على رغم كل هذا الجدل الذي دار بشأن إفطار اللاعبين أو صيامهم جاء رد لاعبي المنتخب المصري لكرة القدم برفض الإفطار، وأكدوا أنهم سيخوضون لقاء رواندا وهم صائمون، متسلحون بعزيمة الصبر، لتخطي عقبة منافسهم، وأعلن محمد أبو تريكة وأحمد حسن ووائل جمعة أن جميع زملائهم أكدوا أنهم لن يفطروا لتمسكهم بأحد أركان الدين الإسلامي، فضلاً عن أن روحانية الصوم سيكون لها دور في تحفيزهم للفوز. وعما إذا كان هناك إجبار للإفطار أو لا للاعبين، نفى رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر أن يكون هناك أي إجبار على الإفطار، وأضاف: إن الجهاز الفني للمنتخب لن يجبر لاعبيه على الإفطار في مباراة رواندا على رغم أن المباراة ستقام في الساعة الثالثة ظهراً، وخلال صيام اللاعبين، لكن لدينا ثقة بلاعبينا وأنفسنا على الأداء الجيد، فضلاً عن أن الشهر المبارك يعطي للاعبين مزيدًا من الروحانيات والإصرار على النجاح والفوز، فهو شهر الإنجازات». من ناحية أخرى أكدت صحف مصرية أن الاتحاد الرواندي تعمد تحديد موعد مباراته مع منتخب مصر نهاراً، وليس مساءً، للاستفادة مما يعتقد من حال الإجهاد التي ستصيب اللاعبين المصريين بسبب صومهم. وقال مسؤول الإعلام في الاتحاد المصري لكرة القدم علاء عبدالعزيز إن مدرب المنتخب المصري لدرجة الشباب طلب رأي دار الإفتاء في جواز إفطار اللاعبين حتى لا يؤثر الصيام على استعدادهم لكأس العالم، وأباحت دار الإفتاء الإفطار، لكن اللاعبين رفضوا وأصروا على الصيام». وكان المدير الفني التشيخي فيروسلاف ستوك والمدرب العام هاني رمزي طلبا رأي دار الإفتاء في جواز إفطار اللاعبين ليتمكنوا من الحفاظ على لياقتهم وأداء تدريباتهم استعداداً لكأس للشباب التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 24 سبتمبر إلى 16 أكتوبر. وفي الاتجاه ذاته، أكد لاعب وسط فولفسبورغ الألماني الجزائري كريم زياني أن شهر رمضان سيزيد من عزيمة منتخب بلاده نحو التأهل للمونديال، مشيراً إلى أنه من الصعب ممارسة كرة القدم في رمضان إلا أنه شخصياً لا يتأثر بشهر الصيام، ويتمنى أن يكون هذا الشهر مباركاً على الخضر. وقال لاعب غلاسكو رينغرز الاسكتلندي الجزائري مجيد بوقرة: «أحب رمضان.. وقد شكل صيامي في رمضان ولعبي أثناءه دوراً كبيراً في تقدم أدائي، مما كان بمثابة مفاجأة للكثيرين في الرينغرز». قرار بالإفطار على رغم الجدل الكبير حول الصيام من عدمه ومدى تأثيره على اللاعبين ورفض البعض الإفطار إلا أن اللاعبين المسلمين في نادي ريال مدريد، وصيف الدوري الاسباني قرروا عدم الصوم خلال شهر رمضان بعد تحذيرات الجهاز الطبي للفريق، وأعلن كل من الثنائي الفرنسي كريم بنزيمة ولاسانا ديارا، والمالي مامادو ديارا أنهم لن يصوموا الشهر تبعاً للتعليمات، ونقلت صحيفة «آس» الإسبانية عن بنزيمة قوله إنه سيعوض أيام رمضان بعد اعتزاله اللعب، كما قرر مامادو ديارا، المعروف عنه الالتزام الديني، عدم الصوم لأنه مضطر للخضوع لتدريبات شاقة بعد الإصابة التي تعرض لها وأبعدته عن الملاعب تسعة أشهر. من جانبه، قال لاسانا ديارا إنه يدين بالإسلام، ولكنه لا يمارس شعيرة الصوم خلال شهر رمضان، بيد أن المالي فريدريك كانوتيه لاعب إشبيلية تمسك بأداء فريضة الصوم على رغم ارتفاع حرارة الطقس جنوباسبانيا، وصرح لموقع «جول» العالمي أنه يشكر الله سبحانه وتعالى على أنه يستطيع الصيام على رغم الجو الحار. وكان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق انتر ميلان الإيطالي تعرض لتعليقات عنيفة من المسلمين بإيطاليا، إثر قيام الأول بتوجيه انتقاد مبطن لأداء لاعبه الغاني سالي مونتاري، في آخر لقاء للفريق والتلويح بعدم السماح له باللعب في لقاء مقبل وهو صائم. وكان مورينيو سحب مونتاري، بعد نصف ساعة من اللقاء، ملمحاً إلى أن مونتاري لم يكن يملك الطاقة الكافية للعب في المباراة نظراً لصيامه، قائلاً: «كان مونتاري يعاني مشكلات مرتبطة بصيامه في رمضان، وربما من الأفضل له ألا يفعل ذلك في ظل هذا الجو الحار». ويرى مهاجم سيينا الإيطالي الدولي الجزائري عبدالقادر أن الصيام أيام المباريات والتدريبات ضار بالصحة، مشيراً لشبكة «يوروسبورت» إلى أن صيامه يقتصر على أيام الإجازات فقط لصعوبة صيامه أثناء المباريات. وأضاف: «الرياضي لا يستطيع تقديم أقصى قدراته أثناء الصيام، وفي بداية حياتي الاحترافية حاولت الصيام الشهر كله، ولكنني شعرت بتعب شديد بعد أسبوعين، كما أن هناك بعض اللاعبين المسلمين الذين يفطرون فقط أثناء المباريات، ويصومون في التدريبات المعتادة، مثل زميلي لاعب جنوة حسين خارجة».