خطة القاعدة الفوق عشرية ( بين النشر والتعاطي ) انباؤكم - د.عبدالعزيزطالع الشهراني نشرت إحدى المجلات المحلية المعتبرة التخطيط الخاص بتنظيم القاعدة والذي بدأ عام 2000م وينتهي عام 2016م كما وضح التقرير، وما حيرني هو: أين المستشار النفسي والاجتماعي الخاص بالصحيفة ودوره في نشر مثل هذا المقال؟ وخاصة في هذه المرحلة الزمنية الحساسة ، وأين الرقابة الصحافية ؟! أو انها غير متخصصة؟! اعلم ان البعض - ان لم يكن الاغلبية - من قراء مقالي سيسألون : لماذا المستشار؟ وكيف يكون للصحيفة او للجريدة مستشار نفسي واجتماعي؟ ثم يتبعه السؤال الذي يقول : اين الخطأ في نشر خبر عن خطة تنظيم القاعدة؟ ساتجاوز مسالة المستشار النفسي والاجتماعي فهي ستتضح في طيات المقال وساتحدث بلغة نفسية عن خبر ينقل تقرير يتحدث عن خطة فوق عشرية لتنظيم مثل تنظيم القاعدة. ان الانسان بطبيعته انتقائي، فهو ينتقي ما يقرأه ويقرأ ما ينتقيه، وللانسان ايضاً توجهاته النفسية والفكرية، فكل مستقبلاته الحسية تتعاطى مع الخبر بحسب تلك التوجهات سلباً او ايجاباً، وعندما نسوق خبراً عن تخطيط بعيد المدى وتفكير استراتيجي ذو ابعاد متعددة لتنظيم بسيط التركيب عشوائي التخطيط كتنظيم القاعدة سيصنع في ذهن القارئ - او بعض القراء - نموذج جديد لنظام وليس تنظيم، فالجميع يعلم انه تنظيم يعمل على مبدأ البقاء ناهيك عن معتقدات مركبة تدفعهم للبقاء وتحقيق أهدافهم قصيرة الأمد، فكيف ونحن نقرأ عن خططية ذلك التنظيم التي تعدت فكر التنظيم البسيط !! هل يتوقع الكاتب - أو ناقل التقرير- ان نقله لمثل هذا خبر سيؤلب القراء على فكر التنظيم ورؤاهم المستقبلية؟!! ام انه يتوقع ان الناس سيزدادون وعياً بخطورة هذا الفكر ؟!! لا اظن ذلك ... فهناك من يحمل في حناياه تأييداً لهذا التنظيم من مبدأ : " انصر اخاك .." فمرة يوجد الاعذار والتبريرات لهؤلاء ويدافع عنهم بلا وعي منه، ومرة ويقول : " ليت هؤلاء يملكون القوة والتخطيط السليم ليكونوا اقوى و ..و... " فكيف بالله عليكم اذا قرأ هذا الشخص وأمثاله هذا الخبر وفيه عن التخطيط المدروس لهذا التنظيم بغض النظر عن مصداقية هذا التقرير، من المؤكد ان نظرته تجاه هذا التنظيم ستزداد أعجاباً وانتماءً، وهنا تقع المصيبة، بل سيراجع حساباته في كيفية تعاطيه مع الحدث ومع التغيرات القادمة، فالكثير من الناس يحب ان يكون في صف الاذكى الذي يرسم متقبله عبر خطة واستراتيجية ولو كان نصره بعد حين. ارجو ان تعي الصحف هذا الامر ، وليس خطأ او عيباً لو كان مع المدقق اللغوي في الصحيفة مستشاراً نفسياً واجتماعياً يقيم نوعية الاخبار التي ستنشر وخاصة التي تحمل صبغة سياسية او فكرية ويقرر مدى امكانية نشر مثل هذه الاخبار والتقارير من عدمها. ان اللغة الكتابية تحمل في طياتها رسائل خفية لا يعيها الكاتب ولا القارئ فهي تؤثر على مستوى اللاوعي وتنعكس على سلوكيات القارئ، فيجب ان تلتزم الصحف والمجلات والقنوات الفضائية بواجبها في تقديم الاصلح للقارئ والمستمع والمشاهد كي تبقى الحقيقة هي الحقيقة ولا يصعد الوهم على اكتاف الكتاب والصحفيين ليعيشه المتعاطي للخبر كحقيقة لا تقبل النقاش. متخصص في التأثير اللاواعي