مدرسة (آل الشيخ وآل سليم) مثالا انباؤكم - محمد بن صالح السليم - بريدة في مقابلة مع الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين على صفحات جريدة عكاظ ونشرته " انباؤكم " عزى العثيمين التشدد في القصيم وفي العارض (الرياض) الى مدرسة آل سليم ومدرسة آل الشيخ مع عدم تصريحه باسم آل الشيخ وإنما اكتفى بتسمية مدرستهم بمدرسة الرياض والعارض! (( حقيقة هي مدرسة آل الشيخ ولكن هروب العثيمين من "......" جعله لا يسميها باسمها !)) التشدد في سياقه الشرعي والعلمي مصطلح له حدوده وضوابطه أما في سياقه الإعلامي والسياسي والفكري الدخيل فهو مصطلح ليس له ضوابط ولا حدود إلا بأهداف وخلفيات مستخدميه من الإعلاميين أو السياسيين أو المفكرين الدخلاء. العثيمين بصفته شخصية علمية يفترض حين استخدامه للمصطلحات أن يلتزم بالحدود العلمية على الأقل وإن فاته المفهوم الشرعي حيث أنه حكم على نفسه في بداية مقابلته أنه ضعيف في الجوانب الشرعية. إن حديث الشخصية العلمية يؤخذ مأخذ الالتزام بالضوابط والحدود العلمية لا بالضوابط المفتوحة كما هو حال غيرهم إلا أن العثيمين لم يراعي مقامه العلمي وأطلق الكلام على سياق الإعلاميين والسياسيين والمفكرين الدخلاء . العثيمين أيضا لا يخفى عليه بأن التشدد في سياقاته الإعلامية والسياسية والفكرية الموجهة أو المسايرة لأهداف الغرب ؛ مصطلح فضفاض واسع كمصطلح الإرهاب الذي أبت الدوائر الغربية بأن يوضع له تعريف محدد بل أرادت أن يظل تداوله وفق أغراض هيمنتهم مقابل مناهضي تلك الهيمنة حتى مع خلو المناهض من الإرهاب الذي ترفضه كل الشرائع والدول. وهذا المسلك المراوغ تمييع المصطلحات لأغراض محددة هو ممارسة من يصب الزيت على النار في حراك مجتمعنا الثقافي ممن تغلبوا على إعلام بلادنا. إن العثيمين أبى إلا أن يساير رواد السياسة والإعلام والفكر ذوي الثقافة الدخيلة أو المتأثرين بتلك الثقافة , الذين ليس في قواميسهم موازين شرعية مستمدة من الكتاب والسنة , بسحب مصطلح التشدد الفضفاض على كل من وقف موقفا شرعيا مبنيا على أصول الكتاب والسنة. فالممانع (للفكر الدخيل بالكلية أو الممانع لذرائع الفكر الدخيل سواء ذرائعه الحركية أو العلمية أو الإعلامية أو السياسية أو الاجتماعية) على ضوء نظرية الممانعة المبنية على الرؤية الشرعية من الكتاب والسنة , هو في نظر أهل الفكر الدخيل سواء الحركيين منهم أو المتأثرين بالحركيين , متشدد حتى وإن كان موقفه يحافظ على وحدة الجماعة وعصبة الاجتماع والوحدة الوطنية من منظورها الشرعي في ظل عواصف إقليمية ودولية لا ترعى ولاء ولا ذمة بل هي مسيسة لهدم ما بني في بلادنا على الأصول الإسلامية أو إخراجه من مساره الشرعي , بل حتى وإن ظهر لهؤلاء في مآلات موقف ذلك الممانع بعد عشرات السنين بأنه كان على الحق ضد انسياقهم أو تأثرههم أوانضمامهم للحركات الدخيلة. لأن حب ذواتهم وعدم قبولهم للحق وعدم الاعتراف بفضل أهل الفضل وعدم الاعتراف بكرم من عفى وصفح ومكن وأكرم لتجتمع الصفوف ويتوحد أهل البلد على كلمة سواء على ضوء الكتاب والسنة ؛ يجعل هؤلاء يستخدمون هذه المصطلحات حسب مقايسسهم على مستويات سطحية تغفل محل النزاع الأساس