استحوذ عدد من أبرز الملفات الإقليمية والدولية الساخنة على اهتمام الصحف الدولية الصادرة الاثنين، أهمها احتمالات نشر قوات بريطانية حول سوريا، وأنباء عن فرار أسرة العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، من الجزائر بجانب طائفة أخرى من المستجدات. التلغراف نقلت الصحيفة البريطانية بعنوان: "أبناء القذافي يفرون من الجزائر" بأن ثلاثة من أبناء العقيد الراحل: عائشة وهانيبعل ومحمد، فروا لإيجاد ملاذ آمن آخر في إفريقيا، على ضوء تحسن العلاقات بين السلطات الليبية الجديدةوالجزائر، ومع القيود الدولية المفروضة على عائلة القذافي، رجحت التلغراف إمكانية انتقالهم للعيش في النيجر حيث يقيم شقيق ثالث لهم هناك وهو الساعدي القذافي. والدولة الإفريقية الفقيرة هي ضمن قلة من الخيارات المفتوحة أمام عائلة القذافي، فعروض اللجوء السياسي للإقامة في زيمبابوي وفنزويلا غير عملية، كما لا يمكن الركون إليها، بعد تسليم موريتانيا لرئيس جهاز الاستخبارات السابق، عبدالله السنوسي. وعزا أحد المقربين من عائلة القذافي أسباب انتقالها من الجزائر لعدد من التطورات الأخيرة دفعتها لمغادرة المجمع المحصّن الذي وفرته لها الحكومة الجزائرية، واكتفى بالقول، وبحسب "التلغراف" : بالتأكيد أرادوا فقط الخروج." واشنطن بوست اهتمت الصحيفة الأمريكية بالتطورات الجارية على الحدود الإسرائيلية وسوريا، بعدما أطلق الجيش الإسرائيلي، ولأول مرة الأحد، رشقات تحذيرية باتجاه الجانب السوري عقب سقوط بقايا قذيفة هاون على منشأة عسكرية تابعة له في مرتفعات الجولان. وذكرت الصحيفة تحت عنوان" انجرار إسرائيل للقتال السوري لأول مرة"، بأنه رغم تطلع إسرائيل لتهدئة الوضع، بيد أن ردها ليس سوى مجرد تذكير مقنع بأنه من السهولة توسع الحرب الأهلية في سوريا لأزمة إقليمية تمتد عبر الحدود لتغمر كل من تركيا ولبنان والأردن. وخلال عمر الأزمة السورية البالغ 19 شهراً، أبدى المسؤولون الإسرائيليون انزعاجهم من توسعها باتجاه بلادهم خاصة مع تراخي قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة، ورغم الود المفقود، إلا أنه بالنسبة لإسرائيل فإن عائلة الأسد، الرئيس الحالي ووالده حافظ الأسد، حافظا على الهدوء في جبهة الجولان طيلة قرابة أربعة عقود، ما وفر نوعا من الاستقرار النادر بالمنطقة المتوترة. الاندبندنت أوردت الصحيفة البريطانية تصريحات لرئيس هيئة الأركان، الجنرال ديفيد ريتشاردز، ورجح فيها احتمال نشر قوات بريطانية حول الحدود السورية حال تردي الأزمة الإنسانية، وشدد، في ذات الوقت، بأن أي نشر للقوات البريطانية سيكون محدوداً ومشروطاً لغاية لدعم المواطنين في المناطق المتأثرة. وأشار السير ريتشاردز إلى وجود "خطط طوارئ عسكرية بريطانية يتم تحديثها باستمرار" مع تواصل الحرب الأهلية في سوريا، طبقاً للصحيفة. وأثارت تصريحات أعلى مسؤول عسكري بريطانيا المخاوف من تورط المملكة المتحدة في نزاع آخر فيما يحاول الغرب منذ 11 عاماً إنهاء دوره في صراع آخر يدور في أفغانستان. ونقلت "الاندبندنت" عن السير ريتشاردز تصريحه في مقابلة مع القناة الأولى لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن أكثر ما يهم المملكة المتحدة هو منع الحرب السورية من الامتداد لدول الجوار تحديدا تركيا، العضو بالناتو.