قال محللون أنه من المرجح أن تشهد دول الخليج التي لم تتأثر بالاضطرابات الإقليمية التي سادت المنطقة انتعاشا في السياحة وأن تتفوق دولة الإمارات العربية المتحدة على المقاصد الأخرى. دبي اكثر المقاصد السياحية جذبا هذا العام (اليوم) وقال مهدي مطر كبير الخبراء الاقتصاديين لدى كاب إم للاستثمار ومقرها أبوظبي « تستفيد دبي بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الاشغال وزيادة السائحين وارتفاع أرقام التجزئة لأن العرب الذين اعتادوا على الذهاب إلى...الأردن أو سوريا أو لبنان أو مصر يجدون هذه الدول تعاني من الاضطرابات، عدلوا مسارهم إلى ثاني أفضل وجهة وهي دبي. ويأتي إلى دبي الآن أيضا السياح الدوليون الذين اعتادوا السفر إلى مصر للاستمتاع بطقس أفضل.» وقال وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري في وقت سابق من الشهر الماضي أنه رأى بالفعل ارتفاعا في السياحة في الشهور الأربعة الأولى من 2011. وتشكل السياحة نحو 25 في المائة من اقتصاد دبي. وقال فاروق سوسة كبير الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط لدى سيتي في دبي : « إنه تنوع كبير من السائحين. إذا نظرنا إلى سوق السياحة في دبي سنجد العدد الأكبر من بريطانيا تليها آسيا ثم روسيا و سائحين من الخليج , إذا نظرنا إلى أعداد السائحين القادمين وأعداد من يستخدمون مطار دبي فإن هذه المؤشرات تنمو بمعدل ما بين عشرة و15 في المائة.» وأظهر استطلاع لارنست آند يونج الشرق الأوسط أن معدلات الإشغال في فنادق البحرين هبطت إلى عشرة في المائة في مارس من 60 في المائة في العام الذي سبقه. وفي سلطنة عمان بلغ معدل الإشغال في الفنادق 68 في المائة في مارس هذا العام انخفاضا من 83 في المائة في مارس 2010. من جانب آخر عانت كل من مصر وتونس من خسائر بسبب تراجع السياحة من جراء الأوضاع بعد الثورات بهما . وبلغت قيمة خسائر قطاع السياحة في مصر خلال شهر مارس الماضي حوالي 648 مليون دولار (3.82 مليارات جنيه)، وكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، عن انخفاض عدد السائحين القادمين إلى مصر خلال مارس بنسبة 60 بالمائة، ليصل إلى نحو 535 ألف سائح، مقابل 1.3 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي. وذكرت النشرة الشهرية التي يصدرها الجهاز، أن أعداد السائحين القادمين من أوروبا الشرقية تراجع خلال الفترة المذكورة بنسبة 86.2 بالمائة، تليها أوروبا الغربية بنسبة 54.4 بالمائة. وأضافت النشرة أن أعداد الليالي السياحية انخفضت بنسبة 64.8 بالمائة، فيما بلغ الإنفاق السياحي 352 مليون دولار مقابل مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وفي تونس تجاوزت خسائر القطاع السياحي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي ال400 مليون دينار . و قد بلغت بالتحديد 410 ملايين دينار منذ بداية العام و إلى حدود 10 مايوالماضي . و بلغة الأرقام بلغت العائدات السياحية خلال نفس الفترة من العام الماضي 850 مليون دينار في حين لم تتجاوز هذه العائدات 440 مليون دينار في نفس الفترة من السنة الجارية.