خلف الحربي * عكاظ السعودية لا يتخيل أحد عدد الموظفين غير السعوديين في أمانة جدة، لا يمكن أن يتوقع أحد الرواتب العالية التي يتقاضاها بعضهم رغم أنهم يعملون في وظائف عادية جدا، وأرجو من معالي الأمين دحض هذه الاتهامات وينشر على الملا كشوف الرواتب العجيبة وجنسيات الموظفين ومسمياتهم الوظيفية، خصوصا وأن هذه الكشوف أصبحت اليوم بحوزتنا ونتمنى لو قالوا لنا إنها كشوف مزورة رغم إدراكنا أنها ليست كذلك!. ماهذا؟، ما الذي تفعله أمانة جدة بنا؟ وما هي مبررات أمانة جدة في توظيف هذا الكم الهائل من الموظفين غير السعوديين في إداراتها المختلفة؟ هل أصبح مدخل البيانات خبيرا أجنبيا لا غنى عن الاستعانة بخبراته؟ وهل نحن بحاجة إلى مهندسين من مختلف الجنسيات في الوقت الذي يجلس فيه خريجو الهندسة من أبناء البلد على الكورنيش يرقبون الجرذان التي أحتلت الشاطئ؟، هل يعقل أن يعمل موظف غير سعودي في دائرة حكومية بارزة بوظيفة مدير مكتب؟.. مدير مكتب؟!.. على الأقل غيروا مسماه الوظيفي إلى خبير في الفيزياء النووية احتراما لمشاعرنا. يقول المثل: (عنز الديرة ما تحب إلا التيس الغريب)، لذلك فإن أمانة جدة لجأت إلى سياسة (البنطلة) واستبعدت السعوديين من وظائف كثيرة، وليس غريبا لو أدعت أن السعوديين غير صالحين للعمل وأن المهمات الدقيقة التي تقوم بها الأمانة تستدعي وجود هذه الخبرات الأجنبية، ولكنها لو أطلقت هذا الادعاء فإن الرد عليه بسيط جدا وهو أن نتيجة عملها كانت (مطينة بستين طينة) كما يقول عادل أمام، فأداء الأمانة وخبرائها الأجانب تسبب في كارثة الأربعاء التي لم نخرج من آثارها حتى اليوم، فمهما كان أداء السعوديين متدنيا فإنه لا يمكن أن يصل بجدة إلى النتيجة التي وصلت إليها جدة اليوم. كيف نطالب القطاع الخاص بتوظيف السعوديين في الوقت الذي يسيطر فيه الموظفون غير السعوديين على دائرة حكومية حيوية؟، وكيف سارت الأمانة عكس اتجاه البلد حيث تدنت فيها نسبة السعودة في السنوات الأخيرة واتجه الرسم البياني إلى الأسفل، وأين هي من خطط التدريب وبرامج التدريب؟!. أناشد لجنة تقصي الحقائق تكوين لجنة تحقيق فرعية تشارك فيها وزارتا الخدمة المدنية والعمل لمعرفة مبررات وجود هذا الكم الهائل من الموظفين غير السعوديين في أمانة جدة، ومقارنة هذا الواقع ببقية الدوائر الحكومية المماثلة.