كشفت مصادر إعلامية صومالية صباح السبت 28 أغسطس 2010، عن أن أعدادا كبيرة من القوات الإثيوبية عادت إلى الصومال مجددا، ترافقها وحدات من القوات الموالية للحكومة الانتقالية، في خطوة تهدف إلى التصدي لمسلحي حركة (الشباب المجاهدين)، الذين بدأوا يستعيدون سيطرتهم على معظم أنحاء العاصمة مقديشو. ودخل الجيش الإثيوبي بلدة (دولو) الصومالية الحدودية، وفق ما ذكرت صحيفة (أديس نيجير) الصادرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها قوات إثيوبية للأراضي الصومالية منذ انسحابها إلى بلدة (فر فر) القريبة من الحدود مع الصومال. إلا أن مسؤولا صوماليا رفيعا نفى أي وجود للقوات الإثيوبية في (دولو)، ووصف التقارير التي تحدثت عن دخول الجيش الإثيوبي للبلدة الصومالية بأنها "مجرد شائعات"، وقال عبد الفتاح جيسي لوكالات الأنباء، وهو حاكم منقطة (باي) جنوب غربي الصومال: "يمكنني أن أؤكد لكم أنه لم يدخل أي جندي إثيوبي إلى بلدة دولو". وفي وقت سابق، الجمعة 27 أغسطس، حذر وزير الإعلام في الحكومة الصومالية المؤقتة عبد الرحمن عمر عثمان من موجة هجمات عنيفة قد يشنها مسلحو حركة (الشباب) يوم السبت في ذكرى (غزوة بدر)، التي توافق اليوم ال 17 من شهر رمضان، وحذر من أن تلك الهجمات قد تستهدف المدنيين وقوات الأمن على السواء. وبعد قليل من تحذيرات المسؤول الحكومي، حذر المتحدث باسم حركة (الشباب) شيخ علي محمود ريجي، فنادق العاصمة مقديشو من استضافة أي من أعضاء الحكومة أو البرلمان، وقال: "إذا لم تلتزموا بهذا التحذير، فعليكم أن تتحملوا مسؤولية ما سيحدث". ويقيم غالبية أعضاء البرلمان، الذي يضم 450 عضوا، بصفة مؤقتة في فنادق بمقديشو، ولقي أربعة منهم مصرعهم وأصيب خمسة آخرون في هجوم بالقنابل الثلاثاء الماضي تبنته حركة (الشباب)، أسفر عن سقوط 33 قتيلا. وخلفت الهجمات التي شنها مسلحو الحركة الإسلامية هذا الأسبوع ما يزيد على 70 قتيلا من المدنيين، وجرح أكثر من 200 آخرين، بحسب ما أكد وزير الإعلام الصومالي، وفي المقابل، فقد قتلت القوات الحكومية 25 مسلحا منذ الإثنين الماضي، كما أُصيب نحو 70 مسلحا. وبحسب الحكومة الانتقالية، فإن تنامي الروابط بين (الشباب) و(القاعدة) أدى إلى تدفق مقاتلين من الخارج، ويبلغ قوام الحركة نحو سبعة آلاف رجل مسلح، من بينهم ثلاثة آلاف مقاتل مصقولون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى (جيش العسراء)، وذراع ديني باسم (جيش الحسبة). وتبدي الولاياتالمتحدة قلقا بالغا إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، كما تصنف واشنطن حركة (الشباب المجاهدين) ضمن قائمة (المنظمات الإرهابية).