تتجه انظار عشاق الساحرة المستديرة اليوم الأحد صوب ملعب "مونومنتال" الشهير بقلب العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس والذي سيحتضن المباراة النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2011 في نسختها ال43 بين أوروجواي وباراجواي. فمن ظاهر الأمر تبدو المواجهة متكافئة الى حد بعيد بالنظر الى أداء المنتخبين في البطولة، ولكن كلاهما يتسلح بالطموح لتحقيق مجد كروي طال انتظاره، معتمدين في ذلك على كتيبة من أبرز اللاعبين ذوي المهارات ممن باتوا نجوما ساطعة في مختلف الدوريات الأوروبية. فالبنظر الى طموح أوروجواي، فإن أبناء "السيليستي" على اعتاب تحقيق رقم قياسي سيرتقي بهم الى القمة، فالفوز بمباراة الغد والتتويج باللقب سيجعله أكثر منتخب توج بالبطولة على مدار تاريخها (15 بطولة) ليحقق بذلك أفضلية على منتخب الأرجنتين الذي يتساوى معه حتى الآن في مرات الفوز بالبطولة ب14 لقبا. وفي المقابل تبحث باراجواي عن لقبها الثالث، بعد أن سبق لها الفوز بنسختي 1953 و1979 ، حيث تأمل في إنهاء صيام دام 32 عاما عن التتويج بكوبا أمريكا. وبالنظر الى مشوار الثنائي "جواي" في النسخة الحالية، فقد أذهل منتخب باراجواي متابعي البطولة بقدرته على تخطي منافسيه "بدون تحقيق أي فوز"، فقد صعد الى المباراة النهائية بالتعادل في جميع مبارياته بلا استثناء، وأنصفته ركلات الترجيح في مباراتي ربع ونصف النهائي. فقد أوقعت القرعة منتخب باراجواي في المجموعة الثانية مع حامل لقب آخر نسختين البرازيل بجانب فنزويلا والإكوادور. وافتتحت باراجواي مبارياتها بالبطولة بالتعادل مع الإكوادور سلبيا ثم مع البرازيل 2-2 وفنزويلا 3-3. وتأهلت باراجواي إلى ربع النهائي كثاني أفضل مركز ثالث لتواجه البرازيل مجددا حيث انتهت المباراة بين الطرفين بالتعادل السلبي، إلا أن ركلات الترجيح صعدت بها للمربع الذهبي. وتكرر السيناريو نفسه في مباراة فنزويلا بنصف النهائي حيث انتهى الوقتين الأصلي والاضافي بالتعادل السلبي، لتحسم ركلات الترجيح المباراة وتصعد بباراجواي لنهائي البطولة لأول مرة منذ 32 عاما. أما مشوار أوروجواي فكان أكثر اقناعا، حيث وقع منتخبها في المجموعة الثالثة بجانب تشيلي والمكسيك وبيرو. استهلت أوروجواي طريق البطولة بالتعادل 1-1 مع بيرو، وبنفس النتيجة تعادلت مع تشيلي قبل أن تهزم المكسيك بهدف نظيف. واذا كانت باراجواي قد أطاحت بالبرازيل من ربع النهائي بركلات الحظ الترجيحية، فإن أوروجواي استخدمت نفس السلاح في إقصاء صاحبة الأرض والجمهور الأرجنتين من نفس الدور بعد ان انتهت المباراة بالتعادل 1-1. وبلغ المنتخب السماوي مباراة حسم اللقب بعد أن فاز على نظيره البيرواني في نصف النهائي بهدفين نظيفين بتوقيع لويس سواريز. ويعد خط الهجوم الناري للمنتخب الأوروجوائي، الذي يقوده باقتدار المدرب أوسكار واشنطن تاباريز، أهم أسلحته التي سيستغلها في "معركة مونومنتال"، حيث يتكون من المخضرم دييجو فورلان أفضل لاعب في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وأحد هدافيه، والذي تعول عليه الجماهير أن يكسر عقمه التهديفي بالبطولة بهز الشباك في النهائي. ويملك لويس سواريز دافعا شخصيا يحثه على التسجيل في شباك باراجواي، حيث يسعى للتتويج بلقب الهداف بتخطي الأرجنتيني سرخيو أجويرو الذي يشاركه نفس الرصيد بثلاثة أهداف. وعلى مقاعد البدلاء يتربص إدينسون كافاني هداف نابولي الإيطالي للمشاركة في تحقيق الحلم بعد أن تغيب عن المباريات الأخيرة بسبب الإصابة. وبالمثل يحظى تاباريز بخط دفاع صلد مدعم بماكسي بيريرا ودييجو لوجانو ومارتن كاسيريس، ومن خلفهم حارس عملاق بحجم فرناندو موسليرا، كما سيعود دييجو بيريز لوسط الملعب بعد انتهاء فترة إيقافه. وعلى الجانب الآخر، فإن منتخب باراجواي سيفتقد لجهود المهاجم المميز روكي سانتا كروز والمدافع أوريليانو توريس للإصابة، فيما سيحرم من مشاركة لاعب الوسط جوناثان سانتانا للإيقاف. وسيتأثر ابناء باراجواي بعامل نفسي سلبي يتمثل في غياب مدربهم الأرجنتيني خيراردو مارتينو عن مقاعد المدربين امتثالا للعقوبة التي فرضت عليه بعد احداث الشغب التي أعقبت مباراة بيرو، حيث سيشاهد المباراة من المدرجات برفقة مساعده خورخي باوتاسو المعاقب ايضا، وذلك للمرة الثانية في البطولة بعد إيقافه في مباراة البرازيل بالدور الأول. ومن المقرر أن يقود منتخب باراجواي من مقاعد المدربين الرجل الثالث في الجهاز الفني أدريان كوريا. وأسندت مهمة إدارة المباراة النهائية للحكم البرازيلي سالفيو فاجونديس، ما أثار حفيظة جمهور باراجواي بعد إقصائهم لمنتخب السامبا من ربع النهائي فضلا عن التعادل معهم الذي كان بطعم الفوز في دور المجموعات. ومن المتوقع ألا يخرج التشكيل الأساسي لمنتخب أوروجواي عن كلا من: موسليرا، ماكسي بيريرا، لوجانو، كواتيس، كاسيريس، ألبارو جونزاليس، دييجو بيريز، إيخيديو أريفالو، ألبارو بيريرا، فورلان وسواريز. في حين يدافع عن قميص باراجواي كل من: خوستو فيلار، فيرون، دا سيلفا، ألكاراز، بيريس، فيرا (أورتيجوزا)، ريفيروس، كاسيريس، إستيجاريبيا، نلسون فالديز ولوكاس باريوس.