تفاعلاً مع ما كتب في بعض الصحف المحلية ومنها هذه الصحيفة المميزة عن طريق القصيممكةالمكرمة الحيوي الذي تناقلت الصحف بشارة اعتماده في ميزانية هذا العام. ويطيب لي أن أطرح مسارا آخر لهذا الطريق المهم آملاً أن يكون أقصر مسافة وأقل تكلفة ووعورة مما سبق أن طرح، وأنه في معظم أجزائه يوازي المسار المقترح الذي كتب عنه بعضهم من أهالي المنطقة محاولا اختصار المسافة بأقل مما كتب سالكا في ذلك المسار السهل والمختصر الذي لا يكلف الدولة- أعزها الله- كثيراً، مراعياً في ذلك الطريق القديم الذي تسلكه الإبل قديما لأداء فريضة الحج إلى بيت الله المعظم، حيث يعلم المهتمون بالتاريخ اهتمام الدول الإسلامية عبر تاريخها الطويل بطرق الحج ومنها طريقا حاج البصرة والكوفة اللذان يخترقان شرق الجزيرة العربية إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة شرفهما الله واللذان أديا دورهما على أكمل وجه مقارنة بالظروف الأمنية والعلمية والاقتصادية في تلك الأزمنة، وهو عمل مشكور لمن تبناهما وأمر بهما وكتب لهم به الأجر والمثوبة. ويتميز هذا الطريق (الذي أقترح) بمروره بطبيعة طبوغرافية متنوعة ما بين سهول وهضاب وأودية وجبال ورمال وحرات، كما تمر أجزاء منه بطريق الحاج القديم (درب الحاج البصري) وأحيانا توازيه، والذي كان معروفا أنه يختصر الطريق إلى مكةالمكرمة. لذا فإنه من الأهمية بمكان أن يكون هذا الطريق مختصراً المسافة بين المنطقتين، يأتي معه بفوائد لسكان القرى التي يمر بها، وفوائد أخرى للسالكين لهذا الطريق المهم، وللمواطنين الآخرين من هواة البر والسياحة الداخلية التي سنبينها بإذن الله في آخر هذه المقالة. أقول وبالله التوفيق: أرى أن يبدأ الطريق من نقطة متوسطة بين مدن المنطقة الهامة (بريدة وعنيزة والبكيرية والبدائع والمذنب ورياض الخبراء) من مفرق الطريق السريع الرياضالقصيمالمدينةالمنورة إلى محافظة البدائع القادم شمالا من مطار القصيم ليمر بطريق عنيزة البدائع مع جسر وادي الرمة في منطقة الخنقة، ليستمر جنوب البدائع قاطعا طريق البدائع دهيماء مروراً بنفود رامة حيث توجد إحدى محطات الحج البصري إلى مكةالمكرمة (محطة رامة). ثم يتجه غربا قاطعا طريق الرس دخنة مارا بمجرى وادي النساء وسهل الظاهرية مخترقا ما بين جبلي خزاز وكير بطول (73) كيلا، ثم يتجه إلى بلدة ضرية مرورا بجبال امرة وسواج إلى بلدة ضرية ليقطع بعد ذلك نفود عريق الدسم غرب بلدة الكفية، يدخل منطقة الرياض، بطول (116) كيلا وبعد اجتيازه مجرى وادي الجرير بنحو (25) كيلا، يدخل في منطقة مكةالمكرمة، ويتجه إلى بلدة الدفينة بطول (178) كيلا، ومن الدفينة إلى بلدتي مران ودغيبجة الواقعة في الطرف الجنوبي لحرة كشب بطول (100) كيل، ومنها إلى ميقات ذات عرق (الضريبة) بطول (123) كيلا مخترقا الأطراف الجنوبية لحرة كشب ماراً بمحطتي الخرابة وبركة العقيق عبر سهل ركبة، ومنها إلى مكةالمكرمة مروراً بحرة رهاط وبلدة الزيمة بطول (85) كيلاً، ويبلغ طول الطريق الإجمالي (660) كيلا تقريباً. أما فوائده فتتمثل بما يلي: 1- يخدم المناطق الشمالية الشرقية وبعض المناطق الشمالية كمنطقة حائل من المملكة والكويت وإيران والعراق. 2- يتحاشى مجاري الوديان الواسعة كوادي الرمة. 3- يمكن ربطه بطريق سريع مع مهد الذهب ليخدم منطقة المدينةالمنورة الراغبين بالسفر للعاصمة الرياض حيث يبعد مسار الطريق حوالي (120) كم ويمكن ربطه بطريق مكةالمكرمةالرياض السريع. 4- يمر ببعض المظاهر الطبيعية مثل نفود رامة ونفود عريق الدسم وحرة كشب وبعض مجاري الأودية الكبيرة كوادي الرمة والنساء والجرير والعقيق. 5- يخدم هواة السياحة والآثار حيث يمر ببعض الجبال الأثرية مثل جبال خزاز وكير وامرة وسواج وطخفة وشعباء، والجبال البركانية في حرة كشب، إضافة إلى بعض محطات طريق حاج البصرة.. 6- يختصر المسافة بين القصيمومكة. 7- يقطع ثلاث مناطق إدارية الرياضومكةوالقصيم. 8- يخدم مجموعة من البلدات كالزلفي وعفيف، ويحيي كثيرا من القرى المغمورة. 9- يخفف الضغط على ميقات قرن المنازل (السيل الكبير). 10- يخفف الضغط على طريق القصيمالمدينة السريع وطريق الرياضمكة السريع. وفي رأيي المتواضع أن الطريق المقترح من البتراء بعيد عن وسط مدن القصيم الرئيسية، ولا يخدمها كما يخدمها الطريق الذي ذكرت. كما أحب أن أشير إلى أن هذا الطريق تحت دراسة وزارة النقل وإن نفذ مع ما اقترحته أو ما اقترحه غيري فنفعه سيكون عاما وليس لمنطقة القصيم وحدها، وحتى البلدان التي تقع جنوب الطريق أو شماله هي في أجندة الوزارة حيث إن لديها خطة مستقبلية بسفلتة المسارات الواحدة إلى مسارين ومنها طريق الرس البجادية. أملي من وزارة النقل أن يكون هذا الاقتراح من ضمن دراستها قبل أن يتم تنفيذ المشروع الذي اعتمد في ميزانية الوزارة لهذا العام ومقارنته مع ما طرح من رؤى من بعض الكتاب وما لدى الوزارة من أفكار حول هذا الطريق ثم الأخذ بالرأي المختصر الذي يخدم المواطنين في كافة المجالات وبرفقة خارطة لمسار الطريق من القصيم إلى مكةالمكرمة وبالله التوفيق. قبلان بن صالح القبلان