أنقرة، لندن - «الحياة»، أ ف ب - صعدت تركيا لهجتها من جديد إزاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ففيما قال الرئيس التركي عبدالله غل إن نظام الرئيس السوري في «مأزق» لكن السوريين وحدهم يمكنهم أن يحققوا التغيير عوضاً عن تدخل خارجي، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسد مجدداً إلى التنحي، ووصفه ب «الجبان» في علامة على التدهور الشديد في علاقات البلدين. وفي أقوى انتقاد يوجهه حتى الآن للأسد الذي كان حليفه القوي في السابق، سخر أردوغان من الأسد لوعده بالقتال حتى الموت ضد معارضيه في الداخل، قائلاً إنه «لم يبد نفس الاستعداد للتضحية بحياته لاستعادة مرتفعات الجولان المحتلة من ايدي الإسرائيليين». وقال اردوغان مخاطباً الأسد «تنح عن السلطة قبل أن يراق مزيد من الدماء .. ومن اجل سلام شعبك وبلادك والمنطقة». ورغم توجيهه انتقادات عنيفة للرئيس السوري من قبل، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها أردوغان الأسد صراحة للتنحي، ليكون ثاني زعيم يدعو إلى ذلك بعد العاهل الأردني الملك عبد الله الذي دعا الرئيس السوري إلى التنحي الأسبوع الماضي. وفي إشارة إلى تصريحات للأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» الأحد قال فيها انه مستعد للموت من اجل سورية إذا اضطر لمواجهة تدخل اجنبي، قال أردوغان «بشار الأسد يقول انه سيقاتل حتى الموت». وأضاف مخاطباً الرئيس السوري «إن القتال ضد شعبك .. ليس بطولة بل هو جبن». وتابع «انت تتحدث عن القتال حتى الموت. لماذا لم تقاتل حتى الموت من اجل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل؟». وزاد «إذا أردت أمثلة على قادة قاوموا حتى الموت ضد شعوبهم، انظر إلى ألمانيا النازية، انظر إلى هتلر، وانظر إلى موسوليني وتشاوشيسكو في رومانيا». وكان أدولف هتلر لقي حتفه في حصن تحت الأرض بعد أن أطبقت قوات التحالف على برلين، بينما قتل الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني شنقا عندما علقه عدد من الغاضبين على عمود للإضاءة، وتم إعدام الدكتاتور الشيوعي الروماني نيكولاي تشاوشيسكو رمياً بالرصاص هو وزوجته يوم عيد الميلاد في عام 1989. وقال أردوغان إنه إذا لم يتعلم الأسد دروس التاريخ، عليه أن يفكر في مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي قتل مؤخراً على يد معارضيه بعد إزاحته من السلطة. وأكد أردوغان أن تركيا لا تنوي التدخل في شؤون سورية الداخلية، إلا انه أضاف «لا يمكننا أن نبقى غير مبالين» تجاه ما يحدث في بلد مجاور تشترك معه تركيا في حدود طولها 910 كلم. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) الماضي تدهورت علاقات البلدين بشكل تدريجي. وازدادت التوترات أول من امس بعد تعرض حافلة تحمل حجاجاً أتراكاً لإطلاق النار في سورية أثناء عودتها من مكةالمكرمة. وفي أول تصريحات رسمية له تؤكد الهجوم، قال أردوغان إن «الإدارة السورية لم تمنع الهجوم على الحافلات التي تقل الحجاج» متهماً دمشق بالفشل في حماية الحجاج. وقال إن «حماية مواطني دولة أجنبية ... هي مسالة شرف بالنسبة لأي بلد». ودعا القيادة السورية إلى العثور على مرتكبي الهجمات على البعثات الديبلوماسية التركية والحجاج «وتقديمهم للعدالة فوراً». في موازاة ذلك قال غل في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية إن نظام الأسد في «مأزق» وإن «سورية وصلت إلى طريق مسدود لذلك فالتغيير حتمي». واعتبر غل أن رفض الرئيس الأسد تطبيق خطة الخروج من الأزمة التي أعدتها الجامعة العربية، جعل من المستحيل إجراء مفاوضات دولية. وأوضح لموقع الصحيفة البريطانية عشية زيارة دولة لمدة ثلاثة أيام لبريطانيا «لقد فات الأوان حالياً بالفعل» لإجراء مفاوضات دولية. وأضاف أن بشار الأسد «يبدو انه اختار طريقاً آخر. وبصراحة، لم نعد نثق به». ودعا الرئيس التركي نظيره السوري إلى ترك السلطة من دون عنف، مشيراً إلى «ضرورة القيام بكل ما يلزم» لتجنب اندلاع حرب أهلية. وقال غل إنه كان يتحدث بانتظام إلى الأسد حتى أشهر قريبة ونصحه بالسماح بإجراء انتخابات حرة والإفراج عن السجناء السياسيين والإعلان عن جدول زمني واضح للإصلاحات.