كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات يبدأ صباحه بتقرير تقدمه المخابرات عن آخر النكات التي قيلت فيه .. وهذه العادة كما أرى تنم عن ذكاء كبير كون النكات الشعبية تعبر دائما عما يريد الشعب قوله بطريقة مبطنة .. والنكتة السياسية بالذات تعد ترمومترا يظهر مستوى الرضا والسخط الشعبي وتعبر بجلاء عن هموم البسطاء والمسحوقين ممن يصعب عليهم المصارحة أو التعبير عن آرائهم بطريقة ديمقراطية ... ومن المعروف أن جمع النكات (وتحليلها) أحد المهام التي تقوم بها سفارات الدول الأجنبية . فوسائل الإعلام الوطنية ليست موثوقة من قبل المخابرات الأجنبية كونها لا تعبر إلا عن رأي الدولة في حين تعبر النكتة عن رأي الشعب وهمومه اليومية . وأيام الحرب الباردة لم تكتف السفارة الأمريكية في موسكو بجمع وتحليل النكات الروسية ؛ بل وتتلقى من واشنطن "نكات رسمية" لبثها في المجتمع الروسي كأحد وسائل التحريض .. أما في وطننا العربي فيرتفع مستوى النكتة السياسية عقب الثورات والنكبات والهزائم والحروب .. · فحين قامت الانتفاضة مثلا تداول الفلسطينيون نكاتا ساخرة مثل اصدار شارون قرارا بالقبض على "كل طفل يصحو مبكرا باعتباره من النشطاء" .. وحين انتهى الجيش الاسرائيلي من تدمير غزة اصدر الجيش قرارا مفاده : " على آخر جندي يغادر غزة إطفاء النور" ... · وقبل غزو العراق سأل بوش وزير دفاعه رامسفيلد : هل خطة الحرب جاهزة ؟ فرد عليه : نعم سيدي الرئيس سنقسم العراق الى ثلاث مناطق رئيسية : عادي ، وسوبر ، وخالي من الرصاص! · وحين وقع الغزو سأل أحد العراقيين الآخر : خبرني كيف العائلة؟ ثم تذكر أن الأمريكان قصفوا منزل العائلة وقتلوا أفرادها فاستدرك وقال : ياترى لساهم بنفس البيييت !؟ · وحين قبض الأمريكان على صدام حسين بعث هذا الأخير برساله لأسامة بن لادن يقول فيها : سلم نفسك للأمريكان "الشغلة" طلعت كشف أسنان وبس ... · ويذكر أن رئيس دولة عربية فقيرة زار السعودية فأمر الملك بإنزاله في قصر الضيافة فاقترب من الملك وهمس في أذنه : " ياليت تخليها بدل سكن" ... · ويحكى أن رئيس دولة خليجية صغيرة زار الصين فسأله الرئيس الصيني : كم عدد الشعب لديكم؟ فقال : 150 ألفاً ، فضحك الرئيس الصيني وقال : بس ، ياراجل كان جبتهم معاك يتسلوا .. · أما السودانيون فيتندرون كثيرا على غباء الجنوبيين ؛ ومن ذلك أن جنوبياً حكم عليه القاضي بشهرين سجناً فقال : "عليك الله تخليها شهر عشان الشهر الجاي ماشي جنوب" ... · ومن النكات الأردنية أن الإسرائيليون حين احتلوا القدس عام 1967 وقعوا مع الأردنيين اتفاقية تتضمن اقتسام حائط المبكى .. ففي حين يمكن لليهود أخذ الحائط ، يمكن للأردنيين البكاء براحتهم ! · أما اللبنانيون فيدعون أنه حين توغل الجيش الإسرائيلي في لبنان عام 1982 تحرك الجيش اللبناني وأبدى رغبته في تطوع جنود يجيدون تحضير ( الأرجيلة ) .. · أما المصريون فيجزمون أن شارون حين دخل في غيبوبة أراد الاسرائيليون استنساخه فطلع لهم خنزير .. وحين أرادوا استنساخ الخنزير طلع لهم شارون ... · أما النكتة التالية فتجدها بتحويرات بسيطة في معظم الأقطار العربية .. فأحد المواطنين العرب قرر أن يسكر من كثرة الهموم ، وحين ثمل خرج للشارع وهو يهتف : زكريا حمار ، زكريا حمار ، فقبضت عليه المخابرات وحكمت عليه بالسجن ثلاثين عاما .. عشرة لأنه خرج في مظاهرة / وعشرة لأنه أخطأ باسم الرئيس / وعشرة لأنه كشف سرا من أسرار الدولة ... · وعلى ذكر المخابرات العربية : يحكي أن رؤساء المخابرات الأمريكية والروسية والعربية تحدوا بعضهم البعض فأطلقوا غزالا في الغابة فأحضرته المخابرات الأمريكية في أربع ثوان ، والروسية في خمس ثوان ، فيما تأخرت المخابرات العربية 6 ساعات .. وحين ذهبوا للبحث عنهم وجدوهم يضربون حمارا ويطلبون منه الاعتراف بأنه غزال ...