رأى جهاز الأمن الإسرائيلي أن سورية ما بعد "الحرب الأهلية" فيها لن تكون مستقرة، وربما مقسمة إلى دويلات، وأن الصدامات الجارية شبيهة بما دار بين المعسكرين الغربي والشرقي خلال حرب فيتنام، فيما عبرت إسرائيل عن تخوفها من قرب انتهاء عمل قوات "أندوف" بالجولان عقب اختطاف جنود لها هناك. وقالت صحيفة "معاريف" الجمعة 8 مارس 2013 إن الإعتقاد السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن "الدولة السورية الجديدة التي ستقام في نهاية الحرب الأهلية لن تكون مستقرة"، وأن "سورية تتجه نحو التفكك إلى عدة دويلات.. وربما سيبقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد موجودا ضمن دويلة في شمال الدولة وبالقرب من مدينة اللاذقية إذ أن هذه المنطقة تعتبر معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول رفيع المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي، قوله إنه "بدأ عهد ما بعد الأسد، على الرغم من أن هذا الأمر يحدث فيما لا يزال الطاغية موجودا"، واعتبر أن "الدولة السورية أخذت تفلت من بين يديه". ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن جهاز الأمن ينظر إلى الوضع في سورية حالياً على أنه "ساحة صدام بين معسكرين، تماما مثلما استُخدمت فيتنام كساحة صراع بين الاتحاد السوفييتي (السابق) والولاياتالمتحدة في سنوات الستين من القرن الماضي". وتابعت التقديرات الإسرائيلية أنه "مثلما حدث في تلك الفترة، فإن جهات دولية عديدة ضالعة في الصراع السوري الداخلي، ويبدو أن الولاياتالمتحدة والغرب يؤيدون بشكل كبير قوات المتمردين، التي تشمل مزيجاً كبيراً يضم أكثر من 90 تنظيماً وبينها تنظيمات كثيرة تتماهى مع أفكار الجهاد العالمي، بينما نظام الأسد يستمد دعما مكثفا من روسيا وإيران وحزب الله، ودعما سياسيا صينيا". وأضافت هذه التقديرات أن "الحرب الأهلية في سورية تدل على أن فترة دامت أكثر من 20 سنة كانت فيها الهيمنة الأميركية العالمية مطلقة، قد انتهت، والمشكلة هي أن دعم الدول العظمى لطرفي الصراع يؤدي إلى تعادل في الحرب الأهلية التي قد تستمر لفترة أخرى". ووفقاً لتحليل جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن "طرفي الصراع في سورية يمسكان بعنقي بعضهما الأمر الذي يمنع حسم الحرب"، وأن "عمليات قوات المعارضة ليست منظمة كفاية في المجال العسكري لكي تتمكن من هزم الرئيس والموالين له". وأضاف "الجهاز" أن الأسد يسيطر عمليا على ربع مساحة الدولة فقط، ويشمل معظم العاصمة دمشق والمنطقة التي بغالبيتها علوية في السهل الساحلي في شمال – غرب سورية، "والأسد ينجح في البقاء لأن المتمردين لا ينجحون في حشد قوة من أجل شن هجوم مركز يؤدي إلى السيطرة على دمشق وحشر الرئيس وقواته في المنطقة العلوية". وفيما يتعلق بخطف جنود الأممالمتحدة ضمن قوات "أندوف" التي مهمتها مراقبة الحدود بهضبة الجولان، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي عبر عن تخوفه من أنه على الرغم من احتمال الإفراج عنهم اليوم إلا أن عملية الاختطاف هذه، وتكرر الإعتداءات على قوات الأممالمتحدة في سورية، سيؤدي إلى تسريع سحب القوات الدولية من سورية. ويؤدي هذا التوقع إلى أن يحشد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة نسبياً في هضبة الجولان وخاصة عند الشريط الحدودي وسط تخوف من اقتراب مسلحين في سورية، لاسيما من تنظيمات "الجهاد العالمي" وتنظيم "القاعدة"، من هذه الحدود أو حتى محاولة التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات فيها.
ولم تستبعد "معاريف" صحة التقارير في سورية التي تحدثت أمس عن ضبط أجهزة تنصت متطورة في منطقة اللاذقية لغرض التجسس وأن إسرائيل هي التي زرعت هذه الأجهزة. وقالت الصحيفة إن "هذه ليست إمكانية مفندة" وأشارت إلى أن تقارير صحافية تم نشرها خارج إسرائيل نسبت لوحدة كوماندوز النخبة الإسرائيلي "سرية هيئة الأركان العامة" عمليات "في عمق أراضي العدو" لزرع أجهزة تجسس وأنه "قد يكون لإسرائيل والاستخبارات الأميركية أيضا اهتمام بالغ في مراقبة ما يحدث في منطقة اللاذقية". وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه توجد 3 احتمالات للنجاح في ضبط أجهزة التجسس هذه، وهي إما أنه تم كشفها صدفة، أو أنها اكتشفت بواسطة أجهزة متطورة زودتها الولاياتالمتحدة للبنان وتسربت إلى سورية، أو أنها اكتشفت بواسطة أجهزة متطورة أرسلتها روسيا إلى سورية في إطار الصراع بين المعسكرات "وإسرائيل هي مجرد لاعب ثانوي فيه".