وهو أنهم ضحايا تأثير حركات دخيلة عدوة بالباطن صديقة في الظاهر. لذا يستخدمون تلك المصطلحات لقدح المعارض لهم ولنشاطاتهم في زمن انسياقهم الموهوم الذي أصبح سرابا تذروه الرياح ويستخدمونه أيضا في فترة تدغدغ ماضيهم الموهوم أملا بأن يكون واقعا ملموسا! ومن هذا المنطلق نقول للعثيمين وأمثاله إن مدرسة آل الشيخ بالرياض ومدرسة آل سليم ببريدة التي تعتبر امتدادا لها ؛ متشددون إذ هم ممانعون لما كشفته بنفسك عن ماضيك وماضي أمثالك من ضحايا فكر الحركات الدخيلة ( الرافعة لشعارات العروبة والقومية). ونقول لك نأمل أيضا بأن لا يكون ما أَظْهَرت بتلك المقابلة يعكس عنصريتك لبلدة مقابل بلدة أخرى ولعلماء مقابل علماء آخرين وعنصريتك لرموز القومية العربية الذين بهروك مقابل رموز الشريعة الذين مانعوك مما جعلك تصف تلك المدارس بالمتشددين بمقاييس أهدافك الشخصية وخلفياتك الثقافية. إن اعترافك عن انبهارك وانسياقك وراء الثقافات الدخيلة التي كان لها وقعها الغير مرغوب فيه على قياداتنا وعلى العصبية الشرعية لدولتنا في تلك الحقبة الزمنية التي كنت فيها يا العثيمين شابا مشاغبا لمؤسسات ورموز بلادك في أجواء أفكار وحركات دخيلة موجهة لأمثالك من الشباب ...... فمرة أنت مطرود من المعهد ...... ومرة مطرود من الجامعة ..... ومرة أنت منشغل عن هدف بعثتك من أجل العمل الوطني في النكسة ! هذه المشاغبات مع ما كشفت لنا في ثنايا مقابلتك لها دلائلها التي تعبر عن مفهومك للتشدد والمحافظة في سياقاتها التي ترمي إليها وهو الانفتاح الغير منضبط بالضوابط الشرعية في ظل الأجواء التي وصفتها لنا بأنها في ( نشاط الأجواء العربية وتوهج القومية) ولذلك تجد بدر الغنامي في مقدمته خرج عنك بهذه النتائج قائلا : عايش السراب العربي وما زال متمسكا ببقاياه رغم رؤيته خيبات الأمل. كشف أوراقا وأدلى باعترافات وأعلن وقفته الصادقة مع طه حسين والقومية العربية. أثبت بالدليل القاطع أنه ظل مسيرا في كل خطواته وليس مخيرا. وللتحقق من رؤية العثيمين حيال مفهوم التشدد والمحافظة التي رمى بها مدرستي آل الشيخ وآل سليم, لا بد أن نتلمس جوابا للتساؤل التالي : (هل مفهوم العثيمين للتشدد هو انعكاس لتأثره أو انسياقه إن لم نقل انضامه خلف أو مع الحركات الدخيلة الموجهة ضد الأنظمة الملكية بالتحديد ! ) تلك الأنظمة المتهمة من قبل أرباب تلك الحركات الدخيلة (قومية , عروبية) بأنها هي عقبة الوحدة العربية في تلك الأجواء المتظاهرة بأنها تنصر الأمة العربية والإسلامية من خلال دعاوى يمثلها ما سماه العثيمين بالضيم الاجتماعي ! وغيرها من المزاعم. للتحقق من ذلك نعمل مقارنة لمقاطع من مقابلة العثيمين قبل أن نناقش تعريف التشدد والمحافظة التي رمى بها العثيمين وفق دلالات خلفياته الثقافية! مدارس علمائنا الأجلاء والذين كان لهم الفضل في وحدة بلادنا من خلال الدعوة الإصلاحية التي لو لا فضل الله ثم جهاد روادها لم يكن هناك دولة للتوحيد العقدي والأخوي , هذه الدولة التي ينعم الجميع بوحدتها المبنية على توجهات تلك الدعوة والتي تبنتها قيادات وملوك آل سعود رحم الله السابقين وحفظ ووفق الباقين للتمسك ببناء هذه الدعوة. مقارنة قال العثيمن ...... يتم بدون تخطيط مني وفي المقابل قال ....... ما يحدث لي هو قضاء وقدر ************************************** قال العثيمن ...... قرار فصلي مبني على توجيه سماحة المفتي قرار فصلي مع 12 طالبا .... لسبب لا أعلمه حتى الآن أخبروني أنني فصلت يقصد من الجامعة بسبب مقال كتبه عن الجامعة فذهبت ....