اتهم معارضون سوريون القوات التابعة للحكومة بقتل العشرات الأربعاء، معظمهم في إدلب وحماه، وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة سورية معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية على الأرض. وذكرت اللجان أن ستة قتلى سقطوا في مدينة إدلب، كما اتهمت القوات الحكومية بارتكاب ما وصفته ب"مجزرة جديدة" في مدينة حماه، قائلة إن الحصيلة الأولية لقتلى انفجار نفذه جيش النظام في مشاع الطيار هي 54 قتيلاً، بينهم 13 طفلاً على الأقل، إضافة إلى 16 امرأة، مشيرة لمواصلة انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. ولفتت اللجان إلى تعرض منازل في حي الخالدية بحمص إلى إطلاق قذائف مضادة للدروع ورصاص كثيف من قبل الجيش، بينما تعرض حي "مشاع المطار" في حماه لقصف أدى إلى سقوط قتلى فيه، إلى جانب سقوط قتيل في حلب بحي السكري، وآخر في دير الزور. كما أفادت اللجان أن العاصمة السورية، دمشق، شهدت خروج مظاهرة حاشدة انطلقت قرب مسجد "أبو أيوب الأنصاري" وجرى قطع الطريق العام بالمواد المشتعلة. من جانبه، أشار المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، إلى المأزق الذي وصلت إليه الأمور رغم وجود بعثة المراقبة الدولية قائلا: "ما هي الخطوة القادمة؟؟ .. لن ننتظر تقرير (المبعوث الدولي كوفي) عنان.. وقرار مجلس الأمن.. نحن سنصنع قرارنا... كما صنعنا ثورتنا.. عاشت سوريا حرة.. عاش شعبنا البطل." من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن قوات الجيش والأمن وشيعة سبعة قتلى "استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودرعا وريف دمشق واللاذقية." كما اتهمت الوكالة "المجموعات الإرهابية المسلحة" على حد تعبيرها، والتي قالت إنها مدعومة من "قوى إقليمية ودولية" بتنفيذ عمليات بينها استهداف سيارة اسعاف تابعة لفرع ريف دمشق لمنظمة الهلال، وإصابة ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة بحلب وجرح ستة بعبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق إدلب جسر الشغور. يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة المعلومات الميدانية في سوريا نظرا لرفض السلطات السماح لها بالعمل على أراضيها. وكان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان قد عن استيائه من التقارير التي تفيد بأن الحكومة السورية تستأنف الهجمات الوحشية على المدن التي ينتهي المراقبون الدوليون من زيارتها، في أحدث علامة على أن الجهود الدبلوماسية أخفقت في قمع أعمال العنف في البلاد. وقال كوفي أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء "يساورني انزعاج بصورة خاصة حول التقارير التي تفيد بأن القوات الحكومية دخلت مدينة حماة (الاثنين) بعد مغادرة المراقبين، وأطلقت نيران الأسلحة الآلية وقتلت عددا كبيرا من الناس.. إذا تأكد ذلك هذا أمر غير مقبول تماما." وأشار عنان إلى أن وزير الخارجية السوري ابلغه بأن الأسلحة الثقيلة والقوات سحبت من المراكز السكانية، وأن العمليات العسكرية قد انتهت، وفقا لخطة سلام من ست نقاط وضعها عنان وقبلها النظام السوري. ووصف عنان تصريحات الخارجية السورية تلك بأنها "مشجعة،" لكنه أضاف "أن الوعود المهمة والتي يعتمد عليها هي تلك الوعود التي يتم الوفاء بها." وقال نشطاء المعارضة إن العنف تصاعد بشكل ملحوظ، مع سقوط ما لا يقل عن 38 قتيلا يوم الثلاثاء، وهو دليل على أن دمشق تحنث بوعودها. وأيد أحمد فوزي المتحدث باسم عنان وجهة النظر هذه، وقال إن "النظام السوري يدعي أنه سحبت المدرعات الثقيلة، وبعد "صور من الأقمار الصناعية، وتقارير موثوقة.. تبين أن هذا لم يحدث تماما." وزارت مجموعة صغيرة من مراقبي الأممالمتحدة المدن المحاصرة مثل حماة، وحمص في الأيام الأخيرة، لكن الحكومة تستأنف الهجمات على المدن بعد مغادرة المراقبين، وتستهدف السكان الذين تحدثوا إلى مراقبي الأممالمتحدة، وفقا لنشطاء المعارضة.