هناك دعوات (تفزعك) فرحاً لا تملك أي إرادة في رفضها أو اعتذارها فالأستاذ إبراهيم بن صالح الربدي عضو مجلس منطقة القصيم شهيته مفتوحة في حب الآخرين وفي داخله محابس من ذهب وأطواق لينة وحب شفاف لبيئة الأرض وخاصة الأراضي الوهدة والمنخفضة مثل خبوب بريدة أو حبات رمل عريق الطرفية والذي لا أعرف أسباباً لتصغير العرق أي النفود، إنما للتلميح والتدليل العريق وأيضاً نبته الطرف.. إبراهيم الربدي مع مجلس منطقة القصيم والمهندس محمد الغريب رئيس بلدية ضرية جنوب غرب القصيم نظموا رحله بعنوان: سياحتي في بيئتي استكشف ضرية الأرض العذية. استضافتها بلدية ضرية.. الدعوة جاءت من إبراهيم الربدي والمهندس محمد الغريب: هل ترغب أن تقوم برحلة صحراوية لزيارة ضرية. لا يعلم الربدي وأنا كنت خارج حدود بلادي، حيث يحاصرنا الجليد وأشجار السرو والسنديان، أنني كنت في عصف ذهني للربط ما بين الثلج الأبيض وغابات السرو والبنسيان وبين رمال النفود الكبير، والدهناء، والثويرات، والمظهور، والغميس، ونفود العريق (عريق الدسم) ونفود السر، وعريق البلدان والنخيل والأثل الأسمر ليس هي ما دعاني للمفارقات بل المقارنة والمقابله هناك كثبان ونفود من الجليد وأنهر متجمدة وهنا بحر من الرمال وكثبان من عروق الرمل تتخللها جذوع النخيل واشجار الأثل المخضرة. عندها غرقت في سجل من التاريخ وأصبحت معاتباً كيف سؤالي الموافقة على رحله إلى ضرية وأنا بفخر أعرفها وأعرف هضباتها هضبة هضبة وأعرف جبالها وسهولها ونقوش صخورها وأعرف التلال والسناف والقنوات المائية الأرضية أعرف سجلها التاريخي منذ أن كانت قرية حاضرة في زمن الممالك العربية قبل الإسلام ومدينة إسلامية على درب الراحلين والعائدين من البصرة ومكةالمكرمة على طريق الحج والتجارة البصري، أعرف جيداً السهول المنبسطة غرب جبال شعباء العظيمة وبطاح (جبيلات حسلات)،حيث جبيلاتها تتطاول برشاقة ونعومة على أطراف عريق الدسم. بل أعرف الخزف المزجج والفخار العادي وسيرة الخلفاء الراشدين في ضرية وتاريخ بني أمية والعباس محفورة على جبالها ومجاري قنواتها الصخرية. ضرية وهذا ما كنت سأقوله لرئيس بلدية ضرية المهندس محمد الغريب لأن ضرية كانت تمثل الفضاء العذب للمغادرين من جبال مكةالمكرمة وتضاريس الدرع العربي قبل أن ينساحوا في وهاد الأرض ومجاري الأودية في طخفة ومسكة وليم والصمعورية وإبانات ويدخلوا في التضاريس الرملية والسبخات والواحات الزراعية شرق القصيم. هنا في ضرية يا مهندس ومعمار ضرية ويا من أقمت المخططات العمرانية. هنا يا محمد الغريب وتحت كل حجر وتحت سناف وتحت هضبة تاريخ إسلامي بدءا بحمى ضرية وتوسع لتكون ضرية الأرض والتاريخ كلها حمى وكلها طرق لكن هذا الماضي وأنت أدرى بجمع فسيفسائه ولملمة أطرافة لتكون ضرية بلد التاريخ والسياحة إلا إذا تخللها وعبرها طريق القصيممكةالمكرمة السريع الذي يزمع إنشائه ليكون رابطاً تاريخياً وحضارياً بين مشرق العالم الإسلامي ومكةالمكرمة مثلما كان زمن الصحابي الجليل عبد الله بن كريز وإلي البصرة الذي عينه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما عندما رسم عبد الله بن كريز مسار الطريق على المحطات القديمة نفسها زمن الممالك العربية.