لمدير الجامعة فسألته : من فصلني , فقال : هذا قرار مجلس الجامعة. وفي المقابل قال ....... ربما من أجل المسرحية؟ لا أعتقد لأن المفصولين كانوا من كل المعاهد والكليات في تلك السنة التي اطلق عليها البعض (سنة التطهير) وكنا كتلة واحدة ! فساءهم قرار فصلي. زارنا الملك فهد رحمه الله بصفته .... رئيسا أعلى للجامعات واجتمع بالطلاب والأساتذة على ضوء ما كتبته في المقال وانتقدني كثيرا. *************************************** قال العثيمن ...... كنت متمردا من الصغر؟ ليس تمردا.... وفي المقابل قال ....... بل عدم القبول بالضيم الاجتماعي من جهة وما ينال الأمة الإسلامية من جهة أخرى *************************************** قال العثيمن ...... كنت معجبا بطه حسين عميد الأدب العربي. لو سمعت طه حسين في أسلوبه وطريقة إلقائه فإنك تتمنى أن لا يتوقف عن الكلام. فالرجل (يعني طه حسين) يرجى له الخير إن شاء الله ..... لماذا يا العثيمن .... لأنه في (كتاباته عن الحركة الوهابية جيد جدا وأواخر أيامه كتب ( على هامش السيرة) و( الوعد الحق) هذا جوابا لإشارة الغنامي عن نقد العلماء لطه حسين وفي المقابل قال ....... في رأيي أن ابن عبدالوهاب أقرب إلى الصواب لأنه يعتمد على مصدري التشريع في الإسلام وهما القرآن والسنة) *************************************** قال العثيمن ...... وكنت منبهرا بهذه الأجواء (أجواء صعود تيار القومية والوحدة العربية) وكنت آمل أن ابتعث الى مصر بالذات ! وفي المقابل قال ....... لعبت على الحبلين (حبلي ثنائية مشرفي دراسته بالبعثة) وتفرغت للعمل الوطني ! بعد النكسة 1967م ولذلك تجد الغنامي قال له ضمن أحد الاسئلة ب (القومية التي تؤمن بها إلى الآن) فكان جوابه يوحي بإقراره بذلك الإيمان. وفي أحد الأسئلة قال له الغنامي (والغريب أن المد القومي ظل سرابا في كل نتائجه. فأجاب بقوله : بغض النظر عن ذلك فأنا مقتنع بأنه لن يتم نصر للأمة العربية إلا بوحدتها وأي عدم تضامن بين أقطارها خسارة لها. ************************************** قال العثيمن ...... صدمت مرة أخرى برفض ابتعاثي وفي المقابل قال ....... فأشار علي د. الخويطر بالذهاب الى جامعة أدنبرة في استكلندا لأبتعد عن صخب العاصمة البريطانية ************************************** قال العثيمن ...... وعين لي أكبر مستشرق مشرفا واقترح علي أن أكتب عن الحركة الوهابية. ونتيجة هذه الدراسة نجد العثيمين يقرر في نتائجه التاريخية بأن وصف نجد وأهل نجد مع فتنة القبور التي حاربها إمام الدعوة ابن عبدالوهاب رحمه الله من قبل مؤرخي نجد بأنه وصف مبالغ فيه وفي المقابل قال ....... ( وأكثر شيء بين الشيخ ابن عبدالوهاب هكذا حافة بدون رحمه الله وخصومه هما قضية القبور والتوحيد) ************************************** قال