وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آل يافث إلى متى يتضاحكون علينا ؟


..
دابت مواقع اليكترونية تضلل ضد المرجع العربي الشيعي العراقي السيد الصرخي , الذي اشتهر بمواقفه العربية الأصيلة ضد نظام البعث النصيري في سوريا , وضد نظام الملالي في قم وطهران , وضد نظامي الحكم في العراق وإيران , والذي استهجن في بيانه رقم (81) ممارسات النظام القمعي الفاشيستس في سوريا , كما كانت مواقفه من رئيس الحكومة نوري المالكي وتسلطه على كل مخالف له في الرأي , عبر دعم حكومة طهران له , وكانت مواقف الصرخي أنه باختصار لايخاف في الله لومة لائم , ولايتحزب لطائفة دون طائفة سواء سنة أو شيعة , لأن الحق أبلج ويعلى ولا يُعلى عليه لهذا فأنصار المراجع التابعة لإيران والتي كانت تحظى بحماية ورعاية من الاحتلال الأميركي إذ أ نادى السيستاني ودعا الشيعة التابعين لقم وملاليها بعدم مقاومة المحتل , وهذا ما فتح باب الجحيم على الغازي الأميركي من العرب السنة , فكان من كبد الأميركان خسائر جسيمة فغادروا المدن العراقية واحتموا في قواعد عسكرية بعيداً عن الاحتكاكات مع الثوار , واكتفوا بالمساندة المخابراتية والمعلوماتية عبر طائرات التجسس , بدون طيار هاهم أنصار وعملاء الأميركان في العراق يشنون حملة شعواء على المرجع العربي السيد الصرخي , ولم يعلموا أنه كشف بل وأحرج الكثيرين حفظا لماء الوجه هذا إن كان بقي بهم وجه من الأساس , فأصدر السيستاني توجيهاته لأنه بمثابة الولي الفقيه لحكومة المالكي السماح لللاجئين السوريين بعد منعهم من النزوح عبر الحدود العراقية طيلة ستة عشر شهرا , ولأول مرة يمنعون طائرة كورية شمالية محملة بالأسلحة الفتاكة لتدك قرى ومدن وأرياف سوريا , وتفتك يشعبها المضطهد الذي رفض الاستمرار بتأليه البعث وبالقومية العروبية .
الممانعة التي يدعيها نظام آل الأسد وهاهو بشّار يتماهى ويبرز عنترياته ويكاد يستنفد كل قواه , بدلا أن يحرر الجولان ويطرد بها "المحتلين "أصدقاء نظامه "العلماني" يفتك بشعبه الذي خرج بعد أربعين عاما من الذل والاذعان تفاديا لما هو حاصل اليوم , كنا نتعجب من الفزع الذي يعيش فيه الشعب السوري , فكنت تجد الصمت وهز الأكتاف "بالطريقة الشامية المعهودة" بينما هم تغلي بطونهم من الداخل وتظهر على وجوهم حمرة الامتعاظ والضيم , خرجوا أخيرا لعل وعسى يرشد النظام البعثي النصيري الأرعن ويقابلهم بعصر يٌكشفُ فيه كل ذرة تتحرك على كوكب الأرض , فماعاد هنالك من شيء يتحرك على الأرض إلا ويتم رصده , تصوروا أن العالم سيهب منذ البداية لنصرتهم وتأييد مظاهراتهم السلمية , ولعل الشرفاء ممن بقي بصدورهم إيمان وبدمائهم نزر من حميَّة عربية أن يهبوا لنصرتهم , فاستقبلت صدورهم زخات الرصاص , ورؤسهم الركل بالأرجل وأعقاب البنادق , وقبضات ومدي وفؤوس وسواطير شبيحة آل الأسد , ولم يفتروا ويستكينوا بل ظلوا يتظاهرون بمئات الآلاف من درعا إلى حلب ومن ريف اللاذقية إلى دير الزور والقامشلي مرورا بمدن الشمال حلب وحماة وحمص نزولا لريف دمشق "حاضرة" الخلافة الأمويَّة.
