أقام جزائري حفل تأبين "أربعيني" لتلقِّي العزاء في العقيد الليبي المقتول معمر القذافي، ووصفه ب"الشهيد الرمز". وعلى وقع الأغاني الوطنية، قال عبد القادر قربة منظم الحفل الذي حضره نحو 20 شخصًا، بمنزله الكائن بقرية عين معبد بولاية الجلفة: "نحن في تأبينية الشهيد العقيد معمر القذافي؛ ففي يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول قُتل معمر القذافي بيد مرتزقة وقوات الناتو الصليبيين، ومع هذا قرر أن يموت واقفًا". وأضاف قربة (29 عامًا) الذي استهل حفل التأبين بما وصفه بوقفة "ترحم وإجلال" على الزعيم الليبي: "اغتيل القذافي على يد عصابة مسلحة، وهو من كان حاميًا لليبيين من الفقر والجهل". وأوضح قربة -في كلمة بُثِّت في مقطع فيديو على موقع يوتيوب- أن مواقف الزعيم البطل جعلته يصر على تسمية ابنه (40 يومًا) "معمر القذافي"، مؤكدًا أن "القذافي زعيم ثوري، ويكفيه أنه طوال 42 سنة لم يغير موقفه من اليهود، وكشف أكثر من مرة تحدَّيَه لأمريكا". وخلال الحفل الذي أُقيم يوم الجمعة الماضي، حرص قربة على التقاط صورة بجوار إحدى صور القذافي التي انتشرت في الحفل بجوار العلم الليبي المعروف قبل الثورة الليبية، مؤكدًا أنه لا يعترف سوى بالراية الخضراء التي ارتبطت ب"الشهيد الرمز". وفي تعليقه على التغيرات السياسية بالمنطقة العربية، أعرب قربة الذي ارتدى نظارة تشبه نظارات القذافي؛ عن عدم اقتناعه بربيع الثورات، معتبرًا أن اليهود يقفون وراءه، وأنهم عملوا على الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك المنبوذ عربيًّا؛ كي يضمنوا تعاطف الشعوب والتغطية على حملتهم "اليهودية". وعبَّر قربة عن ضيقه من التغطية الإعلامية لقنواتٍ كالجزيرة للأزمة الليبية، متسائلاً عن أسباب عدم تغطية التظاهرات المؤيدة للعقيد معمر القذافي في المدن الليبية، والتركيز على "الهمج" (المعارضين للقذافي)، وتعدِّي ذلك إلى قطع بث القنوات المساندة له. واعتبر هذه التغطية دليلا ً-حسب اعتقاده- على المؤامرة التي استهدفت زعيمًا عربيًّا معروفًا بمواقف كثيرة. وأثار الفيديو ردود فعل متباينة بين زوار الموقع بين غاضب ومتعاطف؛ فقد كتب سامي: "أسأل الله عز وجل أن يحشركم معه خالدين مخلدين في جهنم"، فيما طالب آخرون بحذف الفيديو "الذي يسيء للجزائر". وفي الوقت الذي كتبت فيه "ليلى": "نحن لا نوافق على ذلك. إنه ديكتاتور ويستحق ما لحق به"؛ عبَّر آخرون عن تعاطفهم مع معمر القذافي ومن أحيَوا الأربعينية قائلين: "اللهم أغفر له وارحمه وجميع شهدائنا الأبرار".