أطلقت أربع نساء مبادرة تطوعية تهدف إلى محاربة "التحرش الجنسي" في مصر، تزامناً مع بدء عرض فيلم "678"، الذي يتناول الظاهرة، التي يختلف كثير من المراقبين في تفسير أسباب تفشيها في المجتمع المصري أخيراً، وإن كانت غالبيتهم يتفقون فيما بينهم على أن النساء عادةً ما يكنَّ الضحايا. جاءت المبادرة، التي يُطلق عليها اسم "خريطة التحرش الجنسي"، بعد معاناة النساء الأربع، وهنّ: إنجي غزلان، وريبيكا تشياو، وأمل فهمي، وسوسن جاد، اللاتي تدعينّ بأنهن "تعبن" من التعرض للتحرش الجنسي، ومن الشكوى، فقُمنّ بالتعاون مع "شريك تكنولوجي متطوع"، وبدأنّ في العمل على المبادرة منذ منتصف عام 2009. وقد وضع القائمون على "الخريطة"، والمقصود هنا النساء الأربع والشريك التكنولوجي، إضافة إلى المتطوعين أو المتطوعات، رقماً هاتفياً لاستقبال رسائل نصية ممن تتعرضن للتحرش في مختلف مدن ومحافظات مصر، وحاولت ( سي إن إن )الاتصال بهذا الرقم مراراً، دون أي إجابة، ومن المرجح أن الرقم مخصص فقط للرسائل. وبحسبما جاء على الموقع الإلكتروني للمبادرة التطوعية harassmap.org، فإن الهدف الرئيس منها هو "تغيير القبول الاجتماعي لمشكلة للتحرش الجنسي" في مصر، من خلال عدد من الأهداف المرحلية، أولها "توفير بيئة آمنة وطريقة سهلة لتقرير وقائع التحرش الجنسي". ومنها أيضاً "إرسال استجابة إلى كل تقرير، يرشد الضحايا إلى الخدمات التي يمكن أن تساعدهم، مثل المساعدة القانونية أو النفسية، وكيفية عمل محضر في الشرطة، والدفاع عن النفس وعن الآخرين"، بالإضافة إلى "توفير منتدى على شبكة الإنترنت لضحايا التحرش، لتبادل الأفكار حول كيفية التعامل مع المشكلة". وتسعى "خريطة التحرش الجنسي"، بحسب الموقع الإلكتروني، إلى دعم عمل المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا المجال، عن طريق تزويدها ببيانات وافية وفورية عن التحرش، وكذلك "دعم مجهودات الشرطة"، عن طريق إرشادها إلى "المناطق الإشكالية"، لتكثيف وتعزيز الحماية بها. كما تعمل على جمع متطوعين من الأحياء الأكثر معاناة من التحرش، وتدريبهم على التواصل مع سكان تلك الأحياء، وذلك باستخدام الخريطة كدليل لشرح المشكلة، وتقديم نصائح لهم حول كيفية التدخل، ولكن بطريقة "غير عنيفة"، بهدف "خلق بيئة مجتمعية لا تتسامح مع التحرش". وأشار بيان للقائمين على المبادرة إلى أنه أثناء المرحلة التجريبية، والتي بدأت في نوفمبر 2010، تلقت "خريطة التحرش" أكثر من 130 تقريراً لوقائع تحرش جنسي، ومراسلات من عشرات المتطوعين، "مما سمح لنا باختبار هذه التكنولوجيا، والبدء بدمج التغذية المرتدة من المستخدمين." كما لفت البيان إلى أن المبادرة، التي انطلقت رسمياً منتصف ديسمبر الجاري، ستستمر في استقبال التقارير، والتعريف بكيفية استخدام الخريطة، بالإضافة إلى التعاون مع مشروع "مدن آمنة خالية من العنف ضد المرأة والفتاة"، التابع لصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة. ولم يستبعد القائمون على المبادرة توسيع نشاطاتهم إلى دول أخرى، وذكروا، بحسب البيان، أنه بداية من العام القادم، "سنقوم ببحث تطبيق خريطة التحرش الجنسي في بلدان أخرى، بعد وصول طلبات من بلدان عدة منها الولاياتالمتحدة، ولبنان، وتركيا، والبرازيل، والإمارات العربية المتحدة، والهند.