الدكتور عبدالله الربيعة وخلال أقل من شهر من تسلّمه حقيبة وزارة الصحة أصدر قرارا يمنع مديري عموم الشؤون الصحية من تعيين مديري الشؤون الصحية في المحافظات ومديري المستشفيات.. وهو قرار في محله ويحرّر القطاع الصحي من الشلليّة والمحسوبيات والمجاملات وتبادل المصالح على حساب الخدمة الطبية ومنسوبيها والجمهور المستفيد منها.. بالتأكيد إن الدكتور الربيعة رجل خدم في التخصصي وفى الحرس الوطني وتجربته الإدارية الطبية العريضة هي ما جعلته مقتنعا بأن بقاء صلاحيات تعيين قياديي الشؤون الصحية في المحافظات وكذلك مديري المستشفيات بأيدي مديري عموم المناطق فيه الكثير من الضرر أكثر من النفع ومن خلال تجارب عديدة أسيء فيها استغلال تلك السلطة للأسف.. وبطبيعة الحال، هذا التوجّه من معالي الوزير فيه تفعيل لمعيار معمول به في الدولة لحماية الوظيفة العامة وبالأخص في المناصب التنفيذيّة العليا وتحديدا في نفس القطاع من سطوة العلاقات الدموية والقرابة.. ولعلي هنا وأنا أشيد بقرار معالي الوزير، أود أن أسأل عن طبيعة اشتراطات المناصب الإدارية العليا في الوزارة وفى مديريات الشؤون الصحية بالمناطق والمحافظات ومديري المشافي الكبرى والصغرى، وما المؤهلات والخبرات المطلوب توافرها في شاغلي هذه المواقع التنفيذيّة العليا في قطاع يتعاطى مع الحياة والموت في المجتمع؟؟!! هل يا معالي الوزير هناك شيء اسمه كفاءة وجدارة وخبرة في معياريّة المناصب التنفيذيّة؟! وهل يا معالي الوزير هناك بارقة أمل في ترحيل كل طبيب في وزارتكم ليباشر اختصاصه بدلا من بعثرتهم على مناصب إدارية صرفة قلة من الأطباء يفهم فيها؟! وهل هو ممكن أن ينسف هذا المعيار القيادي من كل طبيب ويعاد لمتخصّصي إدارة المستشفيات مثل أي بلد متقدم في العالم؟! معالي الوزير الفشل الذريع الذي تعانيه الخدمات الصحية في البلد هو بسبب أطباء تركوا تخصصاتهم ومارسوا أعمالا إدارية لا يفهمون فيها وخسرتهم البلد والوزارة لا أفلحوا في طبهم ولا في إداراتهم.. معالي الوزير إذا لا توجد لديكم قناعة بهكذا منهجية فعلى الأقل نسبة ال17% وطنيين فقط من قوة العمل الطبية في البلد تقنعكم بحاجة البلد الماسة لكل طبيب عام أو أخصائي قبل الاستشاريين في مشافينا وعياداتنا وغرف عملياتنا.. معالي الوزير ما فائدة ترقياتكم لأطباء كأخصائيي جراحة وأطفال ونساء وولادة وهم مديرو شؤون صحية ونواب مديرين ومديرو مشافي ويستلمون مخصصات تفرغهم الطبّي وكأنهم على رأس عمل تخصصاتهم..؟! معالي الوزير، مؤخرا تمت ترقية طبيب عام لأخصائي جراحة ومنصب الرجل مساعد مدير شؤون صحية وليس لديه مؤهل الزمالة وبالتزوير أصبح أخصائيا منذ ما يقارب العام أليست هذه كارثة ونكبة على المرضى والرجل لا يعرف عن الجراحة أي شيء؟ لا وهيئة التخصصات الصحية، لا بارك الله فيها، رقّت الرجل لأن أخاه مدير عام شؤون صحية في المنطقة.. معالي الوزير قراركم أعلاه خطوة رائعة لتطهير قطاع الصحة من الأوبئة والأمراض البشرية وأتمنى أن يفعّل عمليا في منطقة يتمترس فيها أخوان ألحقا الكثير من الضرر بصحة المنطقة، ولدي كل ما يثبت تجاوزاتهما وعبثهما.. ولمعاليك خالص التقدير.. وإن أحببتم أزودكم بمصائب صحة المنطقة منذ قدوم الشقيقين.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..