بالرغم من التنازلات التي قدمها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال خطابه أمام مجلسي البرلمان أول من أمس ومنها وعده بعدم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة 2013 خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في احتجاجات بالشوارع أمس ما بين موال ومناهض للحكومة وسط طوق أمني وانتشار للشرطة التي بقيت على مسافة من الحشود لتجنب أي تجاوزات أمنية. واحتشد منذ الصباح الباكر أمس بالعاصمة صنعاء حوالي مئة ألف محتج مناهض للحكومة فيما أسمته المعارضة “يوم الغضب” في أكبر حشد منذ موجة احتجاجات شهدها البلد قبل أسبوعين وشجعتها مظاهرات أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأخرى تهدد بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، لكن مؤيدون للرئيس قاموا بمظاهرة مشابهة في الحجم، وسارت التظاهرتان في أجواء هادئة إذ قام كل معسكر بتعبئة انصاره في موقع مختلف: في ميدان التحرير للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، وقرب جامعة صنعاء غرب العاصمة للمعارضة. وهتف المحتجون المناهضون للحكومة الذين احتشدوا أمام جامعة صنعاء قائلين «الشعب يريد تغيير النظام» و«لا للفساد ولا للدكتاتورية»، وفي ذات الوقت كان المؤيدون للرئيس علي عبدالله صالح من أنصار المؤتمر الشعبي العام الذين سبقوا المعارضة في الوصول إلى ميدان التحرير مرغمين بذلك متظاهري المعارضة الذين كانوا حددوا المكان نفسه لتسيير تظاهرتهم على تغيير مكان تجمعهم. يحملون لافتات تأييد للرئيس كتب عليها «لا للتخريب لا لاثارة الفتن». وكان صالح قال أول من أمس: إنه سيترك السلطة عند انتهاء فترته الرئاسية في 2013 ووعد بألا يتولى ابنه مقاليد الحكم وبأنه سيشكل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تلقته الولاياتالمتحدة بالترحيب ووصفته ب«التصريحات الايجابية» للرئيس اليمني الذي يحكم بلاده منذ 32 عاما. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي «نرحب بكل القرارات التي اتخذها الرئيس صالح والتي من شأنها أن تحقق تقدما سياسيا في اليمن بسبل غير عنيفة وديموقراطية». وأضاف كراولي «إنها تصريحات ايجابية. كما شهدنا في مصر (...) من المهم أن تقرن حكومات المنطقة (...) أقوالها بافعال وأن تجري إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية». إلى ذلك نظمت المعارضة والحراك الجنوبي مظاهرات منفصلة أمس شارك فيها الآلاف، إذ أن المعارضة لا تقبل بمطلب الانفصال الذي يرفعه الحراك الجنوبي. وبحسب مصادر في الحراك الجنوبي، فإن قوات الأمن اعتقلت ثلاثين من أنصار الحراك حاولوا التجمع في ساحة الهاشمي بمديرية الشيخ عثمان (عدن). من جهة ثانية شنت عناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة فجر أمس هجوما على موقع الراكة العسكري الواقع شرق مدينة مأرب والقريب من حقل صافر النفطي- شرق اليمن- فأوقعت سبعة جرحى من الجنود، جراح بعضهم خطيرة كما تم الاستيلاء على عدد معدات العسكرية، وأفاد مصدر أمني في مأرب أن عناصر القاعدة المنفذة للهجوم استولت على المعدات العسكرية، مشيراً إلى أنه تم نقل الجرحى إلى أحد مستشفيات المحافظة لتلقي العلاج.