اقرأ ما يكتب على صفحات هذه الجريدة عن مشاريع الطرق العملاقة التي يتم اعتمادها سنويا وكان آخرها توقيع معالي وزير النقل لعدد كبير من هذه الطرق أخيرا والتي شملت عددا من الطرق السريعة وإكمال عدد منها، وبجهود حثيثة من سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل تم اعتماد وترسية المرحلة الأولى من أحد أهم الطرق التي تخدم الحجاج والمعتمرين وهو طريق (مكة -القصيم- شمال شرق المملكة) وقد تم ترسية المرحلة الأولى من المشروع خلال العام المالي (1431-1432) ولم يبدأ تنفيذ مشروع الطريق حتى تاريخه! استبشر جميع أهالي المناطق الواقعة على هذا الطريق وخصوصا أهالي منطقة القصيم نظراً للمعاناة التي يلاقونها حين يقصدون مكةالمكرمة عبر طريق مفرد ومتعرج يعج بالإبل السائبة ويغص بالشاحنات التي أهلكت وأزهقت الأرواح... وحين زف سمو نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل البشرى باعتماد المرحلة الأولى من هذا الطريق بدأت الأعناق تشرئب والأنظار ترنو إلى مآذن مكة التي تلوح وتختفي خلف جبال إبان وقطن وطخفه ورمال نفود عريق الدسم... حيث إن أهالي منطقة القصيم يعتبرون قريبين نسبياً من مكةالمكرمة ولكن تبعدهم عنها الطرق الموصلة إليها وأقربها هو الطريق القديم الذي يفضلون استخدام الطائرة عليه على الرغم من معاناتهم من السفر بالطائرة وعلى الرغم من أنها تستغرق وقتاً أطول من الرحلة بالسيارة، أمل الكثيرين بهذا الطريق السريع بدأ يخبو بعد أن عرفوا أن المرحلة الأولى من الطريق هي (25) كم فقط وبدؤوا يقيسون هذه المسافة بعدد السنوات اللازمة لإنجاز نحو 600 كم من الطريق... هذا الطريق هو طريق التفت إلى أهميته خلفاء الدولة الإسلامية حيث بذلوا الأموال لتعبيده وشهد على ذلك هذا الطريق الممهد في الحرَّات وعلى كثبان الرمال والمسمى (طريق الحاج البصري) الذي لا تزال منازله وبركه شاهدة على أهميته لأنه طريق يربط شمال شرق الجزيرة ووسطها مع مكةالمكرمة قبلة المسلمين، ولن تبخل حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على المسلمين بهذا الطريق وستنفذه بوقت قياسي ليصبح طريقاً يشار إليه بالبنان وليصبح (درب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز). لقد يئس الكثيرون حين عرفوا أن المرحلة الأولى هي 25 كم فقط وكان المؤمل أن تكون المرحلة الأولى بما لا يقل عن 150 كم ولكن على الرغم من ذلك فقد خشي الكثيرون من خضوعه للبيروقراطية السلحفائية التي تعطل كثيراً من المشاريع، ولكن مثل هذا المشروع يجب أن يعطى الأولوية لأنه مشروع يخدم قاصدي بيت الله الحرام ويعكس الصورة الرائعة لهذه البلاد بخدمة قاصدي هذا البيت خصوصا مع الكرم والسخاء الذي نراه من خادم الحرمين الشريفين بهذا المشروع الذي لم يمر على تاريخ بيت الله الحرام وبهذه التوسعة الضخمة غير المسبوقة. إنني أقترح أن يكون هناك برنامج تنفيذي لهذا الطريق بالاتفاق مع وزارة النقل يكون على مدى 3 أو 4 سنوات على أكثر تقدير طول كل مرحلة منه (150 - 200) كم ويتم ترسيته على مقاول واحد مثل ما تم مع طريق (القصيم - المدينة - ينبع) السريع والذي نفذ في سني نقص الموارد المالية فما بالكم بهذه السنين الخضر التي أفاء الله بها الخير العميم على هذه البلاد وليس هناك أولى لدى قادتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين من خدمة بيت الله الحرام وقاصديه، إن هذا المشروع هو مشروع (تجارة مع الله) لأنه خدمة لبيت الله وقاصديه وخصوصا من منطقة القصيم حيث يعاني أهلها الأمرين للوصول إلى مكةالمكرمة على الرغم من قربها النسبي منهم، وسيضحك الكثيرون حين يعرفون أن بعض أهالي القصيم يلجؤون إلى استخدام طائرة (جدة - الرياض) للوصول إلى الرياض ثم استئجار سيارة للوصول إلى القصيم (300كم) شمال الرياض، وذلك ليأسهم من انتظام طائرة (جدة - القصيم) وتأخرها (اليومي) الذي يصل لساعات بل و(منَّة) موظفي الخطوط السعودية عليهم إلى حد يصل إلى عدم الإعلان عن الرحلة على الرغم من أنهم موجودون أمام البوابة ما يجعل الطائرة تطير دون علم الكثيرين منهم. إن مثل هذا المشروع الذي فرح به مواطنو شمال شرق المملكة ومن يمر عليهم وخصوصا أهالي منطقة القصيم فرحهم بالمطر الموسمي حين يروي الصحارى العطاش ويسقي نباتات الصحراء فتخضر وتورق... ولكن فرحهم خبا بعد التململ والبيروقراطية و(التقسيط) البطيء الذي بدأت تتعامل به كل من وزارة المالية ووزارة النقل مع هذا الطريق. إنني أثق باهتمام سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز وتدخلهم لسرعة إنجاز هذا الطريق وسعيهم لدى الوزارات المسؤولة لإنجازه في زمن قياسي كيف لا وخادم الحرمين الشريفين يحث في كل مناسبة على سرعة إنجاز المشاريع خصوصا مع وفرة الاعتمادات المالية في هذه السنين الخضر، وأقترح أن يسمى هذا الطريق ب(درب خادم الحرمين الشريفين) إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين وليس أهم من خدمة الحرمين الشريفين من هذا الدرب الذي يخدم كل سكان شمال شرق المملكة ودول شمال الخليج العربي مثل الكويت والعراق والأردن فهل يقرِّب سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه مسافة الحلم ويقربون معها مآذن مكةالمكرمة التي تلوح خلف جبال ورمال القصيم بعد 3 أو 4 سنوات بدلاً من اللا نهاية.