سبق وأن تحدثنا في هذه الزاوية عن داء (النحاسة) الذي يعاني منه بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية، وقد وصلت (النحاسة) إلى ذروتها القصوى حين صدرت الأوامر الكريمة التي أراد من خلالها خادم الحرمين الشريفين تخفيف أعباء الحياة على فئات كثيرة من الشعب، يومها لم يستغل كل مدير (نحيس) هذا الدعم الملكي السخي لتطوير الخدمات التي تقدمها إدارته، بل قضى الليل بطوله وهو يعيد تفسير الأمر الملكي الذي يخص إدارته ويستنفر الآلة الحاسبة كي تعيد الطرح والجمع والتقسيم وكأنه سيدفع من جيبه. وللأسف الشديد فإن ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا من أكثر الفئات تعرضا لهذه الحسابات النحيسة، حيث مر وقت طويل وهم ينتظرون تفعيل الأوامر الملكية التي تخصهم، وقد تلقيت العديد من الرسائل التي كتبت بحبر المرارة التي حاول أصحابها شرح مرارة الانتظار في انتظار مكافأة الشهرين التي احتاجت ثلاثة أشهر حتى وصلت لهم. وأخيرا وصلتهم مكافأة الشهرين.. ولا شك أنكم لأول وهلة ستقولون: هذا أمر جيد فالمهم أنها وصلت، ولكن عليكم أن تعرفوا أولا: كيف وصلت؟ فقد اشتغلت الآلة الحاسبة للمدير النحيس على أحسن وجه (أو بتعبير أدق على أقبح وجه) ولكي لا أطيل عليكم الشرح سوف أترككم مع هذه الرسالة من أحد الإخوة الذين تلقوا مكافأة الشهرين: (333 هذا الرقم ليس رقم لوحة مميزة أو فاتورة كأس قهوة في أحد المقاهي الباريسية لأحد هوامير الأسهم، إنه مكرمة الملك التي صرفتها بعد ثلاثة أشهر من صدورها. أستاذي خلف أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة أكتب لك وكلي حزن وحرقة من بعض المسؤولين الذين يفصلون المكرمات والأوامر الملكية على هواهم وهم يعلمون أن ملكينا لا يرضى بهذا الظلم وقصتي أنني أحصل على معونة سنوية مقدراها 4000 ريال سنويا على دفعتين وبعد أن أمر ملكنا حفظه الله براتبين لكل مواطن قامت الشؤون الاجتماعية بتجزئة المبلغ أعلاه وقسمته على 12 شهرا وصرفت لنا شهرين منه بواقع 333 للشهر بدلا من تعطينا مكافأة لعامين مقدارها 8000 ريال، حيث إن ما نتسلمه هو مكافأة وليس راتب، كما هو حال الضمان الاجتماعي ولكن الشؤون الاجتماعية اجتهدت على حسابنا نحن الفئة المستضعفة، 333 ريال ماذا تفعل لمعاق له متطلبات أكثر من متطلبات الشخص السليم، كما أن هناك معلومة لا أعلم من أقرها لماذا نحن نتسلم مكافأة وليس راتبا بينما من يشملهم الضمان يتسلمون رواتب لا مكافأة؟.. هل سمعت أن هناك إعاقة في شخص ما قد تعافى منها؟.. يا أستاذي الإعاقة تلازم الشخص منا حتى وفاته، أما من يشملهم الضمان فربما تزول ظروف الحاجة للضمان فينقطع عنه الراتب، تحياتي.. أخوك المعاق صاحب الرقم المميز 333 وإذا نويت تكبرني قول معاق 666). (خلف الحربي- عكاظ)