زاد القتل وترافق معه رفض الحلول والمبادرات والتي تحطمت على صخرة تآمر الغرب مع روسيا والصين بمسرحية هزلية جعلت من مجلس الأمن لأول مرة بالتاريخ يبدو عاجزا وهو غيرعاجز , فمجلس الأمن هو أميركا وأميركا هي مجلس الأمن , ليتيقن العرب والمسلمون ألا حلول ولامبادرات تنجح لحلحلة الأزمة السورية ووقف القتال ونزيف الدم وخراب المدن مالم تعطي إسرائيل الضوء الأخضر بعد أخذها ضمانات أن البديل لابد أن يكون كما نظام آل الأسد قامعا لمن يتجرأ على المس بحدودها مكمما لأي فم يذم في بل و السكوت عن بقاء الجولان محتلاً , مخبئاً لصواريخه وطائراته ألا تعترض طائرة إسرائيلة تحلق على قصر الرئاسة وتضرب منشآته , وللموساد أن يدخل بغطاء أمني مخابراتي رسمي يغتال من يرى "النظام السوري "أنه بات يشكل عبئاً عليه , ولها "السلطة القادمة " أن تُُصدر البيانات عن التخوين وعملاء الأميركان والمنبطحين ومخابرات دول عميلة لأميركا , كما صار باغتيال "غنيّة" الذي كان بحماية المخابرات السورية , ويحتمي بالقرب من السفارة الإيرانية .
بدأت أشك أن رفيق الحريري توزع دمه بين أربعة أميركا وإسرائيل وإيران وسوريا , بتعاون مخابراتي لئيم , للتخلص من أبرز زعيم بالشام كلها لذلك تم التعتيم على كل جريمة اغتيال , من غير المعقول أن بعاصمة كبيرة مفتوحة "بيروت" تعج بكل مخابرات العالم لاتعلم تلك الأجهزة وطائرات التجسس بدون طيار التي تجول بأجواء لبنان عن جريمة كبرى تستهدف زعيم عربي بل عالمي وتصفي أبرز زعيم سني في الشام , قد تكون أجندة مخابرات خارج سيطرة الحكومات , فالمخابرات لا تعمل لمصلحة حكومات قائمة ولارؤساء بل لمصلحة دول أو لمصلحة مافيات ومخططات لها أجندة استراتيجية طويلة الأمد , معلوم أن أي رئيس أميركي أو غربي مدة حكمه محدودة بولايتين إن فاز بانتخابات لمرة ثانية وأخيرة , وبعدها يصبح مواطنا عاديَّا , ألم تتنصت مخابرات فرنسا على محادثات جاك شراك ورفيق الحريري وعلى محادثاته وسعد الحريري وكشفتها صحفيفة فرنسية بل سربتها إليها مخابرات فرنسا , ألم تفضح صحيفة لبنانية "إيران جيت " من زود الصحيفة بذلك بل من سرب لها الخبر إنه فرع المخابرات الأميركية ببيروت وقبلها "ووتر جيت " فزعماء الغرب برحمة مخابراتهم ومخابراتهم يخضعون لسلطات لاتبدو بالواجهة ولا بمراكز صناعة القرار لأنهم ليسوا موظفين لولاية أو ولايتين بل يتحكمون بتوجيه من وراء الستار وخلفهم شركات عملاقة وأسواق مال وإعلام يرسمون خططا لمئات السنين ولا يخططون لفترة رئاسة يذوق فيها من يقترب إليها الأمرين .
إن مايجري في سوريا وماشجع بشّار الأسد ليس إيران وحدها نعم هي أكبر داعم لاقتصاد النظام من برميل البترول إلى السلاح بمختلف أنواعه ومصادره إلى أصغر مسدس كاتم للصوت , لكن لايمكن لتتواجد قوات إيرانية وخبراء وأجهزة اليكترونية متطورة بمافيها طائرات تجسس بدون طيار دون موافقة إسرائيلية , لذلك فإسرائيل مطمئنة لإيران فهي لاتجرؤ على تخطي الخطوط الحمراء التي رسمتها لها وأبلغها الروس بها عند زيارة نائب وزيير الخارجية الروسي بزيارته السرية لطهران بعد أن نفد صبر الثوار السوريون واضطروا لحمل السلاح وتتابعت انشقاقات ضباط وجنود من الجيش النظامي , وضحوا بمميزاتهم وبمستقبلهم ورواتبهم وأسرهم لينضموا للثوار ويشكلون نواة الجيش الحر.
