انباؤكم - د. سعد بن عبد القادر القويعي لم يكن لقناة " العالم " الإيرانية - يوما ما - هدفا في إحداث توازن على الساحة الإعلامية , مما ضاعف في تهميش الإعلام العربي , وتلاشي مصداقيته , بعد أن خالفت ميثاق الشرف الإعلامي , والمواثيق الدولية , وقوانين البث الفضائي . فهي قناة فارسية بامتياز , دخلت الخط بقوة في الدفاع عن إيران , فلا تنشر إلا وجهة النظر الإيرانية , أكثر من تقديمها رأيا موضوعيا , أو تحليلا علميا يخدم الصالح العام للأمة الإسلامية . قرار إيقاف قناة " العالم " الإيرانية الناطقة بالعربية , وبلسان النظام الإيراني الفارسي , كان متوقعا منذ زمن بعيد , - لاسيما - وأن تلك القناة شنت هجوما كبيرا تجاه دول عربية , في مقدمتها : السعودية ومصر , من خلال استضافة أبواق مأجورة , ليمارسوا دورهم المشبوه عن طريق السب والشتم . فهي أساءت - بلا شك - إلى تقاليد البث الفضائي , فضلا عن سلوكها نهجا تحريضيا في خطابها الإعلامي , يتعارض مع الأخلاق الدينية , والمصالح السياسية , والأعراف الدبلوماسية , من أجل تضليل الرأي العام , وإثارة النعرات الطائفية , - شأنها في ذلك - شأن كل وسائل الإعلام المسيسة والمؤدلجة . يذكرني خطاب قناة " العالم " الإيرانية بحقب إعلامية بائدة , تسيدها مثل هذا الخطاب . فقد كان الأجدر بالقناة أن تكون على مستوى المسؤولية , فتسلط الضوء على تدخل إيران في الشؤون العربية من دون وجه حق , وتزايد التمدد الفارسي في المنطقة لتحقيق أهدافه , ومن ذلك - أخيرا - : استغلال قضية الحوثيين . وأن تحث إيران على التمسك بمبدأ إقامة علاقات حسن جوار مع دول الخليج , من أجل وحدة الصف وجمع الكلمة . وكان الأجدر بالقناة , أن تقوم بنشر معاناة أهل السنة في إيران , الذين يشكلون ثلث سكانها , ولايكاد يسمع لهم صوت . بعد أن سعت الحكومة الإيرانية إلى إبادة هذا الكيان , وحرمانهم حقوقهم السياسية في البرلمان , والتشكيل الوزاري , والمناصبة القيادية , والذي لا يتناسب مع حجمهم الحقيقي , وحرمانهم حقوقهم المدنية والمذهبية . إضافة إلى التكتم الإعلامي الشديد حول المجازر التي يرتكبها النظام الإيراني بحقهم بلا محاكمات , وقتل مئات العلماء الأجلاء في أقاليم بلوشستان , وكردستان , والأحواز العربية .ناهيك عما قام به النظام الإيراني خلال العقود الثلاثة الماضية من هدم وإغلاق عشرات المساجد , والمدارس الدينية لأهل السنة في مختلف المناطق الإيرانية . وكان الأجدر بالقناة , أن تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي المتهالك في إيران - يوما بعد يوم - , من تفاقم معدلات التضخم , وزيادة عدد العاطلين , والركود الاقتصادي الرهيب , وازدياد ظاهرة الفقر , حتى تخطى أعداد الفقراء " 45% " , حسب تصريحات مستشار وزير الضمان الاقتصادي " حسين راغفر " . ولذا لم يبعد كثيرا من قال : إن الاقتصاد الإيراني يشبه اقتصاد الاتحاد السوفيتي السابق , فبرغم امتلاكه لأسباب مواجهة التنمية , إلا أن ذلك نفسه كان سببا في المعضلات الاقتصادية . كما كان الأجدر بالقناة , أن تقوم بنشر المظاهرات الدامية ضد نظام الملالي , وما يتعرض له نصف الشعب الإيراني من ظلم واضح , وخرق صارخ لحقوق الإنسان . وقفل العديد من دور الصحافة الإيرانية , وحجبها عن الصدور , وعددها يفوق المائتين . إضافة إلى حجب مواقع إلكترونية , وإغلاق قنوات فضائية محلية بدواعي مخالفتها توجه النظام . كنت قد كتبت في إحدى المرات , أننا بحاجة إلى ( قناة فضائية ) ناطقة بالفارسية. لمواجهة تلك القنوات , كقناة ( العالم ) الإيرانية الناطقة بالعربية , وقناة ( المنار ) التابعة لحزب الله في لبنان , وقناة ( الحوار ) التي تبث من لندن , وغيرها كثير التي قامت بممارسات إعلامية خطيرة , بطريقة تتقمص المهنية الإعلامية . بينما هي في الواقع تمارس تزييفا للوعي , وتغييرا للحقائق . فجنحت نحو الإثارة , والشحن السياسي , والطرح غير المتزن , إلى غير ذلك من أساليب التشفي والشماتة , وصناعة الكذب والخداع , والعمل على شق الصف العربي , وإثارة النعرات الطائفية . فهل تقبل إيران المعاملة بالمثل ؟ . - لاسيما – وأنها تبيح لنفسها أن تصيد في مياه الآخرين , بينما تحرم على الآخرين أن يصيد في مياهها . كم نحن بحاجة إلى مشروع إعلامي غاية في الاحترافية , من أجل كسب مشاهدين أسرتهم تلك القنوات . فرسالة الإعلام رسالة سامية صادقة , نستطيع من خلالها البحث عن الخبر الصحيح , من خلال أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الصحيحة , لتقدم إلى الجمهور عن طريق صدق المعلومة , والصدق في التعليق عليها , وقراءتها بشكل مهني صحيح , ومن ثم تحليل المعلومة بشكل صحيح . [email protected]