قام نظام بشار الأسد بابتكار وسيلة جديدة لمعاقبة المدن المنتفضة بترحيل الموظفين من جامعي القمامة إلى إجازة مفتوحة، ما أدى لانتشار أكوام القمامة في كل أرجاء هذه المدن. وقام النظام بإعطاء موظفي القطاع العام المسؤولين عن جمع القمامة إجازةً مفتوحةً، وتبدو هذه الإجازة مجزية المردود، إذ إنها مدفوعة مسبقًا مع مكافآت تكبر كلما عبر ذلك الموظف عن إخلاصه، والتعبير عن الإخلاص في هذه الحالة يتمحور في حمل الهراوات والعصي الكهربائية التي تم توزيعها عليهم، والخروج لتفريق أي تظاهرة تخرج هنا أو هناك، وكلما زاد عدد ضحايا تلك العصي كلما نال الموظف علاوة ومكافأة أكبر. ومن المدن التي طالتها العقوبات ريف دمشق، حمص، حماة، دير الزور وإدلب، ما جعل السوريين يتيقنون بانتشار الأوبئة والأمراض لاسيما مع دخول فصل الصيف، حسبما نقلت "العربية. نت". ورغم أن معظم سكان تلك الأحياء والمدن حاولوا أن يشكلوا لجانًا شعبية فيما بينهم تتحدد مهمتها في ترحيل القمامة، إلا أن ذلك المجهود لا يأتي بنتائج ملموسة على الأرض، بسبب القصف المستمر على بعض تلك المدن وحالة القتل والاعتقال العشوائية التي أصبحت أشبه بالرجل الأعمى فاقد البصر والبصيرة، فالقتل والاعتقال يمكن أن يصيب أي مار في الشارع في دوما وحمص وحماة وإدلب. في نفس السياق، أكد المتحدث باسم المبعوث الأممي كوفي عنان أن قوات بشار تستهدف المدنيين الذين يتحدثون مع مراقبي الأممالمتحدة بعد أن يغادر المراقبون المدينة وأحيانًا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل. كما أكد أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء بقوله: "يساورني انزعاج بصورة خاصة حول التقارير التي تفيد بأن القوات الحكومية دخلت مدينة حماة (الاثنين) بعد مغادرة المراقبين، وأطلقت نيران الأسلحة الآلية وقتلت عددًا كبيرًا من الناس". وكانت القوات السورية النظامية قد قامت بعملية "إعدام ميداني" لتسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الدوليين أثناء زيارتهم لمدينة حماة الأحد بعد أن قصفت أحياء في المدينة. وذكرت الرابطة السورية لحقوق الإنسان في بيان أن مدينة حماة "تعرضت الاثنين لحملة عسكرية وأمنية كبيرة في اليوم التالي لزيارة أعضاء لجنة المراقبين الدوليين الذين زاروا أحياء المدنية والتقوا أهاليها الذين أطلعوهم على معاناتهم ونتائج العمليات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها المدينة". وأضاف البيان: "استهدفت القوات العسكرية أحياء المدينة بقصف شديد وتركز القصف بشكل أساسي في حي الأربعين ومشاع الأربعين وحي البياض وأسفر عن سقوط أكثر من 45 قتيلاً و150 جريحًا". وتابعت المنظمة في بيانها: "ثم قامت القوات العسكرية والأمنية بمرافقة ميليشيات مدنية مسلحة موالية للنظام باقتحام حي الأربعين ومشاع الأربعين واعتقلت العديد من الناشطين وقامت بعمليات إعدام ميدانية بحق تسعة من الناشطين الذين قاموا بلقاء أعضاء وفد المراقبين الدوليين".