اطلق انصار ومعارضو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح النار في الهواء خلال مظاهرات متناحرة في صنعاء السبت وذلك بعد يوم واحد من مقتل خمسة اشخاص في احتجاجات ضد حكم صالح الذي بدأ قبل 32 عاما. واصيب ثمانية محتجين وقال شاهد ان شخصا لفظ انفاسه الاخيرة اثناء نقله الى المستشفى بعد اصابته بالرصاص في رقبته . ولكن مصدرا طبيا قال انه نقل الى وحدة الرعاية المركزة وان حالته مستقرة. وقالت وزارة الداخلية ان احدا لم يقتل. وأنحى صالح باللائمة على "أجندة خارجية" ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره في الاحتجاجات المندلعة ضد الفقر والبطالة والفساد مستلهمة الاحتجاجات في تونس ومصر. وفي احدى المراحل اطلق الجانبان النار من مسدسات وبنادق في الاحتجاجات خارج جامعة صنعاء. وهذه اول مرة يذكر فيها استخدام المتظاهرين لاسلحة نارية. وأصيب أربعة آخرون من معارضي صالح بجروح خطيرة نتيجة لاطلاق النار اثنان منهم في حالة خطيرة وجرح ثلاثة عندما تبادل متظاهرون القاء الحجارة خارج الجامعة. وشاهد مصور من رويترز رجلا وجهه مغطى بالدماء واخر يحمله محتجون. وردد نحو الف من المتظاهرين المناهضين لصالح هتافات تطالبه بالرحيل وكذلك شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" الشعار الرئيسي في انتفاضتي مصر وتونس اللتين اطاحتا برئيسي البلدين. ودعا ما بين 200 و 300 مؤيد لصالح الى الحوار. وفي بلدة الشيخ عثمان الجنوبية قال سكان ان خمسة اشخاص من بينهم فتاتان اصيبوا برصاص طائش على ما يبدو بعد ان اطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق المحتجين. وقدم مجلس البلدة في وقت سابق استقالته احتجاجا على استخدام قوات الان الذخيرة الحية ضد المحتجين. وقال صالح في كلمة امام ممثلي منظمات المجتمع المدني "من يريد السلطة فعليه أن يتجه معنا نحو صناديق الاقتراع والشعب اليمني سيواجه عناصر التخريب والخارجين عن النظام والقانون". وفي تنازل للمحتجين وعد صالح بالتنحي عندما تنتهي ولايته في نهاية عام 2013 وألا يسلم السلطة لابنه. ووافق ائتلاف من المعارضة على التحدث اليه لكن الاحتجاجات استمرت. وقال محسن محمد بن فريد الامين العام لحزب رابطة أبناء اليمن المعارض السبت ان الحوار مع الحكومة أصبح مضيعة للوقت. وقال في مؤتمر صحفي في عدن ان حل هذه المشاكل هو رحيل النظام. وهذه هي المرة الاولى التي يدعو فيها حزب معارض لرحيل صالح. وفي بلدة كرش سد رجال يطالبون باسقاط النظام طريقا رئيسيا بين تعز ومدينة عدن الساحلية الجنوبية لساعات. وفي عدن نظم الاف المحتجين اعتصاما سلميا وهم يحملون لافتات كتب عليها "لا للقمع لا للفساد". وقال شهود ان الشرطة اشتبكت مع اشخاص حاولوا احراق مبنى للشرطة في مدينة عدن بعد يوم من اشعال النار فيه. وأضافوا انه تم أيضا احراق عربة تابعة للجيش. وقال مسؤول حكومي لرويترز انه في صنعاء جرح رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر التابعة لوزارة الدفاع عندما تعرض للضرب والطعن من جانب محتجين مناهضين للحكومة. والجمعة اشتبكت قوات الامن وموالون للحكومة في عدة مدن مع حشود تطالب بتنحي صالح. وقال أطباء ان اربعة اشخاص لقوا حتفهم جراء اطلاق الرصاص في عدن وقتل شخص في انفجار قنبلة في تعز ثاني أكبر المدن اليمنية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه يشعر بقلق بالغ إزاء العنف في البحرين وليبيا واليمن وحث الدول الثلاث على التحلي بضبط النفس في التعامل مع المحتجين. واضاف في بيان "الولاياتالمتحدة تدين استخدام حكومات للعنف ضد متظاهرين سلميين في هذه الدول وفي اي مكان قد تحدث فيه." ويكافح صالح وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لانهاء الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهر في انحاء البلاد. كما يصارع اليمن للقضاء على متشددي القاعدة ونزع فتيل تمرد انفصالي في الجنوب والحفاظ على هدنة هشة مع المتمردين الشيعة الشماليين. وقال مسؤول محلي ان ضابطا كبيرا بالجيش اصيب في محاولة اغتيال في محافظة أبين الجنوبية عندما فتح مسلحون من تنظيم القاعدة النار على سيارته. وأضاف انه ألقي القبض على المسلحين. ويقول محللون ان اي محاولة للاطاحة بصالح قد تكون اكثر دموية من الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس لان اليمن تمزقه صراعات قبلية واقليمية ويعج بالاسلحة. وكان مؤيدو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حاولوا تفريق مظاهرة لمعارضي الحكومة امس واطلقوا اعيرة نارية مع دخول الاضطرابات في البلاد يومها التاسع. وحاول نحو 50 من مؤيدي الحكومة اعتراض مظاهرة لاكثر من ألف من معارضي صالح تجمعوا خارج جامعة صنعاء وهتفوا "ارحل يا علي". واطلق احد مؤيدي علي اعيرة نارية ولكن لم ترد انباء عن حدوث اصابات وسريعا ما تفرق مؤيدو صالح بينما واصل المحتجون مسيرتهم. واطلق الجانبان الرصاص السبت في احتجاجات خارج الجامعة في أول انباء عن استخدام اسلحة نارية من جانب متظاهرين. واصيب عدد من المتظاهرين. واصيب خمسة متظاهرين جراء اعيرة نارية طائشة على ما يبدو في بلدة الشيخ عثمان في الجنوب. وقتل يوم الجمعة الماضي خمسة في مظاهرات احتجاج على حكم صالح المستمر منذ 32 عاما. وأنحى صالح باللائمة على "أجندة خارجية" ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره في الاحتجاجات المندلعة ضد الفقر والبطالة والفساد التي اكتسبت زخما منذ انتفاضتي تونس ومصر. وقالت عائلة حسن باعوم زعيم الحركة الجنوبية الانفصالية في اليمن إن مجموعة مسلحة تابعة للجيش اليمني ألقت القبض على باعوم في مدينة عدن الجنوبية امس ونقل إلى جهة غير معلومة. وأضاف ابنه الأصغر فادي حسن باعوم لرويترز إنه تم القبض على والده في مستشفى حيث كان يعالج. وفي عام 1990 توحد رسميا اليمن الشمالي واليمن الجنوبي حيث توجد العديد من المنشآت النفطية اليمنية لكن بعض سكان الجنوب يقولون إن الشمال سيطر منذ ذلك الوقت على الموارد ويقوم بالتمييز ضدهم.