نظم آلاف المصريين، ليل الخميس 27 يناير 2011، تظاهرة ضخمة بدأت من منطقة العمرانية بحي الهرم وتتجه إلى ميدان التحرير (وسط القاهرة). وأفاد شهود بأن أكثر من 5 آلاف شخص يتجهون في مظاهرة كبيرة الى الميدان للمبيت به استعدادا ل (جمعة الغضب) التي دعت لها مختلف القوى السياسية ضمن انتفاضة الغضب التي بدأت الثلاثاء الماضي للاحتجاج على الظروف الراهنة التي يعيشها المصريون. وقال عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن يوم الجمعة سوف يكون يوم الغضب الحقيقى للشعب. وأضاف أن المظاهرات سوف تتواصل فى المحافظات حتي تتم الاستجابة لمطالب الشعب ومحاسبة رجال الأمن المتورطين في قتل المتظاهرين . وأشار إلي ضرورة تكاتف القوي الوطنية لمواجهة عمليات القمع الأمني والنزول إلي الشارع. وحجبت السلطات المصرية عددا من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من بدء فعاليات "جمعة الغضب" في إطار الهبة الشعبية التي يشهدها الشارع المصري حاليًا. وترددت أنباء عن استئناف السلطات تعليق خدمات الاتصال المحمول عبر الشبكات الثلاث التي تزود الخدمة في مصر، فيما تم حجب خدمات البلاك بيري بالفعل على الشبكات الثلاث. ومن المواقع التي تم حجبها موقعي (فيس بوك) و(تويتر) اللذين يستخدمهما المحتجون في التنسيق والتواصل بشأن مواعيد وأماكن التظاهرات، بينما تعرض موقعا الدستور الأصلي، والشروق لعمليات حجب مماثلة. وشهد التليفزيون المصري الرسمى لأول مرة مطالبات باقالة الحكومة فورا لانقاذ البلاد من الفوضى، وشدد الكاتبين نبيل زكى ومجدى الجلاد فى حديث للقناة الثانية بالتليفزيون المصري على ضرورة تطهير البلاد من الفساد واقالة الحكومة وتغيير السياسات. وفى مدينة السلوم بمرسي مطروح (أقصى شمال غرب مصر) شارك الألاف من أبناء المدينة في ثورة الغضب وحاصرت أعداد منهم فرع جهاز أمن الدولة وقسم الشرطة بعد تحطيم واجهات المبنيين. وقال متظاهرون أن مشاركتهم في ثورة الغضب جاءت احتجاجا علي تفاقم الفقر والبطالة والتجاهل الحكومي وإغلاق الحدود مع ليبيا. وأفاد شهود بانهم سيطروا علي القسم بعد أن هرب العساكر والضباط، بعد مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن ذويهم الذين اعتقلوا أثناء تظاهرهم أمام منفذ السلوم. فى سياق متصل، قال شهود أن هناك اشتباكات تدور الآن بأسلحة (ار بي جي) بين الشرطة وشباب القبائل في مدينة الشيخ زويد، وأوضحوا إن مئات المواطنين يحاصرون الآن قسم شرطة الشيخ زويد ومقر امن الدولة ويطلقون قذائف (ار بي جي) والرصاص الكثيف ضد القسم فيما ترد قوات الأمن بإطلاق الرصاص . ورصدت قناة (الجزيرة) إطلاق رصاص على الناشط السيناوي مسعد أبو فجر. وأصيب أربعة مواطنين في الاشتباكات حسب مصادر طبية ، وأضاف الشهود أن الشباب نصبوا كمائن علي الطريق لمنع أية تعزيزات أمنية تصل إلى مقر امن الدولة وقسم الشرطة المحاصرين ، وفيما هجر المواطنون المنازل المحيطة بالقسم اصيب معمل تحاليل بقذيفة لم تسفر عن اصابات ، و لم يتسن للبديل التأكد من وجود اصابات في صفوف قوات الامن. وكان شباب القبائل قد خرجوا بعد مقتل المواطن محمد عاطف بطلق خرطوش بالوجه في مظاهرة امام قسم شرطة الشيخ زويد منذ ساعات.