حينما تحاول بعض لجان الإفتاء في بعض الدول إيجاد فتوى لإباحة الإفطار للصائمين من اللاعبين، وتتوسّع فجوة الخلاف بين لجان الفتوى يأتي الرد من اللاعبين أنفسهم، برفض الإفطار، ومواصلة الصوم أثناء المباريات. إنّها قمة التمسّك بأوامر الدِّين، ونجد اللاعب المسلم يمثّل قدوة لغيره حتّى خارج البلاد الإسلامية، خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بالصوم، ورغم ثورة بعض المدربين وصنّاع القرار في بعض الأندية الأوروبية، إلاَّ أن الأغلبية من اللاعبين المسلمين متمسّكون بالصوم، حتّى ولو استبعده المدرب من اللعب للفريق أثناء شهر رمضان المبارك، ولعلّ أبرز اللاعبين محافظةً واهتمامًا بدينه، ويتضح ذلك من مواقفه لخدمة الدِّين الإسلامي في أوروبا، وهو يأتي على رأس اللاعبين الذين يتمسّكون بالصيام في رمضان المالي عمر كانوتيه لاعب فريق أشبيلية الإسباني، حيث لا يتواني كانوتيه عن صوم رمضان، ويتفاءل كثيرًا عندما يخوض مباريات في الشهر الفضيل، وقد سأله صحفي إسباني عن إذا كان يؤدي بشكل أقل وهو صائم؟ فقال: «إن مَن لا يفهم تعاليم الإسلام لا يعلم أن الصوم يمنح القوة، وليس العكس، ومن اللاعبين المسلمين الذين أثاروا جدلاً وخلافًا مع مدربيه الفرنسي اللامع فرانك ريبيري الذي غيّر اسمه إلى بلال، حيث طلب منه المدرب السابق لفريق بايرن ميونخ الألماني أوتمار ألاَّ يصوم في رمضان، فرد عليه ريبيري: إنه سيقدم نفس المجهود الذي يقدمه عادة، وربما بأفضل من المعتاد، خصوصًا أن أغلب معارك المسلمين في بداية انتشار الإسلام كانت في شهر رمضان، إلاَّ أن ذلك لم يقنع المدرب الألماني الذي شدّد على أن المباريات المحلية في الدوري الألماني تُقام خلال فترة الظهيرة، ومع ذلك تمسّك بموقفه في الصيام، كما يؤكد التونسي علاء الدين يحيى لاعب سانت إتيان الفرنسي أنه رغم أن التدريب وأداء المباريات في رمضان يكون أمرًا صعبًا، إلاَّ أنه لا يتخلّف عن أي تدريب، أو مباراة بسبب ذلك. الشاهد في هذا الكلام هو تبيين حرص هؤلاء اللاعبين الذين يواجهون ضغوطًا كبيرة على القيام بصيام رمضان، وهذا قمة التمسّك بالدِّين وعدم الإخلال به، حتّى وإن كان على حساب أموره الدنيوية وخلافاته مع ناديه، وأسأل الله لمثل هؤلاء اللاعبين التوفيق، وأن يتقبّل منهم، ويجعلهم في أعلى منزلة.