وزيارة دبلوماسي إيراني مؤخراً لكوريا الشمالية وعقده لصفقات لترسل بطائرات مدنية كورية شمالية تمر عبر العراق بمساعدة حلبفه وعميلهم نوري المالكي , الذي لم يجد في العراق من يزكيه من مختلف الأفرقاء بهذا المنصب فتحصّن بالدستور الذي صنعته أميركا وإيران , نعم كتبه عراقيون وصوت عليه عراقيون وأقره برلمان عراقي , لكن "بعقيدة "إيرانية أميركية " راسخة أمام من تولَّى كتابته وصياغته فاحتفظ بجانب رئيس الحكومة بوزارة الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة , وأعيد انتخابه رغما عن غالبية الشعب العراقي , وعندما حاول الأحرار من العراق أن يسحبوا منه الثقة , كان رئيس الجمهوريه جلال الطالباني يتبسم ويستغرب أن يستمروا للنهاية فامتنع عن توقيع مرسوم الاحالة لمجلس النواب , وقال لهم تضمنون أن الخمسة والستين نائباً سيثبتون على رأيهم , لأن فشل التصويت يعني زيادة قبضة نوري المالكي وبالفعل أصدرت إيران أوامرها لعدد ممن وقعوا على العريضة الخاصة بطلب التصويت على حجب الثقة عن حكومة المالكي التي تعني اسقاطه من رئاسة الحكومة التي هي السلطة التنفيذية المطلقة بالبلاد, فزاروا طهران بدءاً من النجم "مقتدى الصدر " إلى عمًار الحكيم , وانتهى المولد بلقاء الجعفري الذي كان مرشحا ليخلفه بعد أن جاءت "فتوى السيستاني " يبقى نوري المالكي وامنحوه الفرصة الأخيرة" بعد أن طالبته إيران بثني "عُصاة شيعتكم" الذين لهم ميول ضد نظام حبيبنا بشَّار الأسد نخشى أن نمسك أيدينا عن قضية نوري المالكي , وتنتهي هيبتنا ويتسلم الحكم رئيس حكومة يدين لمن أسقطوا المالكي فيعرقل دخول قواتنا ومقاتلينا وعبورطائراتنا التي تدعم حليفنا الذي يتعرض لمؤامرة من طائفة "السنة بسوريا" لأن انتقال الحكم إليها يعني أن تصيب العدوى العراق .
لو دعمت إيران سوريا الدولة لا سوريا آل الأسد وحفزتها لتحرير الجولان لكنت أول من يناصر إيران وما كنت لأكتب سطراً واحداً ينتقدها , ولو انسحبت إيران أو قبلت مبدأ التفاوض مع دولة الإمارات العربية لقبلت عمائمهم وللعنت الشاه ومعه بريطانيا التي انسحبت من الخليج , لتسلمه الجزر الثلاث ترضية لامبراطورية فارس التي اعترضت على انضمام البحرين للأمم المتحدة بعيد انسحاب بريطانيا منها , وكعادة الدول الاستعمارية الغربية لايمكن أن تخرج من بلد إلا أن تبقي فيه "مسمار جحا" فأبقت الجنوب السوداني وحرضته على الشمال , ودارفور التي كانت بعهد الاستعمار تتمتع بحكم ذاتي يصل لدرجة دولة , وبمصر انتقمت لاغلاق قناة السويس فحرضت إسرائيل وساعدتها معها فرنسا , وبالعراق أبقت الاقليم الكردي العراقي متعشما ومعه الجزء الكردي بسوريا فتجزأت كردستان بين ثلاث العراق لتسلم شط العرب لايران وتركيا ترضية لها ومع أن فرنسا وعدت بوطن للأكراد فسلمت جزءا لسوريا وأخذت منها الاسكندرونه وسلمتها لتركيا مقايضات أنهت الحُلُم الكردي وبنفس الوقت يسلحه الغرب ليناوش تركيا والعراق وسوريا لاحبا فيهم بل لابقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة قلاقل , وكذلك منطقة الحدود بين تونس وليبيا وبين المغرب والجزائر , وبين قطر والبحرين التي حُلَّت بالتحكيم , وبين الامارات والسعودية وعمان والسعودية التي حُلَّت , وبين اليمن الجنوبي ساابقا وبين عمان .
