حتى الألعاب أصابتها حمى الشغف بالشبكة العنكبوتية ليتحول الماوس بديلا عن اليد و القدم في نقل أحجار الشطرنج وضرب الكرة وقذف الجلة . هذا يعني ان تأثير النت لم يتوقف عند حدود التحول من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية، ولا عند توفير سبل للتواصل اللحظي بين البشر في أي مكان بعيدا عن أساليب الاتصال القديمة كالتليفون والبريد العادي، ولكنه وصل لأبسط الأشياء، مهددا عادات الشباب في اللقاء و التنافس بالانقراض . وفي حين يصر فريق عشاق الألعاب التقليدية على عاداتهم القديمة ويرفضون الانتقال إلى زمن اللينكات والشاشة والمقعد، معتبرين أن ما يدمنه الآخرون حاليا مجرد موضة ستنتهي عندما يكتشف هؤلاء أن المتعة الحقيقية في اللعب المباشر لا اللعب مع صور أو بصور تتحرك بالكهرباء.. يرى الفريق الإلكتروني أن اختياراته تناسب العصر، نظرا لأن الألعاب لم تعد تتطلب منهم جهداً وتتم ممارستها دون ضجيج أو إزعاج للآخرين . وفي تقدير الشاب طلال الشقاق، فإن الألعاب الجميلة بدأت تفقد رونق الحماس الذي يصاحبها بعد تحولها إلى النت. والأخطر لديه أن هذا التحول يفرق بين الشباب بعدما كانت هذه الألعاب تجمعهم في الاستراحات وأماكن خاصة. وأضاف قائلاً " منذ تحولهم إلى ممارسة الألعاب على الشبكة العنكبوتية انقطع بعض الأصدقاء عن الأماكن التي نجتمع بها " . ويقول وافي الدرزي إنه لا يفضل هذه الألعاب على الإنترنت وخاصة البلوت التي لا تكمل حلاوتها إلا مع مجموعة من الشباب والإصرار على الفوز والتحدي فيما بيننا . ويضيف أن لعبة ترافيان لا توجد إلا من خلال النت، كما أن بعضهم يقضي ساعات أمام هذه اللعبة وبعضهم يدفع مبالغ من أجل شحن رصيد الذهب فيها لكي يرتفع مستواه. ويشير الدرزي إلى أن من عيوب لعبة الترافيان أنك لا بد أن تدخلها يومياً وتحدثها وإلا سوف تنهزم أمام شخص آخر يريد تدمير قريتك التي بنيتها . ويذكر عبد العزيز الزايد أن لعبة البلياردو كانت تأخذ أغلب وقته في الصالات ، لكنه وبعد أن تعلمها على الإنترنت لم يعد يزور الأماكن السابقة وانقطع عن بعض أصدقائه، مشيرا الى أن هؤلاء الأصدقاء أيضا هجروا الألعاب التقليدية القديمة ودخلوا عالم الألعاب الإلكترونية . وبين فلاح المضيبري أنه يفضل لعبة البلياردو إلكترونيا لأنها لا تتطلب جهداً بدنياً أما لعبة البلوت والشطرنج فيفضل لعبها على أرض الواقع لأن ذلك يزيد روح التحدي بين الأصدقاء كما انها تتيح عقد صداقات جديدة في كل مكان في العالم .