دخلت جماعة الإخوان المسلمين في سباق جديد مع السلفيين من أجل حماية الكنائس خلال احتفالات عيد الميلاد، وذلك تجنبا لوقوع أي أحداث عنف بحق الأقباط على غرار ما تعرضت له كنيسة "القديسين" بالإسكندرية مطلع عام 2011. ففي الوقت الذي أجرى فيه مجلس أمناء السلفيين تشكيل لجان شعبية لتأمين الكنائس في احتفالات عيد الميلاد المجيد، سارعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الإعلان عن نيتها تشكيل لجان حماية تابعة للجماعة لحماية الكنائس في أرجاء البلاد. وقال محمد حجاج - رئيس لجنة الحقوق والحريات، والمتحدث باسم مجلس أمناء السلفيين - "نحن الآن مطالبون على مدار العام ليس بالحماية لكنائسهم فقط بل لكنائسهم ولأشخاصهم ولأموالهم". تعليقا على هذه المبادرة، قال الكاتب والمفكر القبطي جمال أسعد: "نتمنى أن تكون كل هذه التصريحات في الاتجاه الصحيح والإيجابي". من جانبها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين - التي يتصدر جناحها السياسي - الحرية والعدالة - متصدر نتائج الانتخابات البرلمانية حتى الآن - تشكيل لجان شعبية من عناصرها للمشاركة في حماية الكنائس في أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد. وقالت الجماعة إنها اتخذت قرارها بهذا الخصوص، حتى لا تمتد الأيدي الآثمة والأصابع الفاجرة إلى إفساد هذه الاحتفالات مثلما تكرر مرارا على أيدى النظام الفاسد البائد، كما دعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة إلى حماية الكنائس مثلما حمى اللجان الانتخابية في أثناء الانتخابات. وأضافت الجماعة في بيان رسمي أصدرته ظهر الأربعاء 28 ديسمبر أنها قررت إيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة د. محمود عزت، النائب الأول للمرشد، للقيام ب "واجب التهنئة" إلى "الإخوة المسيحيين" بعيد ميلاد المسيح "نبي الرحمة والأخلاق السامية والمثالية الراقية"، حسب صحيفة "الشروق" المصرية. وقالت إن الإخوان سيشاركون في الاحتفال بهذه "المناسبة الجليلة" استجابة لأوامر الله ببر المسيحيين والقسط إليهم، لأنهم "الأقرب مودة للذين آمنوا". وأشار الإخوان إلى أن القرآن الكريم احتفل بعيسى عليه السلام أيما احتفاء وجعل الإيمان به من صلب العقيدة الإسلامية، وكرم والدته مريم العذراء عليها السلام تكريما لا مثيل له إذ خصها بسورة كاملة يتعبد المسلمون بتلاوتها في كل حين. وتأتي هذه المبادرات من جانب الإخوان والسلفيين لحماية كنائس الأقباط خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد مع قرب حلول الذكرى الأولى لأحداث انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية الذي راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح من الأقباط. "الإخوان لن نمنع الخمور" من جهة أخرى سعت الجماعة لطمأنة الشعب المصري بخصوص الركود الراهن في قطاع السياحة الذي يعتبر مورد الدخل الرئيسي للاقتصاد المصري، إذ قال مسؤول في حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الاخوان المسلمين والذي يتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر أمام حشد بمدينة شرم الشيخ الواقعة على ساحل البحر الاحمر ان الحزب يريد زيادة أعداد السائحين الذين يزورون البلاد ولن يتخذ خطوات تؤثر سلباً على السياحة. وأثارت النتائج القوية التي حققها الاسلاميون في الانتخابات البرلمانية مخاوف لدى الليبراليين وغيرهم في مصر من فرض قواعد تحظر بيع الخمور والاختلاط في الشواطئ. والسياحة هي المصدر الرئيسي للعملة الاجنبية وتشكل أكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ويعمل بها نحو ثمن القوى العاملة في مصر. وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ان كل ما يتردد عن أن وصول الاسلاميين للحكم سيضر بالسياحة ويغلق بيوت آلاف الاسر انما هي مجرد شائعات يبثها "فلول (الحزب) الوطني المنحل" للتأثير على الناخبين. ونقل الموقع الالكتروني للحزب عن العريان قوله في كلمة أمام ناخبين في محافظة جنوبسيناء قبل المرحلة الثالثة للانتخابات التي تجرى في يناير/كانون الثاني "لا يقلق أي مواطن يسعى على لقمة عيشه في هذا المجال". وقال ان الحزب يهدف الى اجتذاب 20 مليون سائح سنوياً الى مصر مقارنة مع نحو 12 مليوناً كانوا يزورون البلاد قبل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك والاضطرابات السياسية التي تبعتها ودفعت السائحين للرحيل. وقال العريان ان القوانين المتعلقة بالخمور لن تتغير وان الحزب لن يؤيد أي تشريع قد يضر بقطاع السياحة. وتباع الخمور في فنادق مصر ويمكن شراؤها أيضاً من متاجر للخمور وبعض المطاعم. لكنه لمح الى أن الحزب قد يسعى لتقييد بعض أوجه شرب الخمور في العلن بناء على القوانين الحالية. وقال "القانون الحالي في الخمور اذا طبق فيه الكفاية...لن نزيد عليه". وبموجب القوانين المصرية يمكن حبس أي شخص يقبض عليه مخموراً في مكان عام لمدة تصل الى ستة أشهر.