لذلك فالحرب في سوريا تدور بين شعب عربي لم يقبل أن يستمر في الضيم ,ولا أحد يرتضي أن يختار الحل الأخير وهو السلاح ويضحِّي بمنزله الذي دفع فيه سنوات من العرق والكد والصبر ليهدم , ولا أن يترك زوجته وأطفاله او يترك من لازوجة له أو أطفال جامعته ومدرسته ووالديه وإخوته وأخواته لمصير مجهول بيد نظام لايرحم , ومع هذا يأتي من يأتي وبكل صفاقة يقول إيقاف العنف وهذه الكلمة مزدوجة تعني المساواة بين من يستخدم الطائرات والصواريخ والهاون والقنابل العنقودية ومن يحمل رشاشا ومسدسا .
يقيني لو أرادت إسرائيل إسقاط نظام الأسد لما بقيت أميركا ومعها فرنسا وبريطانيا يراوحون أماكنهم ويكتفون بالتصريحات الرنانة والعاطفية للضحك على الدقون من جهة أخرى تكتفي بلوم روسيا وبدغدغة المشاعر بمساعدات إنسانية , تحت ذريعة أنهم لن يمدوا الثوار بأسلحة تقع بيد "إسلاميين متشددين " يستخدمونها لاحقا ضد إسرائيل والمصالح الغربية , ليسألوا أنفسهم لماذا ؟يكون هكذا استنتاجهم لماذا لايساعدوا على نشر السلام لتنسحب إسرائيل من الجولان وتقام الدولة الفلسطينية , وتُخضع منشآت إسرائيل النووية للتفتيش الدولي ؟وقبلها لماذا لا تجبرها على توقيع معاهدة انتشار الأسلحة النووية ؟ أم بدعوى أن إسرائيل لم توقع على على معاهدة حظر الانتشار النووي وبالتالي لاتستطيع الوكالة الدولية لللطاقة الذرية تفتيش منشآتها , بينما صنعت مئتي قنبلة نووية , أم تحت ذريعة أن إسرائيل دولة "ليست مارقة وحكامها متعقلون" أو لأنها لم تهدد بها جيرانها طيلة 40 عاماً على امتلاكها للسلاح النووي بواسطة عراب الاشتراكية الدولية شيمون بيريز ونجاحه باقناع الحكومة الاشتراكية التي كانت تحكم فرنسا , نعم إسرائيل لم تستخدم أو تهدد باستخدام سلاحها النووي ليس شفقة بالعرب ولكن لأنها ستتأثر هي نفسها من إشعاعاتها وتتأثر مياهها وتربتها , وإنما هو سلاح ردعي تخوف به جيرانها هكذا "تخوِّف" حتى تبقى لها السيادة , كما لإيران النفوذ مقابل سكوت طهران العملي وغض الطرف عن تغريدات ملاليها ونجادها بمحو إسرائيل من الخارطة !!!!.
ولذلك يرى الغرب في إسرائيل "دولة منضبطة وديمقراطية وحضارية " يجب الحفاظ عليها وحماية حدودها , وألا يقوم نظام بجوارها لديه أجندة "جهادية" , لأنهم يعلمون أن نظام آل الأسد لايؤثر عليهم إعلامه وعنترياته وممانعته ودعمه للمقاومة كل ذلك محسوب حسابه , المهم لاتقترب من حدود إسرائيل وإلا أطلقنا لها العنان لتسقط نظامك وبالفعل متى سمعتم أو قرأتم حافظ الأسد أو ابنه بشار من بعده يحمل همِّ الجولان , أين صواريخه وطائراته التي يستعرض بها مدنيين سوريين فيدك بيوتهم ومساجدهم ويقتل شبابهم وأطفالهم ونساءهم , بينما لم تطلق رصاصة عبر الحدود مع إسرائيل , ولم يُسمح بمقاومة أو يدعمها بالجولان , ولم يطلق صاروخا على طائرات اعتلت سقف القصر الجمهوري , ولا التي قصفت منشأة سورية ولا اعترض زورق سوري زورقا إسرائيلياً اطلق النار فأردى عقيدا بالمخابرات بساحل طرطوس , وإضافة لذك أفسح الطريق جيش حافظ الأسد ليدخل شارون لبيروت عام1988م , وسمح لعصابات تابعة لحزب الله ولعناصر مسيحية متطرفة بقتل أطفال ونساء بمخيم صبرا وشاتيلا , وحصار الجيش السوري لتل الزعتر الذي كان يتواجد به لاجئون فلسطينيون ثلاثة أشهر حتى أكلوا القطط وأوراق ماتبقى من أشجار كي يرضي الأميركيون عندما أزمع المسيحيون بمغادرة لبنان هربا من الحرب الأهلية وانتقام الفلسطينين التي عمل النظام السوري على أن يحرض بين فريقين فما أن ينتصر فريق حتى ينقلب عليه ليضعف كلا الفريقين واذن له الأميركيون بإخراج ميشال عون من لبنان لرفضه حينذاك الوجود السوري واتفاقية الطائف .
