استرضاء المثقفين؟
وهنا تبرز أهمية المسح الثقافي ووجود لجنة من الخبراء لوضع استراتيجية يجري بموجبها العمل الثقافي، وما تراه أننا نعمل بعشوائية وليس لدينا معرفة بالثقافة فلا سينما ولا مسرح ولا فرق.
• أعتقد أن هذه من مسؤوليات جمعية الثقافة والفنون؟
هذه الجمعية منذ أيام الشدي وإلى الآن نشاطها فقط على الورق وصفحات الجرائد فقط وهي تعمل على طريقة المثل اللي يقول (تسمع جعجعة ولاترى طحينا).
• مؤتمر الأدباء السعوديين لماذا يواجه دائما مشكلة التعثر المالي؟
لأن اعتمادات الأندية على قدها، ولكن تصور أن المؤتمر الثاني الذي نظمته جامعة أم القرى عندما كان الدكتور سهيل قاضي مديرا لها واجه عقبة التمويل فتحمل الأمير فيصل تكلفته التي بلغت أكثر من مليون ريال وتم افتتاح المؤتمر وتمت الإشارة فيه إلى عقد المؤتمر الثالث في النادي الأدبي في جدة ولم يشر من قريب أو بعيد للدعم الكامل الذي قدمه الأمير فيصل للمؤتمر الثاني، وهذا في رأيي عقوق لا يليق.
• تعتقد أن المؤتمر يضيف جديدا للساحة الثقافية؟
اقترحت أن يتم تنظيمه كل عامين بشكل دوري في جميع مناطق المملكة فوافق سموه على الفكرة ورتب لها ولكن كل شيء توقف بوفاته رحمه الله.
• البعض يتهم ثقافتنا بالشخصنة التي أضعفت دور المؤسسات؟
هذا صحيح بدون شك، والمسألة عامة على مستوى الوطن العربي فالعمل المؤسسي غائب ومنعدم.
• التاريخ السعودي هل خدم بشكل علمي ومنصف بعيدا عن التكريس والمجاملات؟
لم يخدم حتى الآن، وفيه أشياء تجاوزها الباحثون، وعموما التاريخ السعودي نوعي باعتبار أنها دعوة ارتكزت على الجانب الروحي وهو متكرر في التاريخ فدعوة المرابطين قامت من خلال عبدالله بن ياسين، ودعوة الموحدين قامت من خلال محمد بن تومرت، والإصلاح الديني خلق ناحية سياسية دفعها الحماس والإيمان في أن توحد منطقة نجد وتوحد الجزيرة العربية كلها لكن مشكلتها أنها كانت لا مركزية نسبة لظروف الزمن الأول.
• جلست على كرسي رئاسة التحرير مرتين في اليمامة والجيل، فكيف وجدتها؟
لم تتجاوز تجربتي إجازة المقالات فقط، ولم أمارس الدور المهني كرئيس تحرير في الموقعين.
• وجودك في النصر والشيخ فيصل في الهلال، هل هو توزيع أدوار داخل الأسرة؟
لا تروح بعيد، كل شيء حدث بالصدفة، حتى الشيخ فيصل دخل الهلال بسبب مشكلة داخل النادي ووقتها كان وكيلا لوزارة المواصلات فشكل مجلس إدارة تم اختياره نائبا للرئيس، وبعدها استمر مع الهلال فيما لم يستمر تواصلي مع النصر، ولكني أتابع نتائج النادي وأتعاطف معه خصوصا بعد وفاة الأمير عبدالرحمن رحمه الله.
• ماذا اضافت لك العضوية الرياضية في النصر والجبلين؟
ولاشيء، فدخولي نادي النصر في فترة الثمانينات الهجرية لم يكن برغبة مني لأن الأندية اشتهرت تلك الفترة بالسمعة السيئة لاجتماع كثير من الجهلة والمنحرفين داخل أروقتها، ولتحسين سمعتها اشترط الأمير خالد الفيصل عندما كان مديرا عاما لرعاية الشباب أن يدخل ثلاثة جامعيين في كل ناد وفي تلك الفترة لم يكونوا بالكثرة التي نشهدها هذه الأيام، وبحكم القرابة والصداقة اختارني الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله لعضوية نادي النصر لفترة زمنية وعندما جاءتني بعثة انجلترا حل محلي أخي خالد رحمه الله، أما الجبلين فعضويته الشرفية منحت لي بعد مشاركتي في مؤتمر الأندية الأدبية في حائل، وكان والدي وكيل أمير حائل في تلك الفترة ورئيسا فخريا لنادي الجبلين، فدخولي جاء بالصدفة وليس برغبتي، خصوصا عندما أعطاني أبو خالد عضوية شرفية في إحدى المرات وطلب مني دفع مائة ألف ريال سنويا ويبدو أن (أبوخالد) كان يدفعها من قبل فاعتذرت عن العضوية واحتفظت بفلوسي لعيالي.
• بحكم اهتمامك بالتاريخ وميولك الرياضية النصراوية، كيف تلقيت تصريحات الشيخ عبدالرحمن بن سعيد تجاه نادي النصر، خصوصا أنه يستعد حاليا لإصدار كتابه التاريخي عن الحركة الرياضية السعودية على مدى ستين عاما؟
أي تاريخ يمكن أن يؤرخ له شخص يصرح بكراهيته لنادي النصر ويشكك في وجوده في الدوري الممتاز.. لا أخفيك أنني صدمت مما سمعت ولا أعتقد أن هذه روح تقوم عليها رياضة سعودية.
• ومتى ستأخذ الدكتوراة، وهي على حد علمي جاهزة للمناقشة؟
أنا رفضتها بعد أن كبرت وعينوا علي مشرفين هما الدكتور منصور الحازمي والدكتور عبدالله بن صالح العثيمين فطلبا مني إعادة كتابة بعض أجزاء الرسالة، ومع ضغوط السفر والانشغال تراجعت عن مناقشتها من منطلق (وما الفائدة منها بعد هذا العمر؟) ويبدو أنني انهزمت أمام التقدم في السن فعوضت ذلك بالقراءة الدائمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.