انقلب الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على معظم مواقفه المعلنة، معتبرا أن بعضها جاء بحُسن نيّة أو بحكم الضرورة، والبعض الآخر ب (تعمد) يستدعي الاعتذار. وأعلن جنبلاط الأحد 2/8/2009 أمام مؤتمر حزبي أن تحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار "كان بحكم الضرورة الموضوعية ولا يمكن أن يستمر"، داعيا إلى "وجوب إعادة التفكير في تشكيلة جديدة" على الساحة السياسية اللبنانية.
وقال جنبلاط في كلمة ألقاها لدى افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه في أحد فنادق بيروت، إن تحالف حزبه مع قوى الرابع عشر من آذار التي تشكل الأكثرية حاليا في لبنان، "كان بحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد آنذاك وهذا لا يمكن أن يستمر".
ودعا جنبلاط إلى "إعادة التفكير في تشكيلة جديدة أولا داخل الحزب وثانيا على الصعيد الوطني، من أجل الخروج من هذا الانحياز والانجرار إلى اليمين والعودة إلى أصولنا وثوابتنا اليسارية والعربية والنقابية والفلاحية".
ومع أنه كان من أشد مناهضي السياسة السورية في لبنان شدّد جنبلاط في كلمته على ضرورة إقامة "علاقات مميزة مع سوريا ومن خلالها مع العالم العربي"، معتبرا أن "عهد الوصاية السورية ولّى والجيش السوري انسحب، فكفانا بكاء على الأطلال".
واعتبر جنبلاط أن الالتقاء السياسي بينه وبين الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جورج بوش الابن خلال المرحلة التي تلت اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 "كان نقطة سوداء في تاريخ الحزب الاشتراكي.
وقال جنبلاط "ذهبنا إلى اللا معقول عندما التقينا المحافظين الجدد موضوعيا في واشنطن من أجل حماية ما يسمى ثورة السيادة والحرية والاستقلال".ورأى جنبلاط أن هذا الالتقاء "جاء في غير طبيعته وفي غير سياقه التاريخي، وفي غير التموضع التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي أن نلتقي الذين عمّموا الفوضى في منطقة الشرق، والذين دمّروا العراق وفلسطين"، مضيفا "لست هنا لأبرر، كان همنا الأساس هو موضوع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري".
وتابع "ربما كنا نستطيع ألا نذهب، ولكن الذي حدث حدث وذهبنا ولم تكن تلك إلا نقطة سوداء في تاريخ الحزب الناصع الأبيض، الساطع في وضوحه في ما يتعلق بنضاله الدائم مع القضية الفلسطينية ومع القضية العربية ومع قضية لبنان العربي".