بثت القناة التلفزيونية الثانية الإسرائيلية مؤخراً و بعد أحداث الثورة الليبية إعادةً لمقابلة أجرتها القناة منذ عام تقريباً مع امرأة يهودية من أصل ليبي تدعى ( جويتا برون ) و ابنتها ( راشيل سعادة ) أكدت من خلالها المرأة العجوز أنها خالة سفاح ليبيا العقيد معمر القذافي ، بل ذهبت المرأتان إلى ما هو أبعد من ذلك عندما أكدتا أن الأب الحقيقي لمعمر القذافي هو رجل يهودي من زواج سابق لأمه قبل هربها مع محمد بن منيار القذافي و زواجها منه و هو من ينسب إليه معمر القذافي ، و أنه أي معمر القذافي كان حياً يرزق عندما تزوجت أختها من محمد بن منيار القذافي ، أي أن العقيد القذافي طبقاً لشهادة خالته اليهودية ( جويتا برون ) و التي يمكن للجميع الإستماع لشهادتها على شكل مقطع فيديو باللغة العبرية على موقع اليوتيوب هو من أصول يهودية أباً و أماً كابراً عن كابر ، و أنه ربيب محمد بن منيار القذافي و ليس ابنه كما يزعم العقيد ( رابط المقطع موجود بآخر المقال ، و قد ترجمت صحيفة شيحان الأردنية أجزاءً من المقابلة ) ، فهل يستغرب و الحال كذلك أن يحاول القذافي طيلة حياته التلاعب و الاستهزاء بالقرآن و السنة ، وليس من المستغرب أن حاول القذافي ذات مرة تحويل الحجاج الليبيين من الحج لمكة المكرمة إلى الحج إلى بيت المقدس ؟! ، كما كان من بين أوائل أعماله بعد إنقلابه هدم ضريح الشهيد عمر المختار رحمه الله و نبش قبره و نقل رفاته من مدينة بنغازي إلى قرية نائية ، وليس أيضاً من العجب إبقاؤه ليبيا التي تعوم على بحار من النفط و الغاز في حالة فقر و تخلف عمراني مخز ٍ كما انكشف للعالم من أحداث القتال المستعر ، أو أن يسلط آلته العسكرية على إهلاك من إستطاع من الشعب الليبي المسلم الشقيق على مدار الساعة ، أو أن يقوم بتدمير بنيتها التحتية كما نشاهد على شاشات التلفزة بشكل يومي ، أو أن يتشبث بالحكم و يعض عليه بالنواجذ و أن يحاول توريثه لأبنائه من بعده ليستمروا في الولاء المطلق للكيان الصهيوني كما صرح العقيد بنفسه في إحدى مقابلاته المتلفزة مؤخراً بأن نظامه صمام أمان لما «يسمى» إسرائيل ، كما سماها ؟ الحكومة الإسرائيلية تدعم النظام الليبي الذي من المفترض أنه عدو لدود لها بكل ما أوتيت من قوة و من إمكانيات ، و قد وافقت رسمياً كما أسلفنا في مقالة الأسبوع الماضي على قيام شركة «أمنية» إسرائيلية هي ( شركة توزيع السلاح العالمية ) بتجنيد و تسليح ما يزيد عن 50,000 من المرتزقة العاملين لدى القذافي ، كما أنها تمد القذافي بالمستشارين العسكريين الإسرائيليين ، و تساعد في توفير الغطاء «القانوني» في مرور السفن المحملة بالسلاح من دول أوربية إلى نظام القذافي ، هذا ناهيك عن ممارسة الضغوط لمنع أو تأجيل إستصدار قرار تشكيل منطقة حظر طيران فوق ليبيا ذلك القرار الذي صدر متأخرا بعد معاناة مريرة للشعب الليبي مما يسمى كتائب القذافي ، كما لفت الأسلوب الاسرائيلي في إدارة المعارك ضد الشعب الليبي نظر كثير من المراقبين العسكريين حول العالم ، فهو يحاكي لدرجة التطابق الأداء الإسرائيلي ضد