القاهرة – مجدي الصفتي: تفجرت حرب مواجهة ساخنة الأولى من نوعها بين التيار الديني متمثلا في حزب «العدالة والحرية» الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، وخبراء وشركات السياحة.في الوقت الذي دخل فيه رموز التيار السلفي على الخط في مواجهة حول «المايوه» مع الشركات السياحية والفنادق في المنتجعات السياحية والقاهرة والاسكندرية، وهدد العاملون في قطاع السياحة، وأصحاب الفنادق، بتنظيم تظاهرة كبرى ضد رموز التيار الديني الذين دعوا الى تطبيق قواعد وقيود على حركة السياح في مصر، ومنع ارتداء السائحات الأجنبيات للمايوه بكافة أنواعه، وفي مقدمتها المايوه البكيني، وحظر بيع وتداول الخمور، وأيضا الغاء صالات القمار في العديد من الفنادق والتي يقتصر الدخول فيها على الأجانب فقط دون المصريين. وهدد العاملون في الفنادق والشركات السياحية بتحريك دعاوى قضائية عاجلة تطالب بانقاذهم اذا ضاعت فرص العمل التي توفرت لهم في هذا القطاع وسط مؤشرات كما يقولون باعلان أكثر من %20 من وكلاء السياحة الأجانب، اضافة الى الأسواق الأجنبية الموردة للسياحة الى مصر، مراجعة أوضاعها وحجوزاتها في مصر على خلفية مطالب التيار الديني الجديدة التي وصفوها بمستحيلة التطبيق. ودعا خبراء وأصحاب شركات السياحة والفنادق في بلاغات عاجلة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وحكومة الدكتور عصام شرف الى اخماد ثورة التيار الديني التي تهدد السياحة بالضياع، واحجام أكثر من %50 من سوق السياحة العالمية عن زيارة مصر.في الوقت الذي تستعد فيه السياحة الى استعادة عافيتها تدريجيا اعتبارا من موسم السياحة الشتوي الذي يبدأ اعتبارا من أول أكتوبر تعويضا عن موسم السياحي الصيفي الذي سجل أعلى نسبة انخفاض في أعداد السياحة الوافدة من الأسواق العربية والأجنبية على حد سواء نتيجة الأحداث التي شهدتها مصر منذ يناير وحتى الآن، وما صاحبها من أحداث عنف في مختلف المحافظات وجميع المقاصد والمنتجعات السياحية. ورفض سامي محمود، رئيس قطاع السياحة الدولية، وضع ضوابط على السائحين الوافدين الى مصر.مؤكدا أنه ليس هناك دولة تهدف الى تنشيط حركة السياحة وتفرض شروطا من قبيل منع ارتداء المايوه، والامتناع عن تداول الخمور داخل الفنادق. وقال: «ان النموذج الاسلامي الحاكم في تركيا لم يضع ضوابط للسياحة وهي الدولة التي تعتبر واحدة من المقاصد السياحية التي تنافس مصر بشراسة ويزورها 28 مليون سائح سنويا، كما ان هناك النموذج الماليزي الاسلامي الذي يجذب سنويا 25 مليون سائح، واندونيسيا الاسلامية وهما لا تفرضان أي ضوابط من هذا النوع الذي تحدث عنه حزب جماعة الاخوان المسلمين». وطالب محمود الاسلاميين المطالبين بفرض تلك الضوابط بتقديم فرص عمل بديلة لمليون و850 ألف مواطن يعملون في القطاع بشكل مباشر، و2 مليون و850 ألف شكل غير مباشر، وتوفير قيمة الدخل الذي يبلغ 13.5 مليار دولار سنويا ينتظر ان يصل على 25 مليار دولار عام 2020. وقال ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق، «ان مجرد الحديث حول الضوابط أدى الى تساؤل الشركات المنظمة للرحلات في أوروبا، خاصة الشركات الانجليزية عن مدى امكانية تطبيق هذه الضوابط داخل مصر». وتوقع عريان ان يتراجع حجم الدعاية التي تقوم بها الشركات المصدرة للسياحة الى مصر عند تطبيق هذه الضوابط، وفي حالة تطبيقها ستخسر مصر ما يقرب 380 مليار جنيه قيمة المنشآت والبنية التحتية للسياحة. وقالت مصادر قريبة الصلة من حزب العدالة والحرية الاخواني «ان الحزب سيقدم قريبا خططا بديلة للجذب السياحي عن تلك التي تخالف تعاليم الدين الديني.في الوقت الذي انتقد فيه رموز التيار السلفي اندفاع الخبراء والعاملون في قطاع السياحة».مؤكدين ان مصر لن تكون رهنا لما يغضب الله ويخالف أحكام الشريعة الاسلامية. (عن الوطن الكويتية)