أعلنت المعارضة السورية ارتفاع حصيلة قتلى العمليات العسكرية التي تشنها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد إلى 44 قتيلاً الأربعاء، رغم الوعود التي قطعتها دمشق بالالتزام بمبادرة المبعوث الدولي، كوفي عنان، بينما أعلن المجلس الوطني السوري مدينة تفتناز بمحافظة إدلب "مدينة منكوبة" بسبب قسوة الحملة التي تستهدفها. وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي مجموعة معارضة تقوم بتوثيق الأحداث الميدانية في البلاد، إن عدد القتلى الأربعاء بلغ 44، بينهم ستة أطفال وأربع نساء، وأشارت إلى أن القتلى توزعوا بواقع 15 في بيت سحم بريف دمشق جراء انفجار أسفر عن تهدم مبنيين، بالإضافة 21 قتيلا بحمص، وستة في ادلب، إلى جانب قتيلين في حماه. وأشارت اللجان إلى وجود جثث تحت الأنقاض لا يمكن الوصول إليها بتفتناز، إثر القصف الصاروخي على البلدة، من جانبها أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية مقتل سبعة أشخاص في بيت سحم، ولكنها قالت إن مقتلهم جاء بعد انفجار عبوات في قبو المبنى كانت "مجموعات إرهابية" تقوم بإعدادها، على حد تعبيرها. يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها. من جانبه، أصدر المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر أكبر تجمع للمعارضة، بياناً دعا فيه إلى اعتبار تفتناز "مدينة منكوبة" قائلاً إن النظام السوري "يستمر بنهجه الإجرامي في حرب الإبادة ضد الشعب،" مشيراً إلى أن تفتناز "تتعرض لحملة عسكرية شاملة، حيث قام النظام باقتحام المدينة بعشرات الدبابات والمدرعات والقصف من خلال المروحيات، وارتكب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها وتهديم أحياء كاملة والتصفيات الميدانية." وأضاف البيان: "إننا في المجلس الوطني السوري نعلن مدينة تفتناز مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى تستدعي تحركاً دولياً فورياً لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقاف عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة عنان التي تعكس استجابة النظام لها." وطلب المجلس الوطني من منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن القتلى الذين قال إن جثث بعضهم "ملقاة في الشوارع، والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال." ولم ينعكس الاتفاق الدولي لوقف إطلاق النار في سوريا على الميدان، إذ عصفت الاشتباكات والقصف بالناشطين عبر سوريا طيلة الثلاثاء، رغم موافقة حكومة الرئيس بشار الأسد على سحب قواتها من المراكز السكانية قبل 10 أبريل/ نيسان. وبحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا، فقد سقط ما لا يقل عن 74 شخصا الثلاثاء، 33 منهم في إدلب، و21 قتيلا بحمص، وستة في حلب، وخمسة بحماة، وأربعة في درعا، واثنين بضواحي دمشق، وقتل واحد في كل من دير الزور، والحسكة، واللاذقية. وقالت رفيف جويجاتي، المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية، إن "الأسد يصعد العنف على ما يبدو.. فهناك ما لا يقل عن 74 قتيلا الثلاثاء.. 21 منهم في حمص، حيث وقعت اشتباكات بين قوات الجيش السوري الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو." وكان الرئيس الاسد قد تعهد لمبعوث الاممالمتحدة كوفي عنان بسحب قواته من المدن، بعد أن أيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط في الاسبوع الماضي، في بيان غير ملزم. وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند: "لم نر دليلا على أن (الأسد) ينفذ أيا من هذه الالتزامات.. لقد تحققنا من عدم انسحاب الوحدات الآلية." ويقضي التزام سوريا بخطة عنان، بسحب القوات من المراكز السكانية، ووضع حد لاستخدام الأسلحة الثقيلة، لكن الناشطين يقولون إن ذلك لم يتم، في غياب الوضوح بشأن ما سيحدث إذا لم تسحب سوريا القوات من المدن بحلول العاشر من أبريل/نيسان.