الفلسطينين واللبنانيين باعتماد سياسة الكثافة النيرانية ضد المدنيين والمناطق العمرانية و إعتماد سياسة الأرض المحروقة ، و الالتفاف حول المدن. يمثل سيف الإسلام القذافي همزة وصل هامة جداً بين النظام الليبي و إسرائيل و هو على علاقة مصاهرة مع أخواله اليهود و متزوج من ممثلة يهودية مشهورة و عميلة سابقة في الموساد الإسرائيلي ، و قد قام في الرابع من مارس بزيارة خاطفة إلى إسرائيل لطلب المساعدة لإنقاذ النظام ، وطلب سيف الإسلام من قيادات أمنية إسرائيلية رفيعة مساعدات عسكرية في ميادين الذخائر وأجهزة المراقبة الليلية فضلا عن صور بالأقمار الصناعية في مقابل تعهد بتطوير العلاقات الليبية الإسرائيلية في المجالات السياسية والاقتصادية. وعرض مقابل إنقاذ ثرواته في الخارج باستخدام النفوذ الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة صفقة تقتضي تقاسم تلك الثروات ، و من هنا يمكن فهم خطابه غير اللائق الذي صرح فيه ب «طز في العرب» ، فالمفترض أن تحكم الدولة العبرية ليبيا من خلال معمر القذافي و أبنائه. !! إنكشاف المستور بالنسبة لعلاقة نظام العقيد القذافي «الثوري» بإسرائيل يفسر و لو جزئياً تراجع ما يسمى بالمجتمع الدولي أمام جرائم القذافي ضد الإنسانية و جرائم الحرب التي يرتكبها و أبناؤه ضد الشعب الليبي و تلكؤ الغرب في فرض منطقة حظر طيران حتى امس الاول ، و التراخي في ذلك رغم مطالبة الجامعة العربية بفرض منع الطيران فوق ليبيا ليمنح الغرب العقيد المدعوم بالقوة إسرائيلياً الفرصة لسحق المقاومة ، أو عند أدنى حد تصفية قياداتها الإسلامية. تسبب الدعم الإسرائيل الخفي و المعلن للعقيد ذي الأصول اليهودية و رجل إسرائيل في شمال إفريقيا إلى تأخير فرض منطقة حظر جوي على نظام معمر القذافي و أبنائه لشهر كامل على حساب مقتل الألوف من المدنيين العزل من أشقائنا في ليبيا و تدمير البنية التحتية النفطية في ليبيا ، لكن القذافي بحماقاته المعهودة تطاول على قادة العالم الغربي و أستعداهم ضده بعد أن أتهمهم بالتردد على خيمته «العظيمة» للشحاذة و الإستجداء مما ألبهم عليه لا سيما فرنسا فضغطت مع بريطانيا و أمريكا بمجلس الأمن مستندة إلى موقف دول مجلس التعاون الخليجي ثم الجامعة العربية اللتين طالبتا المجتمع الدولي التعاون لفرض حظر منطقة طيران فوق ليبيا ، فصدر القرار الدولي بفرض الحظر و أوشكت العمليات العسكرية الجوية أن تبدأ ضد العقيد و نظامه الطغياني ، يتبقى على الجامعة العربية الإعتراف الصريح باللجنة الوطنية الليبية دون أي تأخير ، و المسارعة إلى تسليح المقاومة الليبية لمنحها فرصة متكافئة للدفاع عن نفسها و عن ليبيا ضد إستمرار الحكم الإسرائيلي بالنيابة و لحماية جميع الدول العربية بالشمال الأفريقي من جنون القذافي لو بقي في الحكم ، و كذلك دفاعاً عن جميع الدول العربية و تماسك الوحدة العربية. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=I4Ql0IzbWmQ http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=I4Ql0IzbWmQ#t=479s [email protected]