لذلك الآن يرد زعماء الغرب بمافيهم أميركا ومعه إسرائيل الدِّين لبشار فيكتفون بالإدانات وسحب السفراء , إنها شكليات ممقوتة ويبقون على المضمون سائداً وهو بشار أفضل من غيره لمجاورة إسرائيل إنه "يسمع الكلام " ونحن نضحك حين نسمع فروسيته الخطابية " , هذا يتناغم مع الأقلية المسيحية االسورية فمنهم من يقف محايدا ومنهم من يدعم بلسانه وقلمه بشار إلا من ندر , فهم غير معنيون بحرب أرادها بشار تتحول بين سنة عرب "إرهاربيون " وعلويون حلفاء للفرنسيين والغرب حيث منحتهم فرنسا دولة وأسمتهم علويون بينما هم كانوا منبوذين حتى من الشيعة حيث لايعدونهم منهم كونهم اعتبروا الإمام علي رضي الله عنه إلها يعبدونه , كما يقول السيد الصرخي الذي كشف أن الحرب ليست شيعية سنية بل فارسية علوية من جهة وعربية من جهة أخرى لأن إيران تحقد على كل ماهو عربي ولا علاقة لها بالدين إنما يستخدمونه لزرع القلاقل بكل دولة عربية لتذكي العداوات بين الشيعة والسنة بأوطانهم لتدس أنفها وتصبح طرفا بأي صراح .
نستخلص من ذلك وكما ذكرت بمقالات سابقة ومنذ بداية الثورة السورية أن خماسيا خبيثا هو من يريد إبقاء نظام بشار الهدف بقاء إسرائيل آمنة , وأن العرب السنة ارهابيون وأن ايران لعبت دورا بزوال نظام صدام ومراجعها حرموا قتال الأميركيين بالعرق والعرب السنة قتلو جنودنا بالجنوب والغرب والوسط العراقي , وأن مابيننا وبين ايران من خلافات لاتعدو طفيفة كلامية جربناهم فما قاتلونا أو قاومونا , تواجدوا بلبنان وجنوبه فاحترموا سيادة الحدود مع اسرائيل منذ ست سنوات , وروسيا فقط لتكمل المسرحية ويغض الطرف عنها كونها تأذَّت من المقاتلين الاسلاميين الشيشان والذين حارب بصوفهم عرب سنة متشددون والهجمات الارهابية بلندن وباريس ومدريد وبالمغرب العربي وبالسعودية واليمن هؤلاء هم عربا سنة متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة ,وهذا يتوافق مع مايقوله بشار الأسد أنه يحارب الارهابيين .
هذا هو الفكر الأميركي الأوروبي الروسي الإسرائيلي , بحسبانهم أن الايرانيين "الشيعة" وإن تحدثوا وخطبوا وأزبدوا وأرغوا فهم الأقرب إلينا فكلانا جدنا يافث ودماء تمشي بعروقهم هي من فصيلة دمائنا ومن يحكمون إسرائيل هم بالأساس أوروبيون من ذات الدماء ومع أنهم يقال عنهم ساميون فهذه ضحكة تاريخية فالساميون منهم انقرضوا وتاهو وتشردوا ومن بقي منهم يرى حرمة وجود كيان يضم اليهود لأن الله كتب عليهم الشتات , لقد كاتب سياسيي ومثقف أميركي لما حوصر بأسئلة بإحدى القنوات الفضائية العربية عن سر وقوفهم المظلق مع إسرائيل فذكر أنهم يشبهوننا طباعا وثقافة وبكل شيء هم قريبون إلينا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.