أدان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بشدة التصريحات الإيرانية التي تناولت أوضاع مصر، وانتقد السياسات الإيرانية التي قال إنها "تستخدم مرجعيتها الدينية العليا وتسخرها لتصدير النداءات التي تتناقض مع مبادئ الإسلام وتخرج خروجا سافرا على صريح القرآن والسنة وإجماع الأئمة"، وقد أعتبرته شبكة (سي ان ان) الاخبارية الامريكية انه أعنف رد من أحد أكبر المرجعيات السنية على مواقف طهران التي عبر عنها المرشد الإيراني بربطه احتجاجات مصر بالثورة الإيرانية. وأكد الطيب في تصريحات نشرتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية فجر الاثنين 7 فبراير 2011 رفض الأزهر أيضاً للتصريحات الأوروبية والأمريكية التي قال إنها "تنتهز الفرص وتحاول العبث بالشأن المصري في الوقت الذي تقف فيه هذه السياسات عاجزة ومشلولة كلية عن تقديم أي عون يقف في وجه الانتهاكات الصارخة التي تمارس يوميا ضد شعوب المنطقة وضد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي". وأعرب الطيب عن "بالغ القلق من التصريحات والفتاوى الإقليمية والعالمية التى تتناول الشأن المصري الداخلي"، معلنا رفض الأزهر التام لكل "محاولات التدخل الأجنبي في شؤون مصر الداخلية واستغلال مطالبها المشروعة التي ينادى بها شبابها المخلص انطلاقا من وطنيته الخالصة ومصريته النقية الصداقة". وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال في خطبة الجمعة الماضية إن الانتفاضة التي تشهدها مصر حالياً توجه ضربة للسياسات الأمريكية في المنطقة، الخطبة التي جاءت متزامنة مع ما اسماه المحتجون المصريون ب "جمعة الرحيل" توعدوا فيها بإسقاط الرئيس، حسني مبارك. وفي خطبته بصلاة الجمعة بطهران، قال خامنئي إن "الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد إلى مكانته الحقيقية". وذكر الزعيم الإيراني أن انتفاضة مصر وفي حال نجاحها ستكون هزيمة نكراء للولايات المتحدة في المنطقة. ومن جانبه، أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى مصادمات "ميدان التحرير" قائلاً إن: "هذه الأعمال الإجرامية تأتي في إطار الديمقراطية الأمريكية لأنها لا تريد الحرية والديمقراطية الحقيقية للشعب المصري". ومنذ الأسبوع الأول للأحداث، دخلت الدبلوماسية الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية في إيران بقوة على خط ما يجري في مصر، عبر بيانات تأييد لتحركات المحتجين، وصل بعضها إلى حد اعتبار ما يحصل بالقاهرة من آثار "الصحوة التي أطلقتها الثورة الإسلامية"، وتحدث قائد بارز بالحرس الثوري عن انتقال الأحداث من مصر لدول أخرى. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في بيان أصدره السبت الماضي، إن مظاهرات الشعب المصري ضد النظام الحاكم "تحرك نحو تحقيق العدالة"، داعيا السلطات المصرية إلى "تحقيق المطالب المشروعة للشعب المصري"، على حد تعبيره. وقال مهمانبرست إن طهران "تتابع عن كثب الأحداث الجارية في مصر، تتوقع من السلطات المصرية الإصغاء لصوت الشعب والعمل على تلبيه مطالبه المشروعة وعدم لجوء قوات الأمن والشرطة إلى العنف ضد الصحوة الإسلامية التي تحولت إلى انتفاضه شعبيه في هذا البلد". وقد رد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، على خامنئي، قائلاً إن حديث مرشد الثورة الإيرانية عن التطورات الداخلية في مصر يكشف عن "مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر". وأضاف أبو الغيط لوكالة الأنباء المصرية الرسمية "أن تمنيات المرشد بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران إنما يكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه في المنطقة". ورفض أبوالغيط "بشكل قاطع أن يقفز خامنئي أو غيره على طموحات وتطلعات مصر وشبابها أو أن يتحدث باسمهم أو أن يقدم لنا دروسا فى حين أن بيته من زجاج"، وقال "إن اللحظة العصيبة لايران لم تأت بعد.. وسوف نشاهد تلك اللحظة بالكثير من الترقب والاهتمام".