سحب شباب الحواري أو الأحياء الشعبية في جدة، بساط «الدومينو» من تحت أقدام كبار السن، وباتوا يتداولونها فيما بينهم، وكأنها مظهر شبابي منذ قديم الأزل. وتحولت اللعبة في عرف الأحياء الجنوبية في جدة، إلى منتجع للشباب، يسيطر على جلسات السمر فيما بينهم، متنازلين على ما يبدو عن اللعبات الإلكترونية مثل الجيمس، البلاي ستيشن، والبلاك بيري. مروان الأحمدي 23 عاما من سكان حي قويزة تعلم اللعبة من والده الذي اعتاد ممارستها مع زملائه الآخرين من كبار السن في موقع وجلسة مشهورة في الحي، فنقل الفكرة لزملائه الذين رفضوها في البداية باعتبارها لعبة الكبار، لا تتميز إلا بالكسل الذي يتناسب مع المسنين، لكنهم اعتادوها فجأة وباتوا يتداولونها بانتظام: «فضلوها على لعبة البلوت التي عادة ما تحدث من خلالها مشكلات واختلافات، وجذبت الآخرين من شباب الحي بعد أن كانوا مولعين بلعبة البلاي ستيشن والألعاب الإلكترونية الأخرى». وحول سعيد الأحمدي 20 عاما اللعبة إلى ساحة للمنافسة مع أصدقائه، بعدما أصبحت عاملا مشتركا في جلساتهم، ولا تكاد جلسة تخلو منها: «البعض بدا يحتفظ بمربعات اللعبة في سيارته حتى يتسنى له لعبها مع زملائه في أي وقت». واعتبر خالد محمد قيراط 21 عاما – المحفز في نقل التجربة إلى الشباب أنها لعبة ألفة واستمتاع، بعيدا عن الشحن النفسي: «نتناوب وزملائي الذين يصل عددهم إلى 14 شخصا على الدومينو، كفرق ثنائية وسط تحديات ممتعة بعيدة عن الخلاف، ونعتبرها أفضل الألعاب لأنها تنمي التفكير وتشغل الفكر وتنمي روح التنافس الشريف، ونكتسب من خلالها ومع الزمن أفكارا جديدة». وأشار إلى أنها تحولت إلى لعبة احترافية: «أصبح الشباب من متقني اللعبة، التي تعد أفضل من البلوت، أو الألعاب الأخرى، التي لا تولد إلا مشكلات بين المتنافسين».