تسود حالة من القلق داخل أوساط السياحة في مصر، بعد تصريحات المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمين” السابق محمد مهدى عاكف، حول وضع ضوابط على قطاع السياحة، وفق تصريحات نصها “مصر بلد بها إمكانات سياحية كبيرة، وعندما أضع مشروعاً للنهوض بالسياحة يجب أن أبتعد عن الكلام “الفارغ” مثل المايوه وغيره”. وتتصاعد المخاوف من جانب المستثمرين في هذا القطاع، الذي يوفر لمصر نحو 11 مليار دولار سنوياً من العملة الأجنبية. فقدان دخل السياحة في مصر وقدَّر الخبير المالي رئيس مجلس إدارة شركة بريم إنفستمنت للاستثمار الدكتور شيرين القاضى خسائر مصر الإجمالية من مخاوف إهمال هذا القطاع والصناعات المرتبطة به بنحو 218 مليار دولار. ويوضح أن الترجمة الواقعية بالأرقام للخسائر التي قد تلحق بالاقتصاد، هو فقدان دخل السياحة السنوي لمصر من العملة الأجنبية، والبالغ نحو 11مليار دولار، الناتجة من تدفق 12.5 مليون سائح سنوياً”. ثلاثة ملايين عامل في القطاع ويوضح أن “العمالة المباشرة في السياحة تصل إلى نحو ثلاثة ملايين مواطن، يصل متوسط دخلهم السنوي حوالى أربعة مليارات جنيه، فضلاً عن مليون عامل فى الطيران المدني، حيث يصل إجمالي دخل الطيران المدني من السياحة نحو عشرة مليارات جنيه سنوياً”. ويرى أنه بتحليل أرقام الإنفاق للناتج المحلي الإجمالي عن العام المالي الماضي سنجد أن إجمالي ما تم إنفاقه في القطاع السياحي، وصل إلى 43 مليار جنيه، كما أن هناك قطاعات أخرى مرتبطة بالإنفاق السياحي، مثل قطاعات الزراعة والصناعات التحويلية والتشييد والبناء والنقل والاتصالات والتموين وتجارة الجملة والتجزئة والمال والبنوك، ويصل إجماليها في الناتج المحلي إلى 760مليار جنيه سنوياً، إلى جانب القطاعات الأخرى التي تخص السياحة، ومنها نحو أربعة مليارات جنيه، عبارة عن الصناعات والحِرَفْ اليدوية”. مشروعات بستة مليارات جنيه ويوضح أن إجمالي الاستثمارات المنفذة في القطاع السياحي، تصل إلى ستة مليارات جنيه، وبالتالي فالحصيلة التقديرية لكل هذه الأرقام تصل إلى 218 مليارجنيه سنوياً، وهي عبارة عن دخل وإنفاق واستثمار مباشر وغير مباشر، يدور حول قطاع السياحة، ويمثل 16% من إجمالي الناتج المحلي السنوي لمصر. التحذير من المساس بالسياحة ويرى عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السياحة باسل السيسي أن “أي مساس بهذا القطاع، يُعد إهداراً لموارد تعتمد عليها مصر في الأساس للحصول على العملات الصعبة، خاصة الدولار”. ويرى أن “هناك ملايين الأسر مهددة بالتشرد حال إغلاق أي من المنشآت السياحية، وبالتالي فلابد من توفير وظائف بديلة لهذه العمالة، خاصة أن السياحة في مصر تواجه حالياً حالة من الركود الشديد بعد تصاعد التوترات في مصر، واستمرار حالة الانفلات الأمني، وهو ما أدى إلى اتجاه الوفود السياحية إلى دول أخرى”. إيجاد بدائل سياحية ويضيف أستاذ السياحة في كلية السياحة والفنادق الدكتور صبري عبدالسميع أن “موارد قطاع السياحة لا يستهان بها، لأنها تمول جانباً كبيراً في الموازنة العامة للدولة، وتُعد من الإيرادات السيادية”. موضحاً أنه “على الإخوان المسلمين إيجاد بدائل لتطوير قطاع السياحة، مثل النموذج التركي”. ويؤكد أن الضوابط الأخلاقية لن تؤثر على إيرادات السياحة، ويقول: “فمثلاً شركة مصر للطيران لا تقدم الخمورعلى خطوطها الجوية، ولم تتأثرإيراداتها بذلك، خاصة أن الطيران من أهم دعائم قطاع السياحة”، مشيراً إلى أن السياحة في مصر متنوعة، ويمكن من خلال هذا التنوع تنشيط جميع أنواعها، خاصة أن السياحة لا تخرج عن الدين، وبالتالي فلابد أن يتم تطوير هذا القطاع، وطرح بدائل أمامه لجذب السياح، قبل أن يتم إطلاق تصريحات من شأنها إثارة حالة من اللبس لدى كثيرين”.