لقطة من المباراةأيقظ المنتخب الفرنسي نظيره الأوكراني من أحلامه وانتزع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل بعدما حقق فوزا مستحقا وتغلب عليه 3-صفر مساء الثلاثاء في إياب ملحق التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال. كتب مامادو ساخو لاعب ليفربول اسمه بحروف من ذهب حيث افتتح سجله التهديفي في المباريات الدولية بإحراز الهدف الأول للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 22 ثم أضاف كريم بنزيمة نجم ريال مدريد الأسباني الهدف الثاني في الدقيقة 34 ، قبل أن يأتي الهدف الثالث الحاسم في الدقيقة 72 وسجله الأوكراني أوليج هوسييف بالخطأ في شباك منتخب بلاده.
كان المنتخب الفرنسي قد خسر ذهابا أمام أوكرانيا صفر-2 في كييف يوم الجمعة الماضي ، لكن منتخب الديوك انتفض وحسم المواجهة بثلاثية على أرضه ووسط جماهيره بالعاصمة باريس ليصعد إلى نهائيات المونديال للمرة الخامسة على التوالي ويحرم نظيره الأوكراني من الظهور الثاني له في المونديال ، حيث شارك مرة واحدة سابقة في بطولة 2006 بألمانيا.
قدم المنتخب الفرنسي عرضا هجوميا من الطراز الأول خاصة في الشوط الأول الذي تقدم خلاله بهدفين ليعيد السباق إلى نقطة البداية ، حيث اكتفى الفريق الأوكراني خلال الفترة الأولى بالتركيز على الجانب الدفاعي أملا في الحفاظ على ما حققه في لقاء الذهاب ولم يشكل أي خطورة على المرمى الفرنسي قبل الثواني الأخيرة من الشوط الأول.
في الشوط الثاني ، كسر الفريق الأوكراني الهيمنة المطلقة للمنتخب الفرنسي على الأداء الهجومي وحاول الحفاظ على تماسكه بعد طرد لاعب من صفوفه في الدقيقة 47 لكن الفريق الفرنسي واصل تفوقه الهجومي وأهدر لاعبوه العديد من الفرص قبل أن يحسم المنافسة بالهدف الثالث الذي منحه الفوز 3-2 في مجموع المباراتين وصعد به إلى المونديال.
تألق فرانك ريبيري بشكل كبير في صناعة هجمات المنتخب الفرنسي كما قدم بنزيمة عرضا رائعا لم يشوبه سوى إهدار أكثر من فرصة حقيقية خلال الشوط الثاني ، وقد اتخذ الحكم السلوفيني دامير سكومينا قرارين مثيرين للجدل بشأن حيث ألغى له هدفا صحيحا بداعي التسلل بينما احتسب هدفه في الدقيقة 34 رغم أنه جاء من وضع تسلل حسب ما أوضحته الإعادة التليفزيونية.
ظهر إصرار المنتخب الفرنسي على قلب موازين المواجهة منذ الدقيقة الأولى حيث سيطر على الكرة وبدأ سريعا محاولاته الهجومية الجادة ليخضع الحارس الأوكراني أندري بياتوف لأول اختبار في الدقيقة الثانية حيث تصدى لكرة في غاية الخطورة.
شكلت تحركات النجم ريبيري على الجانب الأيسر مصدر القلق الرئيسي على الدفاع الأوكراني ، لكن الفريق الضيف حاول فرض رقابة لصيقة للحد من خطورة نجم بايرن ميونيخ الألماني.
وكاد بول بوجبا أن يتقدم للديوك في الدقيقة التاسعة حيث تلقى الكرة من ضربة ركنية وسددها برأسه لكنها مرت فوق العارضة ، كما تلقى بنزيمة كرة عالية أخرى من ضربة حرة وسددها برأسه خارج الشباك ، ليسيطر التوتر بشكل أكبر على لاعبي أوكرانيا في ظل توالي المحاولات الفرنسية.
اضطر لاعبو أوكرانيا للتكتل الدفاعي وتضييق المساحات أمام منطقة الجزاء لدقائق لكن الضغط الفرنسي استمر حتى افتتح أصحاب الأرض التسجيل في الدقيقة 22 حيث سدد ريبيري كرة قوية تصدى لها الحارس بياتوف لكنها سقطت من يده وتابعها ساخو بتسديدة في الشباك مسجلا أول هدف دولي له.
حاول الفريق الفرنسي استغلال صدمة منافسه لإضافة الهدف الثاني سريعا وبالفعل نشط ريبيري لكن الدفاع أحبط محاولته كما سدد بوجبا كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت فوق العارضة مباشرة.
وفي الدقيقة 30 راوغ ريبيري الدفاع ببراعة ثم مرر عرضية رائعة دفع بها بنزيمة إلى داخل الشباك لكن الحكم لم يحتسبها هدفا بداعي التسلل في قرار مثير للجدل من الحكم السلوفيني دامير سكومينا حيث أظهرت الإعادة التليفزيونية بوضوح أن بنزيمة لم يكن متسللا.
وأثارت هجمة للمنتخب الفرنسي ارتباكا في منطقة جزاء المنافس في الدقيقة 34 انتهى بوصول الكرة إلى بنزيمة الذي دفع بها في الشباك دون تردد معلنا تقدم فرنسا 2-صفر ، رغم أن الإعادة التليفزيونية أظهرت أن بنزيمة كان في وضع تسلل.
أدرك المنتخب الأوكراني الواقع الجديد وتخلى عن أسلوبه الدفاعي حيث حاول تبادل شن الهجمات مع أصحاب الأرض لكن دون تشكيل أي خطورة على مرمى الحارس الفرنسي هوجو لوريس.
وكاد المنتخب الأوكراني أن يوجه ضربة للمنتخب الفرنسي وجماهيره في الثواني الأخيرة من الشوط الأول لكن الدفاع تدارك الأمر وأنقذ الشباك كما أنقذ ماتيو دوبوشي المرمى من كرة أخرى أكثر خطورة ، لينتهي الشوط بتقدم فرنسا 2-صفر.
زادت محنة المنتخب الأوكراني بعد دقيقة واحدة من بداية الشوط الثاني حيث طرد يفين خاتشيريدي من صفوف الفريق لحصوله على الإنذار الثاني بسبب الخشونة مع ريبيري ، وكاد الفريق الأوكراني أن يسجل بعدها بثوان عن طريق روسلان روتان الذي سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم.
حاول المنتخب الأوكراني خلق التوازن بين الجانبين الدفاعي والهجومي وقدم أكثر من محاولة لكن الفريق الفرنسي واصل تفوقه وظل الأخطر هجوميا.
وأهدر بنزيمة فرصة ثمينة في الدقيقة 58 حيث تلقى عرضية رائعة من ريبيري وبات في مواجهة الحارس لكنه سدد الكرة بشكل غريب فوق العارضة.
وانفجرت المدرجات بهتافات الجماهير في الدقيقة 72 عندما جاء الهدف الثالث للمنتخب الفرنسي وسط ارتباك في منطقة الجزاء وبعد التصدي لتسديدتين من باتريس ايفرا وبنزيمة ، وقد جاء بقدم الأوكراني هوسييف حيث حاول التصدي للكرة لكنه وجهها بالخطأ إلى شباك منتخب بلاده.
منح ديديه ديشان اللاعب أوليفيه جيرود فرصة المشاركة ودفع به بدلا من كريم بنزيمة في الدقيقة 82 لكن الدقائق المتبقية من المباراة لم تسفر عن جديد ليفوز المنتخب الفرنسي 3-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب ويتأهل إلى المونديال.