العثيمن ...... معهدها (أي عنيزة) يختلف جوهريا فطلابه بثيابهم العادية وفي المقابل قال ....... طلاب معهد الرياض يلبسون مشلح مكسرا ليس زريا ************************************** قال العثيمن ...... مدرسة العارض والرياض وفيها نوع من التشدد و المحافظة وفي المقابل قال ....... مدرسة عنيزة هي أكثر انفتاحا لماذا أكثر انفتاحا يا ترى لأن روادها كانوا يدرسون في مصر والحجاز من طلاب الأزهر والحجاز ************************************** قال العثيمن ...... وعملنا مسرحية عن غزوة بدر وألبسنا أحد الأولاد لباس امرأة ترعى الجرحى! وكان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله حاضرا وفي المقابل قال ....... لم يعترض على شيء؟ كان منفتحا رحمه الله ************************************** قال العثيمن ...... وكانت ملاحظاتي عليهم يقصد من كتب عن تاريخ المملكة ( مدحهم للقادة كان مبالغا فيه على ما فيهم من الخير ولكن كيف يصوغ هذا المدح. وفي المقابل قال ....... وفي المقابل وصف علماء عنيزة بالآتي : سبق علماء منطقته في ذلك الوقت وفي نصف ساعة شرحها لي لطريقته السهلة والفريدة في الشرح فهذه مدرسة مختلفة وهي أكثر انفتاحا ************************************** قال العثيمن ...... الشيخ السعدي رحمه الله وفي المقابل قال ....... رأي ابن عبدالوهاب الشيخ ابن عبدالوهاب وخصومه لاحظ بدون رحمه الله ************************************** قال العثيمن ...... في قصيدته : وظننت أن المرء يبعث بالتقدم والنجاح وإذا بغير الواسطات يضيع مفعول السلاح وهل وجدت رجعا للصدى وفي المقابل قال ....... هذا مقابل قوله ( ليس تمردا بل عدم قبول بالضيم الاجتماعي ) وهذا مقابل وصفه لكرم الخويطر مدير الجامعة وأستاذ المحاضرة ! بقوله : (وعندما رأى الخويطر اسمي ! طلب أن اعمل معه في المكتب) (وإذا أراد أن يمشي للمحاضرة من مكتبه لإلقاء المحاضرة يقول : مشينا) ( خُيرت من قبل الخويطر ... بين أن أكون معيدا ....) ************************************** من خلال المقارنة السابقة نتساءل عن الآتي : هل العثيمين يعيش ثنائية بين التسيير والتخيير في قضاء الله وقدره في كل أمور حياته , حينما يصف ما حدث له بأنه قضاء وقدر في مقابل أنه لم يكن بتخطيط منه؟ هل الذي يَعْرِف بأن فصله وافق (سنة التطهير) التي طالت طلاب عدة معاهد وكليات ! مع اطلاعه بأن قرارت فصله جاءت من جهات عليا وتناقش من مسئول كبير ! في مقابل أنه هو وزملائه كتلة واحدة! (هل مصطلح "الكتلة" من مصطلحات تكتلات عملت على انتخابات نوادي المعاهد والكليات ) هل هذا يَصْدُقُ عليه بأنه لا يعرف سبب الفصل ؟ لماذا الذي يُفصل من جهات عليا ويُناقش أمره من مسئول كبير يهرب من وصف التمرد , ليربط بين الضيم الاجتماعي من جهة وما يحل بالأمة من جهة هل موضوعه شخصي أو عام ؟ وإذا كان عاما فمن هي تلك الجهة العامة؟ لماذا الذي يُفصل لم يغفل عن إبراز المداواة النسائية للجرحى في مسرحيات مدرسية ؟ لماذا العثيمين الذي يقرن بين (الضيم الاجتماعي وقضايا الأمة) وهو ذلك الشاب المعجب المنبهر بأجواء صعود تيار القومية العربية والذي يَتَمَنى أن يُبتعث للدولة بالذات التي تبنت هذا الصعود على أنقاض هموم الأمة الإسلامية وفي المقابل هو يلعب على الحبلين مع مُشْرِفَيْه على دراسة بعثته لينشغل بالعمل الوطني بعد النكسة. وهل عمله للنكسة من أجل وطنه السعودي الذي يسأل مسئوليه عن تأخره أم هو وطنه العروبي الذي أعجب بصعود تياره ! الذي يدعو لوحدته رموز القومية العربية المتسببين بالنكسة تلك الوحدة التي ما زال يؤمن بها العثيمين بل ويرى أن لا نصر إلا بالوحدة القومية العربية. لماذا هذا المبتعث للغرب بدل مصر بالبداية رُفضت بعثته في زمن مشاغباته وبعد صداقة حميمية مع الخويطر يحصل على البعثة ثم يتلقى نصيحة بالبعد عن عاصمة بريطانيا الصاخبة ! ( يا ترى صاخبة بماذا) ومع عدم ذهابه لتلك العاصمة الصاخبة لم يترك العثيمين شوقه للعمل الوطني أثر النكسة ! في بلدة ليست صاخبة ! لماذا ابن عبدالوهاب رحمه الله الذي يأخذ من الكتاب والسنة أقرب للصواب بينما طه حسين يرجى له الخير بحجة كتابته لشيء جيد في آخر عمره ! بينما ابن عبدالوهاب رحمه الله الذي بنى لنا وحدة من خلال دعوة إصلاحية معركتها التمكين لتوحيد الله وتخليص الأمة من فتنة التوسل بالقبور وعبادتها وفتنة الجهل بينما طه حسين اطروحاته الفكرية محل انتقاد علماء الشرع على مسائل في أصول العقيدة ! وهو أيضا رمز من رموز الثقافات الدخيلة التي شتت الأمة وجعلت أبناء بلادنا في فترة إعجاب العثيمين ببعض تلك الثقافات الدخيلة في نزاعات ومشاغبات وتمرد وطرد وفصل و.......... ! ومع هذا النقد من قبل علماء الشرع نجد العثيمين المعجب بهذه الشخصية التي يتمنى ألا تقف عن الكلام لم يلتف إلى موضوع هذا الانتقاد لطه حسين من قبل العلماء بل لم يعيره جوابا ؟ لماذا العثيمين الدارس بإشراف أكبر مستشرق يَخْرُجُ لنا بنتيجتين متناقضتين هما : الأولى : وصف أهل نجد حيال (فتنة القبور والجهل في الدين) مبالغ فيها. الثانية : أكبر قضية بين رائد الدعوة الإصلاحية الإمام الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبين خصومه هي القبور والتوحيد. هذا مع علمه اليقيني بأن الشيخ محمد بن عبدالوهاب أغلب خصومه المباشرين هم من أهل نجد ! هل العثيمين يستهين بهذه الخصومة خصومة التوحيد وفتنة الجهل والتوسل بالقبور وعبادتها ؟ حيث كلامه يوحي بأن الشيخ ليس لديه قضايا كبيرة؟ فنسي أو تناسى العثيمين صراع دام 27 سنة فقط في محيط الدرعية ومع أهل نجد وقضيته الكبيرة هي التوحيد والقبور ؟ بل إنه ليس فقط صراع 27 سنة بل صراع امتد أثره على حياة الشيخ أكثر من خمسين سنة بل امتد أثره حتى قامت ثلاث دول سعودية على مدى قرنين وأكثر صارعت أكبر القوى العالمية والإقليمية والمحلية النجدية ؟ وتخلل هذا الصراع من القضايا والوقائع الكبيرة والكثيرة على كافة المستويات الحياتية ؟ ومع هذه النتائج المتناقضة عن تاريخ الدعوة الإصلاحية نجد العثيمين يرجح كفة مدارس عنيزة على المدارس التي هي امتداد لتلك الدعوة الإصلاحية من خلال أحكامه التالية : طلاب معاهدها يلتزمون بالمشالح المكسرة مقابل طلاب مدرسة عنيزة المنفتحة المكتفين بالثياب إشارة لتحررهم من رمزية تلك المشالح. مدرسة عنيزة مختلفة ومنفتحة مقابل مدرسة آل الشيخ لأن علمائها تعلموا في الحجاز وفي الأزهر. علماء عنيزة مُنْفَتحين مقابل مدرسة آل سليم ببريدة التي هي امتداد مدرسة آل الشيخ بالرياض! علماء عنيزة منفتحين لأنهم يحضرون مسرحيات فيها رجال يمثلون أدوار نسائية ولا ينكرون. علماء عنيزة يستحقون المدح الزائد بينما قادة تاريخ بلادنا يستكثر عليهم المدح الزائد ! علماء عنيزة يذيل ذكر أسمائهم بجملة (رحمه الله) وعلماء الدعوة بل رموزهم ينسى أن يذيل ذكرهم بتلك الجملة ! لماذا العثيمين يستنكر الضيم الاجتماعي الذي حرمه من الواسطات ولم يوصله لقبول البعثة ولم يجد رجع الصدى بشكواه منه , بينما هو يشيد برجع الصدى في واسطة الخويطر التي حصل عليها بمجرد مرور اسمه (.....!) تلك الواسطة التي تبسطت إلى حد أن يخرج المحاضر والدارس والرئيس والمرؤوس إلى المحاضرة سويا بحجة شرطية عمل خارج الدوام بلا مقابل ؟ بينما غيره ممن لا تعرف أسمائهم ينالهم الضيم الاجتماعي المزعوم ولا يحصلون على هذه التسهيلات المخالفة للنظام. بعد التساؤلات عن شخصية العثيمين المسيرة غير المخيرة التي تجسد فيها ميل بلداتي وميل لماضي قومي عروبي , ماذا نتوقع أن تعني لتلك الشخصية ؛ كلمة التشدد إزاء علماء الدعوة (المفتي ابن ابراهيم مثالا) ومدارسهم ومدارس طلابهم الذين مانعوا ما أعجب وانبهر به العثيمين ؟ ممن وجهوا بفصل العثيمين وأمثاله ممن نالهم التطهير من المعاهد والكليات بسبب غير معروف ! أقول للعثيمين إن كانت مدرسة آل الشيخ ومدرسة آل سليم ببريدة متشددة لأنها أنقذت شبابنا من آثار تلك الثقافات الدخيلة التي كان شبابنا ضحايا لها فإن تشدد تلك المدرستين بهذه الحالة هو مطلب للجميع ممن مقاييسهم مستمدة من الكتاب والسنة وليس هو تشدد بل هو حزم شرعي مطلوب. أما في اصطلاحك لمفهوم التشدد بصفتك شخصية متلبسة بما تمانع تلك المدارس مما وقعت فيه أنت وأمثالك فهذا شأنك أنت ولا حيلة فيك لأنك ما دمت شبت على ذلك السراب القومي العروبي وملابساته النكدة على بلادنا , ذلك السراب الذي ما زلت تقبل بأن توصف بأنك تؤمن به , فلا فائدة في النقاش معك ! لأننا لا يمكن أن نصل وإياك لاتفاق حيال معنى التشدد إلا بمنظورك العنادي المتعالي ! القومي العروبي ! إن لم يكن العنصري البلداتي ! وفي ظني أن من سلك بعضا ممن ورد في تساؤلاتنا عن شخصية العثيمين لن يكون أمينا في تنزيل مصطلح التشديد أو غيره من المصطلحات على أي فئة من الفئات بموضوعية وإنصاف بل إن ميله لهواه أقرب من أصابته للحق وتقديري أن العثيمين مثالا صارخا لهذه النتيجة ! خصوصا أنه ظهر بأنه خصم مشاغب ! وسنزيد أثبات هذه النتيجة في مقالات تالية ........... مقالنا القادم سننقاش فيه تفصيلات تاريخية أكثر عن فوارق تلك المدارس ومغالطات العثيمين حيالها. وهل العثيمين يسحب القاعدة التي نص عليها بقوله (فليس من الضروري أن يتأثر الإنسان بالمدرسة التي تخرج منها) . وهل يسحبها على علماء عنيزة في مرحلة تاريخية حساسة مرت بها عنيزة ! والتي كان لها آثار في انفتاحهم على مقاييس ابن عثيمين ! وهل يسحبها على من يقابلهم من تلاميذ المدارس المتشددة بزعمه وعلى مقاييسه ! هذا ما سوف نتحقق منه في مقال قادم,,,,,,,,