قال أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إن الاتحاد الأوروبي عرض استضافة الاجتماع الثالث ل (وتيرة اسطنبول) الذي يبحث في سلسلة من اللقاءات إيجاد آليات لتطبيق قرار 16/18 الذي يرفض الكراهية والعنف والتمييز على أساس الدين، وذلك بصورة قانونية تحول دون تفاقم الظواهر الناجمة عن هذه التجاوزات. وأضاف أمين عام التعاون الإسلامي في تصريحات صحفية له في مكتبه بجدة الثلاثاء 03 يناير 2012، أن عرض الاتحاد الأوروبي استضافة الاجتماع يمثل نقلة نوعية في العمل ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تجد صداها بشكل كبير في الكثير من الدول الأوروبية، وتستهدف بشكل أساسي الجاليات المسلمة هناك. يذكر أن ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب بشكل عام، تتعاظم في الدول الأوروبية على وجه الخصوص، في تمايز واضح عن الموقف الأمريكي الذي ساهم في إصدار قرار 16/18. ويمثل موقف الأوروبيين الجديد بداية تحول عن سياساتهم السابقة والتي أبقت على تحفظها على مدى سنوات إزاء محاولات (التعاون الإسلامي) الحد من الإساءة إلى الأديان في مجلس حقوق الإنسان الدولي، والجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وأوضح مسؤولون في الإدارة الثقافية في التعاون الإسلامي، إن عرض الاتحاد استضافة الاجتماع الثالث يمثل موقفا جديدا يبشر بإمكانية إيجاد حل لهذه المشكلة، خاصة وأن الاجتماع الذي عقد في كل من اسطنبول، يوليو الماضي وواشنطن، ديسمبر الماضي، سوف يكتسب زخما أكبر بعقده في أوروبا التي تعاني بشكل أكبر من تداعيات ظاهرة الإسلاموفوبيا، أو عداء الإسلام. إلا أن إحسان أوغلو أكد في الوقت نفسه بأن تنامي دور اليمين المتطرف في السياسة الغربية، وصعوده إلى مناصب عليا في دول أوروبية عديدة بات موقفا يفوق قدرات المنظمة، موضحا بأن اليمين المتطرف الذي يكن كراهية ضد المسلمين، قد أصبح ورقة في أيدي الساسة الأوروبيين. وقال إن تصاعد اليمين المتطرف عبر صناديق الاقتراع، أصبح مسألة لا يمكن التصدي لها، إذا ما تم الأخذ في الاعتبار الطريقة الديمقراطية التي يصل من خلالها هؤلاء اليمنيون إلى مناصبهم، وقراراتهم المتطرفة، لافتا إلى الاستفتاء الذي أجري في سويسرا، والذي تم على إثره تجميد بناء مآذن الجوامع هناك، بناء على قرار اتخذه الشعب السويسري.