تؤكد الأهداف الخمسة الهلالية في المرمي الاتحادي مساء يوم 10 /12 /2009 في دوري المحترفين (دوري زين) السعودي، أن وراء الأكمة ما وراءها من خلافات وسوء تدبير وتعاسة واضحة تجتاح الكيان الاتحادي. فالخمسه الهلالية العنيفة لم تأت مصادفة أو انتفاضة هلالية غير معهودة، بل جاءت طبيعية نتيجة الحالة النفسية التي يمر بها الاتحاد عقب خسارته النهائي أمام بوهانج الكوري في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي أكدتها الخسائر الثلاث في الدوري من الاتفاق والشباب، وجاءت الثالثة طامة على عميد الأندية السعودية بمواجهته الهلال، الفريق الأميز هذا العام. وبلغة الاقتصاد يمكن القول إن الأهداف الخمسة تمثل صافي نتيجة المباراة بعد حسم مصروفات إضاعة الفرص ورعونة ياسر القحطاني الذي انفتح له الباب الاتحادي مرات عدة وفشل في التسجيل، على الرغم من أنه قدّم أفضل مباراة له هذا الموسم؛ ما دفع معلق قناة الجزبرة الرياضية المتمكن علي سعيد الكعبي، إلى القول إنه لاعب قادر على اللعب للأندية الكبيرة في أوروبا، هذا فضلا عمّا يُقال عن ضربتي جزاء للهلال. وهذا يعني أن الهلال هاجم الشباك الاتحادية بعنف وبجسارة لا رحمة فيها مستفيدا من العوامل النفسية التي يمر بها الاتحاد عقب رحلة طوكيو التي وصفتها في مقال سابق، بأنها أشبه بالرحلة السياحية المفلوتة لفقدان إدارته الجديدة الخبرة الاحترافية في التعامل مع الأحداث والتي خلفت تداعياتها كوارث للعميد وجماهيره؛ وآخرها كارثة ملعب الملز، وربما هناك كوارث أخرى إذا بقي الحال على ما هو عليه. وعلى الرغم من أن هناك مَن يقول إن الاتحاد تم (طبخه في فرن بعنايه مدروسة) لتجهيزه ليكون لقمة سهلة الهضم للهلال بعد إيقاف لاعبه نور وطرد الشرميطي، إلا أنني لا أتفق بتاتا مع هذا القول، كون علامات الفوضى ظاهرة على الفريق بدءا من اليابان، لأن فريقا كبيرا مثل الاتحاد لا يمكن القول إن نتائجه مرهونة بنشاط لاعبين اثنين. كما لا يمكن القول إن المدرب الاتحادي كالديرون يتحمّل النتيجة القاسية، فقد لعب ضاغطا في ربع الساعة الأول على أمل اقتناص هدف إرباكي، ومن ثم إحداث تغير في خطة اللعب تميل إلى إغلاق الملعب أمام الهلال وجرّه إلى ملعبه والاعتماد على الكرات الخاطفة، غير أن قوة الحضور الهلالي والسرحان الاتحادي فرضا أمراً واقعا على أرض الملعب؛ فكانت الخماسية العنيفة مع تدخل الرأفة لمصلحة الاتحاد بضياع فرص هلالية سهلة. يبقى القول: إن مشكلة الاتحاد إدارية ونفسية ولا مفر للاتحاديين، وهم في مثل هذه الظروف، إلا بانتفاضة إدارية تعيد المختصيين والمحترفين في القيادة الرياضية للنادي، ومثل هذا الإجراء كفيل بتجاوز تداعيات ما بعد طوكيو وخمسة الهلال. وتبقى الإشارة فقط لتخفيف هول الهزيمة الخماسية على الاتحاديين بتذكيرهم بمقولة الأمير عبد الر حمن بن سعود -رحمه الله- وهو الإداري الخبير والمحنك عقب خسارة النصر بخماسية من الاتحاد في القرن الماضي، حيث قال (إنها بمثابة اللقاح لبطولة الدوري). وقد تحقق ما كان يرمي إليه وحقق النصر البطولة في ذلك الزمن، ولعل الاتحاديين بعد هذه الهزيمة أن يلتفتوا إلى ناديهم بعيدا عن حرب التصريحات والتصريحات المضادة والتي يدفع ثمنها الاتحاد وجماهيره العريضة. وتبقى إشارة أخيرة للاتحاديين، بأن فريقهم مهدد من الخروج من دائرة (الكبار) متى ما رأى خالد البلطان رئيس نادي الشباب ذلك!! (محمد السلوم)