طارد مئات من الموالين للحكومة وهم يحملون الهراوات والخناجر مجموعة صغيرة من المحتجين الذين يحاولون تنظيم تظاهرات , الخميس 17 فبراير 2011 , لليوم السابع للمطالبة بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ 32 عاما. وفقدت الشرطة السيطرة على حشد من الموالين للحكومة الذين حاولوا مهاجمة نحو 100 محتج من المناهضين لها تجمعوا في جامعة صنعاء. وفيما حاول المتظاهرون الهرب استطاعت الشرطة منع الموالين للحكومة من مطاردتهم في الشوارع. وهتف المحتجون اثناء انسحابهم من الحرم الجامعي "الشعب يريد اسقاط النظام." وقال مراسل لرويترز انهم يحاولون فيما يبدو اعادة تنظيم صفوفهم. والرئيس صالح حليف للولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له. واليمن أحد أفقر دول العالم العربي. ويعاني ثلث سكان اليمن من جوع مزمن ويعيش 40 في المئة من السكان على أقل من دولارين في اليوم. وتسعى البلاد جاهدة لتعزيز هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال واخماد حركة انفصالية تزداد عنفا في الجنوب. ويقول خالد فتاح الباحث المتخصص في الشأن اليمني بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا ان الاطاحة بصالح ربما تكون أصعب من اسقاط الرئيس المصري حسني مبارك مقارنا مركزية السلطة في مصر بالطبيعة المتشرذمة للسلطة في اليمن. ويفتقر اليمن الى طبقة متوسطة كبيرة الحجم تعيش في الحضر كما في مصر اذ لا يزال نحو 70 في المئة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعيشون في الريف. وقال فتاح "استمرار الاحتجاجات قد يمارس ضغطا على حكومة صالح لتقدم المزيد من التنازلات السياسية للحركة الجنوبية ( الانفصالية). قد تؤدي هذه التنازلات الى اعتماد نظام اتحادي." وقدم صالح الذي يحاول تهدئة الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع تنازلات مثل تعهده بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة حين تنتهي مدته عام 2013 كما وعد بالا يورث ابنه الحكم. وبعد ان قبل ائتلاف المعارضة عرض صالح باجراء حوار وطني منذ أسبوع تفجرت احتجاجات تلقائية مناهضة لصالح. لكنها أصغر من الاحتجاجات التي قادتها المعارضة والتي استقطبت عشرات الالاف في اوجها. وتم التصدي للمظاهرات الاخيرة التي نظمت باستخدام الرسائل النصية ومن خلال موقع فيسبوك ولم ينظمها اي حزب سياسي بحشود موالية للحكومة مستعدة لاستخدام العنف. وقتل محتج في مدينة عدن بجنوب اليمن يوم الاربعاء حين أطلقت الشرطة النار لتفريق مظاهرة. وهو أول حادث قتل مؤكد منذ اندلاع الاضطرابات. ويوم الخميس قال صالح الذي يتجول في المحافظات اليمنية يوميا لمحاولة حشد الدعم مع تنامي الاضطرابات انه سيشكل لجنة للتحقيق في أعمال العنف التي وقعت في عدن. وفي صنعاء احتل مؤيدو صالح ميدان التحرير بوسط العاصمة وأقاموا هناك في خيام في الاسبوع المنصرم حتى يمنعوا دخول اي محتجين مناهضين للحكومة للميدان الذي يحتل أهمية رمزية مشابهة للميدان الذي يحمل نفس الاسم بالقاهرة. لكن في تعز الى الجنوب من صنعاء سيطر محتجون مناهضون للحكومة على ميدان رئيسي قبل عدة ايام وتزايدت اعدادهم الى بضعة الاف في المساء ثم انخفضت في الفجر.