الحياة أصبحت أصعب على المسلمين الأمريكيين، بعد أن قدمت وسائل الإعلام المسلمين بصورة، ربما تكون غير مقبولة، بالإضافة إلى التصوير الخاطئ للرئيس الأمريكي باراك أوباما على أنه مسلم، إلى جانب الظهور الواسع على الساحة السياسية لحزب ما يسمى ب"الشاي" في الولاياتالمتحدة. كل هذا جعل الحياة بالنسبة للمسلمين الأمريكيين أكثر صعوبة، إذ تقول زينب الشامي إن الناس ينظرون إليها في بعض الأحيان بقلق، خصوصاً عندما تسافر خارج المدن الكبيرة. والشامي، بدأت تضع غطاء الرأس في أوائل العشرينات من عمرها، ما جعلها "مسلمة واضحة"، ومع ذلك فإنها تعتقد أن المسلمين الأمريكيين "محظوظون." تقول زينب إن لديها أصدقاء مسلمين من مختلف الأعراق، "فمن السهل أن تحصل على الروح الحقيقية للتطبيق الحقيقي للإسلام" في الولاياتالمتحدة، ومن السهل على المرأة المسلمة أن تحصل على تعليم جامعي. وزينب الشامي البالغة من العمر 27 عاماً وتعمل معلمة في مؤسسة غير ربحية لتحسين أوضاع الأطفال في ميتشيغن، لا تعترف بوجود شيء اسمه "صراع الحضارات." لكن، الغالبية العظمى من المسلمين تقول إن المجتمعات التي يعيشون فيها داخل الولاياتالمتحدة جيدة جداً، وأن الأمريكيين بالمجمل ليسوا عدائيين تجاه المسلمين، وأن المسلمين الأمريكيين أفضل حالا من المسلمين في أماكن أخرى، بحسب استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 1000 مسلم. يعتقد الكثير من المسلمين الأمريكيين أنهم يتعرضون للتمييز من خلال سياسات مكافحة الإرهاب، وأنه أصبح من الصعب عليهم أن يكونوا مسلمين في الولاياتالمتحدة حالياً، بخلاف ما كان عليه الأمر قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001. وكشف استطلاع قام به مركز بيو للأبحاث في واشنطن، أن الدعم للمتطرفين المسلمين لا يتزايد بين مسلمي الولاياتالمتحدة، وهم أقل تأييداً للإرهاب من المسلمين في كثير من البلدان. فقد أظهر الاستطلاع أن نحو 70 في المائة من المسلمين الأمريكيين لا ينظرون إلى تنظيم القاعدة بصورة إيجابية، بينما أظهر ذلك 5 في المائة فقط. وتقول زينب الشامي إن كل الناس يكرهون تنظيم القاعدة، بسبب الهجمات الدامية، وكل ما تعرض له المسلمون بعد ذلك. ويقول نحو 80 في المائة ممن تم استطلاع آرائهم إن الهجمات الانتحارية وأعمال العنف الأخرى ضد المدنيين غير مبررة على الإطلاق، وهي نسبة أعلى من تلك الموجودة بين المسلمين في خمس دول شرق أوسطية، بحسب استطلاع آخر لمركز بيو. ورغم أن 60 في المائة قالوا إنهم قلقون بعض الشيء بشأتن احتمال نهوض "التطرف الإسلامي" في الولاياتالمتحدة، إلا أن 10 في المائة فقط يعتقدون أن هناك دعماً أكبر للمتطرفين في الوقت الحالي.