ردت وزارة الخارجية المصرية بعنف على حديث مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عن التطورات الداخلية في مصر، وأكدت أنه يكشف «مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد» تجاه مصر ومواقفها السياسية. وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إنه لم يفاجأ بما تضمنته من «تطاول». وكانت دوائر عدة في القاهرة رفضت حديث خامنئي في خطبة الجمعة في طهران أول من أمس، والذي ألقاه باللغة العربية، واتخذته هذه الدوائر مؤشراً لوجود «أجندات خارجية تحاول توجيه ثورة الشباب أو على الأقل تحقيق مكاسب من ورائها». وكان لافتاً قيام محطات التلفزة المصرية ليلة أول من أمس ببث خطبة خامنئي مرات عدة مصحوبة بتعليقات لمراقبين وخبراء. وصرّح أبو الغيط أمس، بأن «تمنيات المرشد بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران إنما يكشف عما تسعى تلك الدولة إلى تحقيقه في المنطقة»، موضحاً أن هذه «تصريحات مهمة وكاشفة»، راجياً الجميع على الساحة الدولية قراءتها «باهتمام». وأضاف أن كلام خامنئي «يستحق الإدانة لأنه تخطّى كافة الخطوط الحمراء في تناول الشأن المصري من منظور عدائي وحاقد»، مشيراً إلى ما حفلت به خطبة «رجل الدين» من «إساءات» إلى القيادة المصرية والقوات المسلحة. وكانت العلاقات المصرية - الإيرانية، المقطوعة منذ عام 1979، شهدت تحسناً في خريف العام الماضي بتوقيع البلدين اتفاق تعاون في مجال النقل الجوي بين البلدين. ويرأس سفيران بعثتي رعاية المصالح في كل من القاهرةوطهران، لكن مصر رفضت إعادة العلاقات الديبلوماسية كاملة ووضعت بانتظام عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر شرطاً في محادثات عدة كانت تستهدف عودة العلاقات. وشدد أبو الغيط على رفضه القاطع «لأن يقفز خامنئي أو غيره على طموحات وتطلعات مصر وشبابها، أو أن يتحدث باسمهم أو أن يقدم لنا دروساً، في حين أن بيته من زجاج». وقال إن المرشد الإيراني «تناسى في أحاديثه ما عاشته بلاده من أزمة كبرى في شرعية الحكم منذ أقل من عامين، والممارسات الاستبدادية اليومية البشعة ضد معارضي النظام والتنكيل والتعذيب الهائل في السجون... وهو ما ذكّره به أحد قيادات المعارضة الإيرانية». ونصح أبو الغيط خامنئي بأن «يلتفت لشؤون بلده وشعبه الذي يتطلع بتشوق إلى الحرية من النظام الجاثم على صدره على مدى أكثر من ثلاثين عاماً بدلاً من محاولة إلهاء الشعب الإيراني الواعي بالتخفي وراء ما تشهده مصر من حراك سياسي وشعبي كبير في اتجاه إصلاحات سياسية كبرى»، مؤكداً أن «هذا الحراك وحده هو الذي سيرسم مستقبل مصر وليست تمنيات ملالي إيران». وقال: «إن اللحظة العصيبة لإيران لم تأت بعد... وسنشاهد تلك اللحظة بالكثير من الترقب والاهتمام».