اطلقت القوى الامنية السورية النار الجمعة على تظاهرات عدة سارت في انحاء البلاد، لا سيما في مدينة حلب التي شهدت التظاهرات الاضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، في وقت اعلن عن "زيارة قريبة" للموفد الدولي الخاص كوفي انان الى دمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام. وتحت شعار "ابطال جامعة حلب" التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاحتجاجات وتشهد منذ اشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على ايدي القوى الامنية قبل اسابيع اربعة طلاب، خرج عشرات الوف السوريين في دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص (وسط) وحلب (شمال) والحسكة (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شمال شرق). وحاولت القوى الامنية في اماكن عدة تفريق التظاهرات باطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مدينة حلب شهدت "اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات" في منتصف آذار/مارس 2011، وذلك "رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة" الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب. وقال عبد الرحمن ان "عشرات الالاف تظاهروا في كل سوريا في اضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار". وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس ان "مدينة حلب عاشت اليوم انتفاضة حقيقية"، مشيرا الى خروج عشرات التظاهرات في احيائها وفي مناطق الريف. واشار الحلبي الى ان "معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الامن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين". وذكر المرصد في بيان ان "عددا من المتظاهرين اصيبوا برصاص الامن في حي صلاح الدين". وهتف المتظاهرون في حي السكري "ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع"، بحسب اشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت. وقالت الناطقة باسم المكتب الاعلامي للثورة في حماة مريم الحموية في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس "هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الاسبوعين الاخيرين بسبب تواجد المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الاهالي ان المراقبين لا حول لهم ولا قوة". واشارت الى خروج "اكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها". وسقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق. وبلغت حصيلة اعمال العنف في سوريا اليوم ثمانية قتلى. في مدينة حمص (وسط)، قتل متظاهر نتيجة حروق اصيب بها "اثر اطلاق قنابل غازية لتفريق تظاهرة في حي دير بعلبة"، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى اصابة خمسة متظاهرين بجروح. وقال المرصد ان مواطنين اثنين قتلا في حي التضامن في مدينة دمشق في اطلاق رصاص من القوات النظامية التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفريق تجمع مناهض للنظام. وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل افراد اسرتها في مداهمة نفذتها قوات نظامية لمنزل العائلة تخللها اطلاق رصاص في مدينة جاسم. كما قتلت فتاة اثر اصابتها برصاص قناصة في بلدة الجيزة في درعا. وقتل طفل وامرأة في اطلاق نار في حي طريق حلب في مدينة حماة. وانفجرت عبوة ناسفة فجر الجمعة في حي الشعار في مدينة حلب ادت الى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. بينما ذكر تلفزيون "الاخبارية السورية" ان عسكريا قتل وجرح خمسة اخرون اثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب. وافاد الاعلام الرسمي السوري من جهته عن ستة قتلى في انفجارات عبوات ناسفة، احدهم ورد ايضا في حصيلة المرصد. واستمر اليوم قصف مدينة الرستن في حمص التي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر، على ايدي قوات النظام. وتحاصر القوات النظامية منذ اشهر الرستن. وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع اذار/مارس. وندد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ب"صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ ايام على مدينة الرستن". وبالرغم من الخرق اليومي لوقف اطلاق النار الذي بدأ في 12 نيسان/ابريل، كجزء من تطبيق خطة انان لحل الازمة السورية، فان الدول العظمى تتمسك بخطة انان بسبب عدم وجود بديل لها في الوقت الحاضر، بحسب ما يقول دبلوماسيون في الاممالمتحدة. واكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الجمعة ان المراقبين، مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لاعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الاطراف بعملية السلام. وقال مود للصحافيين "لا يمكن لاي عدد من المراقبين ان ينجز انخفاضا تدريجيا في وتيرة العنف او ان يضع حدا لاعمال العنف اذا لم يكن هناك التزام حقيقي باعطاء الحوار فرصة من جانب كل الاطراف الداخليين والخارجيين". واشار الى ان لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الازمة. وينتقد بعض الناشطين على الارض استمرار اعمال العنف في ظل وجود المراقبين، كما شكك بعض الدبلوماسيين والمحللين بفاعلية مهمتهم التي حدد مجلس الامن مدتها بتسعين يوما. واشار مود الى "مستوى متقدم من التعاون" من جانب السلطات السورية مع المراقبين الذين وصل عددهم الى 260 من اصل ثلاثمئة هو العدد الذي قرره مجلس الامن. وهم ينتمون الى ستين بلدا. وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة الاممالمتحدة على ارسال مزيد من المراقبين الى سوريا، قائلا "300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري ارسال الف، الفين وحتى ثلاثة الاف مراقب". واضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الاسود ضمه الى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف "ينبغي تغطية الاراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم اجمع ماذا يحصل". في جنيف، توقع احمد فوزي، المتحدث باسم موفد الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية، "زيارة قريبا" لانان الى دمشق، من دون تفاصيل اضافية.